بالرغم من استمرار العمل في تفاهمات إطلاق النار، إلا أن الخشية من اندلاع تصعيد عسكري في قادم الأيام ما زالت قائمة، بسبب مسيرة الأعلام التي ينوي المستوطنون المتطرفون تنظيمها في مدينة القدس المحتلة، إذ هدد وزير اسرائيلي باغتيال من يعترض المسيرة، في الوقت الذي أكدت فيه الفصائل الفلسطينية المقاومة، عدم قبولها بأي تغيير في للوضع القائم في القدس المحتلة، مهما كلف ذلك من ثمن.
مخطط المسيرة الاستفزازية
وقد أعطت سلطات الاحتلال الموافقة بشكل نهائي للمستوطنين والأحزاب المتطرفة، لتنظيم “مسيرة الاعلام” السنوية، التي يقوم خلالها المستوطنون بالتظاهر في شوارع القدس المحتلة، وبالتحديد قرب المسجد الأقصى، حيث أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن المسيرة ستقام كما هو مخطط، لكن لن تدخل الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس، فيما تتوعد الجماعات المتطرفة بتنفيذ اعمال استفزازية قرب الأقصى، وهو ما من شأنه أن يؤزم الأوضاع الميدانية بشكل أكبر.
وقد هدد وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، باغتيال من يحاول عرقلة “مسير الأعلام”، وقال “إن مسيرة الأعلام ستتم كما جرت العادة من كل عام دون تغيير”.
دعم اليمين المتطرف
وتلاقي الجماعات المتطرفة التي تشرف على تنظيم المسيرة في هذا العام، دعما قويا من المستوى السياسي، الذي يعمل دوما على تكريس مبدأ فرض “السيادة الإسرائيلية” الكاملة على المدينة المحتلة، حيث أصبح هذا العام، منظموها من صناع القرار في دولة الاحتلال، وهما الوزيران المتطرفان ايتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش.
ولذلك أوصلت المقاومة الفلسطينية التي أنهت مساء السبت الماضي جولة قتال مع الاحتلال في غزة استمرت خمسة أيام، رسائل ساخنة إلى إسرائيل عبر الوسطاء، تنذر بتصعيد الأوضاع الميدانية، في حال جرى أي عبث إسرائيلي من قبل المستوى الرسمي أو من قبل المستوطنين، يخل بالوضع القائم في القدس المحتلة.
ويتردد أن المقاومة الفلسطينية في غزة، ورغم حالة التهدئة القائمة حاليا، بناء على الوساطة المصرية الأخيرة، لا تزال على أهبة الاستعداد، تحسبا لأي تطورات في الميدان، قد تفرضها أحداث القدس.
تهديد المقاومة
وردا على مخططات الاحتلال، قال داوود شهاب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومسؤول المكتب الإعلامي في الحركة لـ”القدس العربي” إن هذه المسيرة هي محاولة اسرائيلية لإثبات وجود الاحتلال، مضيفا “هذه المحاولة ستفشل. ولن يتحقق للاحتلال ومستوطنيه الهدف منها”.
وحذر شهاب الاحتلال من أن تكون هذه المسيرة “غطاء للاعتداء على المقدسيين أو اقتحام المسجد الأقصى”، مؤكدا أن ذلك “سيؤدي إلى تصعيد في حال حدث أي تجاوز يمس بأهلنا وشعبنا في أحياء القدس وضواحيها”.
وأكد أن فصائل العمل الوطني والمقاومة “ستكون في حال ترقب ومتابعة ولن تتهاون مع أي اعتداء على أهلنا”.
وقال “الجماهير الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها ستنزل رافعة العلم الفلسطيني، ولن تسمح للاحتلال وقطعان المستوطنين أن يسجلوا حضورا على حساب الحق الفلسطيني الشرعي والثابت”.