يديعوت: “إسرائيل” ليس لها سوى 4 بدائل أحلاها مر أمام غزة

يديعوت أحرونوت – بقلم كوبي ميخائيل وعوديد عيران –   تبرز نهاية حملة “درع ورمح” الفجوة الكبرى بين الإنجازات في المستوى التكتيكي، والميزان الاستراتيجي حيال قطاع غزة. لم تحاول إسرائيل بلورة استراتيجية متماسكة حيال غزة منذ 2006، عندما فازت حماس في الانتخابات الأخيرة التي جرت – وتتدحرج من جولة إلى جولة. الفصل الإضافي في السيمفونية التي لا تنتهي، يبشر بالفصل التالي ويقصر المسافة الزمنية إليه.

وإلى ذلك، حركة حماس تتعزز وتحسن مكانتها في المنافسة مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية، في ظل تعزيز قدراتها في جبهات أخرى، وبينما تنجح في صب مزيد من المضمون والمعنى في استراتيجية تعدد الجبهات، والتي كان تعبيرها البارز في حملة “حارس الأسوار”. تنخرط استراتيجية حماس في استراتيجية تعدد الجبهات الإيرانية، فيما العلاقات بينهما تتعزز، والدعم الإيراني لحماس يتعاظم سواء بالتمويل، أي بوسائل القتال وبالعلم التكنولوجي، أم بإلهام “حزب الله” لتثبيت الجبهة في جنوب لبنان. وفوق كل شيء، تثبت حماس مكانتها أنها صاحبة السيادة في قطاع غزة، التي بإرادتها تسمح لـ”الجهاد الإسلامي” بالعمل من القطاع وبإرادتها تقيده، مع العلم أن إسرائيل ستبذل كل جهد مستطاع كي تمتنع عن معركة عسكرية.

وفي الوقت نفسه، نجح “الجهاد الإسلامي” في إثبات قدرة انتعاش سريعة نسبياً بعد حملة “بزوغ الفجر”، وربط بين الساحات باختياره الرد بنار الصواريخ من غزة على موت سجين أمني في السجن الإسرائيلي، أجبر إسرائيل على معركة أطول مما أرادت، وشوش سير الحياة لعدد كبير من السكان إلى ما وراء غلاف غزة أيضاً – فيما يعمل بتكليف من سيده الإيراني الذي رأى في المعركة المتواصلة مساهمة مهمة لمصلحته الواسعة والشاملة.

 

نتائج الحملة تضعف السلطة الفلسطينية أكثر حيال حماس و”الجهاد الإسلامي”. وعودتها إلى حكم فاعل في قطاع غزة تبدو خيالية. لا مصر ولا أي دولة عربية أخرى ستكون مستعدة بأن تدخل لتتسلم السيادة في القطاع، كما أن الأسرة الدولية أيضاً لن تتمكن من خلق جواب في شكل نظام وصاية، وقوة حفظ السلام، وبناء دولة أو أي آلية مشابهة أخرى.

المعنى أن إسرائيل بقيت وحدها أمام تحدي غزة، وأمامها أربعة بدائل أساسية: استمرار الوضع القائم؛ أومعركة عسكرية واسعة النطاق للقضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس؛ أوتصميم مسيرة سياسية بالتعاون مع الدول العربية بإسناد الولايات المتحدة والأسرة الدولية، لإعداد البنية التحتية لبناء دولة فلسطينية تؤدي مهامها كأساس لتسوية الدولتين القوميتين، أوتوسيع التسوية مع حماس من خلال الدخول إلى مسيرة حوار متسارعة وواسعة تشارك فيها مصر وقطر ودول اتفاقات إبراهيم بإسناد سعودي وأمريكي ودولي. الغاية الاستراتيجية من هذا البديل هي هدنة طويلة المدى مقابل إعادة بناء واسع للقطاع، وفتحه للعالم من خلال مطار وميناء، وإنهاء صفقة الأسرى والمفقودين، واتفاق عدم تعاظم عسكري برقابة قوة عربية مشتركة.

في اختبار الواقع المتشكل، ربما يحتل البديل الرابع المكان الأول والإمكانية الأقل سوءاً. لما كانت إسرائيل على أي حال تدير حواراً متواصلاً مع حماس في كل ما يتعلق بسير الحياة اليومي لقطاع غزة، ولما كانت ترى فيها العنوان المسؤول عن إدارة المنطقة وسكانها، ولما كانت حماس، التي اجتازت مسيرة مأسسة، تبنت في إطارها ممارسات الدول الضرورية لإدارة المنطقة والسكان، وتبدي مسؤولية أكبر أيضاً، وتفرض على نفسها مزيداً من الكوابح والقيود، بات واضحاً إذن أن على إسرائيل النظر في هذه الإمكانية.

Exit mobile version