وسط حالة الهدوء الحذر التي سادت قطاع غزة بعد مواجهات دامية على خلفية استشهاد القيادي بحركة الجهاد خضر عدنان المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، توقع مراقبون تجدد الاشتباكات بين الطرفين دون الوصول إلى الحرب المفتوحة على الأقل في الوقت الراهن.
وتوصلت المقاومة و”إسرائيل” إلى اتفاق لوقف إطار النار بعد جهود مصرية وقطرية وأممية، بعد تصعيد ميداني، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بخمسة صواريخ على الأقل موقعا شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين المجاورة، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعًا غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وألحقت به دمارًا كبيرًا.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار، وسيناريوهات المواجهة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفرص الانزلاق إلى حرب مفتوحة.
تجدد المواجهة
اعتبر الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، أن حالة الهدوء ما بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإسرائيل مرتبطة ارتباطا وثيقًا بسلوك الاحتلال وبوجوده، وذلك دون تناول جذور المشكلة والتمثل بإنهاء الاحتلال وكبح سلوكه وإجراءاته وانتهاكاته المستمرة.
وبحسب الدجني، هناك عدة سيناريوهات متوقعة فيما يتعلق بالموقف الراهن بعد القصف المتبادل، ليلة أمس، أهمها استمرار حالة الهدوء الحذر مع تجدد متوقع لأعمال القتال ضمن قواعد اشتباك مقبولة لدى الأطراف ذات العلاقة.
وأكد أن تجدد الاشتباك على هذه القاعدة هو الأكثر ترجيحًا مع عدم إسقاط المحدد الميداني، الذي قد يقلب الطاولة باتجاه مواجهة مفتوحة مع قطاع غزة.
هدوء مؤقت
في السياق اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن حالة الهدوء التي تسود الأجواء حاليًا بين المقاومة وإسرائيل، مؤقتة وأن ما حدث هو انتهاء لجولة تصعيد لم تتجاوز اليوم.
وأضاف:” هذا لا يعني أن تجدد المواجهات بين الاحتلال والمقاومة قد انتهى، وطالما أن هناك احتلالا يمارس الإرهاب والقتل والتعدي على الفلسطينيين والمقدسات فالمواجهة لا تزال قائمة، ويحكمها تصرف إسرائيل على الأرض فقط.
وعن سيناريوهات المرحلة المقبلة، يرى الصواف أنها تحمل مفاجئات كثيرة، حيث تجهز إسرائيل نفسها لشن عدوان جديد على المقاومة، ولكنها تؤجل هذا الأمر لأسباب في تقديرها أنها غير مناسبة في الوقت الراهن، فيما تعد المقاومة الفلسطينية العدة وتجهز نفسها وقدراتها لمواجهة تعتقد أنها قريبة وقاسية.
وتوقع المحلل السياسي الفلسطيني أن تكون هناك مواجهة قريبة وواسعة بين إسرائيل والمقاومة لن تقتصر على قطاع غزة.
من جانبه يرى الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية أن جولة الاشتباك بين إسرائيل والمقاومة هي جولة من جولات سابقة وجولات قادمة دون حسم أو وقف نهائي لأي اشتباك أو مواجهة.
وأضاف:” منذ حرب مايو 2021 أصبح الاشتباك بين الاحتلال والمقاومة له قواعد جديدة وهو الرد على قدر الفعل، لذلك نلاحظ صواريخ المقاومة محدودة المدى يقابلها قصف للاحتلال محدود وفي مناطق فارغة دون إحداث خسائر في الأرواح، وهو ما يمكن وصفه بـ “فن إدارة الاشتباك” بين الطرفين.
وتوقع الرقب أن تعود هذه الاشتباكات المحدودة بين الفينة والأخرى، وخاصة أن الطرفين غير معنيين بحرب واسعة في الوقت الحالي على أقل تقدير، وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة معنية بهدوء في القطاع الذي يعاني من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه قصف مناطق في قطاع غزة بالدبابات، على خلفية إطلاق 3 صواريخ من غزة، أمس الثلاثاء، باتجاه الأراضي المحتلة، إثر استشهاد الأسير الفلسطيني خضر عدنان بعد إضراب متواصل عن الطعام لنحو 3 شهور.