في الأسابيع الأخيرة، ودعت بلدة عزون شهيدين من خيرة أبنائها، هما الفتى محمد سليم (15 عامًا) والشاب عزام سليم (20 عاماً)، اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال بفارق أيام قليلة، خلال تصدي الأهالي لمحاولات الاحتلال المتكررة لاقتحام البلدة.
ومن المؤكد بالنسبة لأهالي البلدة، أن الخطر لا يزال قائماً وأن رصاص الاحتلال سيحصد المزيد من الأرواح، فمطامع الاحتلال والمستوطنين ببلدتهم وأراضيهم لم تتوقف منذ الاحتلال عام 1967.
فعلى بعد 25 كم الى الغرب من نابلس، و10 كم الى الشرق من قلقيلية، تتربع بلدة عزون التي كانت على مر الزمان وادعة آمنة لكنها اليوم تنهشها مخالب الاحتلال والاستيطان.
تتبع عزون إداريا لمحافظة قلقيلية، فيما كانت سابقا جزءا من قضاء طولكرم، فيما تبعت أيام الحكم التركي قضاء سلفيت، وقبل ذلك في فترة العهد المملوكي، كانت آخر قرية في قضاء القدس شمالا.
وظل الموقع الاستراتيجي للبلدة التي يقطنها نحو 10 الاف نسمة والتي تربط محافظات نابلس وقلقيلية وطولكرم ببعضها البعض وتمتاز بخصوبة أراضيها مطمع الاحتلال والمستوطنين، فقد التهم الاستيطان خلال السنوات الأخيرة مساحات شاسعة من أراضيها التي تبلغ نحو 27 الف دونم، وهي الآن مطوقة بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري، والشوارع الالتفافية وابراج المراقبة العسكرية التي تراقب كل شاردة وواردة.
ويقول رئيس بلدية عزون، أحمد عناية، بانه أهالي بلدته امتازوا بالصلابة والدفاع عن أراضيهم خلال التاريخ، فقد شاركوا في الثورات التي حصلت سابقاً مثل “ثورة البراق”، وثورة الـ”36″ وثورة الـ”39”.
وفي ثورة الـ”36″ كان احد أبناء البلدة، فارس العزوني، يقود فريقا في مقاومة الانتداب البريطاني، وقد وقع اسيرا في ايدي الانجليز، ولكنه تمكن من الهرب من سجن عكا، الى ان جرى اعادة اعتقاله في سوريا واعدامه هناك عام 1940.
وأيضا خلال ثوة الـ “36” ارتقت الشهيدة فاطمة غزال، ويقال انها اول شهيدة فلسطينية في تلك الثورة، وتم تخليد ذكراها بإطلاق اسمها على مدرسة بنات عزون “مدرسة الشهيدة فاطمة غزال”.
وأضاف عناية بأن مسلسل التضحيات مستمر، فقد استشهد في الأسابيع الأخيرة اثنان من أبناء البلدة، وقبل نحو عام كان هناك شهيد آخر، الى جانب عشرات الجرحى والأسرى من أبناء البلدة.
وأشار الى ان الاحتلال والمستوطنين يطوقون البلدة من كل ناحية، وقد حولوا حياة أهلها الى جحيم، فهناك على سبيل المثال الشارع الذي يطلق عليه الاحتلال اسم شارع “55” ويقع عند مدخل عزون وهو يشكل دوما مسرحا للأحداث والمواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين، وهناك أيضا البوابات الحديدة التي يستخدمها الاحتلال للأقفال على البلدة ومحاصرة ما تبقى من أراضيها، علما ان الاحتلال والاستيطان قد سيطر على نحو نصف أراضي البلدة.
ولفت إلى أن الاحتلال يضيق كثيراً على المزارعين وأصحاب الأراضي، إذ يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم لحراثتها أو زراعتها أو استصلاحها أو قطف زيتونهم، كما أنه يمنع الجرارات الزراعية و”البواجر” والجرافات التي يحتاجها الأهالي لاستصلاح أراضيهم من السير عبر شارع “55” والوصول إلى أراضيهم القريبة من الشارع، ومن أراد ذلك فعليه الحصول على تصاريح خاصة بهذا الشأن.
وأكد عناية أنهم يطمحون لعمل مشاريع في القرية منها تطوير شبكة المياه والكهرباء وشبكات الشوارع، وهناك مشروع يؤرق البلدية وهو مشروع شبكات الصرف الصحي حيث لم يتم تنفيذه بسبب عدم وجود تمويل للعمل به.