أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف مبادرة “أبواب القدس المفتوحة”، وأعلنت فتح أبوابها أمام تلاميذ المدارس والمؤسسات والجمعيات وعموم المهتمين في المغرب، لزيارة المعارض المُقامة في فضاءات المؤسسة في حي الرياض بالرباط وذلك في إطار فعاليات تخليد الوكالة ليوبيلها الفضي، تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وتم تدشين أولى هذه الزيارات لفائدة تلاميذ من مؤسسة بدر للتربية والتعليم الخصوصي، وشباب من جمعية أمل بسلا، لزيارة المعرض الدائم للفنون والثقافة الفلسطينية، و”معرض الشعر بألوان القدس: تقاسيم الشعراء برِيَّش الفنانين التشكيليين” المُقام بمقر الوكالة في إطار المعارض الموضوعاتية التي تنظمها بانتظام في الفن التشكيلي والنحت والتصوير.
وقال بلاغ صادر عن الوكالة بهذه المناسبة حمل عنوان “أبواب القدس المفتوحة، “إن الوكالة خاطبت المؤسسات المعنية في العاصمة الرباط، لإدراجها على قائمة المحطات، المتعددة والمتنوعة في المدينة، وهي المحطة التي يمكن أن تقدم للجمهور صورة من النموذج المغربي المتفرد في التسامح والحوار والتعايش، من شأنها المساهمة – بمِقدار – في دعم مشروع الرباط، مدينة الأنوار، عاصمة الثقافة الإفريقية، وعاصمة الثقافة في العالم الإسلامي”.
وأضاف البلاغ أن الوكالة تعمل في إطار اختصاصاتها، على ربط مدينة الرباط بالقدس، لتعزيز الجسور التي وَصلتْ، على الدوام، عموم المغاربة مع المدينة المقدسة واستثمار الحضور المغربي فيها، لترسيخ المركز الحضاري للمدينة المقدسة وصيانة قيمها الجامعة، كمدينة موحِّدة وحاضنة لكافة أتباع الديانات السماوية الثلاث، وفق روح وأهداف “نداء القدس”، الذي وقعه الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس، مع قداسة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس في الرباط يوم 30 مارس 2019.
وتابعت الوكالة في بلاغها إن الملك محمد السادس “ما لبث يؤكد الموقف المغربي الثابت من القضية الفلسطينية، ويُوجه، دبلوماسية المملكة لإسناد الموقف الفلسطيني، على الصعيدين السياسي والقانوني، في مختلف المحافل، كما يُوجه وكالة بيت مال القدس الشريف لمواصلة العمل الميداني وتنفيذ مشاريع اجتماعية واقتصادية ملموسة يعود أثرها على الساكنة من خلال مؤسساتها الشرعية في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والثقافة والفنون والشباب والرياضة”.
وأوضح البلاغ أن الوكالة “تولي عناية خاصة لمشاريع التمكين لتحرير طاقات سيدات وشباب القدس وأطفالها، وتعتني بمشاريع التنمية البشرية لدعم النسيج الاقتصادي في المدينة، الذي تضرر من آثار جائحة كوفيد – 19 وتداعيات أزمة الأسعار، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وتطرح برامج للتنشيط المجتمعي وأخرى للمساعدة الاجتماعية لدعم الأسر المتعففة في شهر رمضان والمناسبات الدينية”.
ويأتي انفتاح الوكالة على محيطها، وفقا للبلاغ “ليضفي دلالة خاصة على تخليدها ليوبيلها الفضي بمرور 25 سنة على دخولها الفعلي حيز العمل، بمبادرة من المغفور له الملك الحسن الثاني، وهي فرصة لتقييم ما تم إنجازه من مشاريع كُبرى تجاوزت 200 مشروعا كبيرا، بميزانية بلغت 64 مليون دولار ن تُضاف إليها عشرات المُبادرات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تم تنفيذها خلال هذه المدة”.
ويضيف المصدر ذاته أن الوكالة تنظر “إلى المستقبل بأمل في تجاوز بعض الإكراهات التي تحول دون تحقيق الوكالة لكافة طموحاتها، وفي طليعتها مسألة التمويل، التي تبقى مسألة مركزية تعمل إدارة المؤسسة على تجاوزها بإبداع آليات مُبتكرة لتنويع مصادر التمويل، من بينها فتح الباب أمام التبرعات بواسطة الانترنيت، والانفتاح على الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وأمريكا”.
واشتمل برنامج زيارة الوفدين على جولة في المكتبة المتخصصة في تاريخ القدس وفلسطين، ومشاهدة أفلام توثيقية قصيرة، عن الدورة الثالثة من محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس، والمخيمات الصيفية لأطفال القدس في المغرب، وتبادل الدروع التذكارية.
وأشاد أعضاء الوفدين بجهود الوكالة المتواصلة في خدمة المدينة المقدسة، وجسد الأطفال والشباب من خلال هذه الزيارة تضامنهم عبر اقتناء بعض المنتجات الفلسطينية المعروضة في مقر الوكالة.