حذر معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي “JISS” من الأخطار المترتبة على الوضع السياسي والأمني الجديد الذي نشأ في “إسرائيل”، والتي تنذر بتفكك قدرتها العسكرية في الوقت الذي يجب عليها أن تستعد لإمكانية الحرب.
وأكد المعهد أن “الصراع على الإصلاح القضائي، ألحق ضررا هائلا بإسرائيل، ففي المستوى السياسي اهتزت صورة الإسناد الأمريكي (ولكن عمليا يجري التعاون الأمني كما كان)، وفي المستوى الاقتصادي طرأ تآكل في التصنيف الائتماني لإسرائيل”، وفق ما أوردته صحيفة “إسرائيل اليوم” في خبرها الرئيس.
ونبه أن “قطاع التكنولوجيا العليا الذي هو محرك النمو الأساس الذي رفع إسرائيل لقائمة العشرين دولة الأغنى في العالم، يواجه مصاعب متزايدة في تجنيد رأس المال”.
وأوضح أن “الخطاب الجماهيري في إسرائيل بلغ ذروة جديدة من التطرف، وفوق كل شيء؛ الوحدة الوطنية تصدعت في أعقاب استخدام الجيش الإسرائيلي كأداة في الصراع السياسي”.
ونوه معهد القدس، إلى أن “إسرائيل تبدو في الخارج كمجتمع ممزق، آخذ في فقدان قدرة أدائه، دول صديقة بينها تلك الموقعة على “اتفاقات إبراهيم” (التطبيع)، والتي علقت آمالها على الحضور الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة، تنظر بدهشة إلى المواجهة الداخلية التي تشهد ظاهرا على أنه في إسرائيل توجد تهديدات من شأنها أن تفكك قدرتها العسكرية”.
وقال: “أعداء إسرائيل يزدادون ثقة ويتوقعون للتوترات الداخلية في الدولة اليهودية أن تؤدي بالفعل لسياقات التدمير الذاتي، وفقا لنظرية “بيت العنكبوت””.
ولفت إلى أن كل هذه التطورات الخطيرة تحدث في “إسرائيل”، بينما “من أجل تحولات في الميزان الإقليمي والعالمي، يصبح المحيط الاستراتيجي لإسرائيل إشكاليا بل وخطيرا أكثر مما كان منذ عشرات السنين”.
وفي تفصيل أكثر حول أسباب تحول المحيط الاستراتيجي لـ”إسرائيل إلى إشكالي أكثر فأكثر لها”، أوضح أن “إيران أكثر ثقة بنفسها، سواء بسبب القمع الناجع للاضطراب الداخلي أو بسبب الارتباط الاستراتيجي بروسيا والصين، والذي يترجم إلى اتفاقات مع دول عربية، وعلى رأسها السعودية”.
وأشار المعهد إلى أن “سوريا، حليفة إيران، تعود لتقترب من الجامعة العربية، فضلا عن ذلك، تواصل طهران التقدم نحو جمع المادة المشعة لسلاح نووي، وهي تفهم بأن الولايات المتحدة مشغولة في أماكن أخرى (أوكرانيا والصين) وتقلل دورها في الشرق الأوسط”، مؤكدا أن “هذا الواقع أيضا يزيد حرية عمل إيران وفروعها في المواجهة مع إسرائيل”.