“بلومبرغ”: جنرالات “إسرائيل” يحذّرون.. أعداؤنا أكثر جرأة لمهاجمتنا

ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ عدداً كبيراً من الخبراء الأمنيين الإسرائيليين يحمّلون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية تصاعد العنف، على اعتبار أنه نتيجة مباشرة لخطته للتعديلات القضائية.

وأوردت الوكالة أنّ “أسبوع عطلة عيد الفصح في إسرائيل كان مليئاً بالقذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار وإطلاق النار من السيارات والاصطدام بالسيارات، مما دفع مجتمعاً منقسماً بشدة للاتفاق على شيء واحد: أعداء إسرائيل يشمّون رائحة الدم”.

وأشارت إلى أنّ “عدداً ضخماً من الخبراء الأمنيين، بمن فيهم بعض الذين خدموا في عهد نتنياهو في الماضي، يقولون إنه يتحمل مسؤولية تصاعد العنف”.

ووصف الجنرال اليعازر شكدي، الذي ترأس سلاح الجو الإسرائيلي لمدة أربع سنوات، تمزّق “المجتمع” الإسرائيلي بأنه “أخطر علينا من أي تهديد خارجي”، وحثّ على وقف التعديل القضائي. وقال لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “لم أشعر أبداً، حتى في أسوأ المواقف، أنّ وجودنا كان تحت التهديد كما يحدث الآن”.

ويقول جنود الاحتياط، بمن فيهم طيارون وأعضاء في وحدات استخبارات ووحدات قتالية، إنّ الخطة ستقوّض “الديمقراطية الإسرائيلية” وتؤذي القضاء وتعرّضهم لاتهامات دولية بارتكاب جرائم حرب، بحسب الوكالة.

ونقلت “بلومبرغ” عن اللواء المتقاعد تامير هايمان، القائد الميداني السابق ورئيس المخابرات العسكرية، إنه بعد إقالة وزير الأمن يوآف غالانت، فقد الثقة في نتنياهو، وأضاف أنّ “الضرر الذي ألحقته الخطة بتماسك إسرائيل الداخلي واقتصادها وعلاقاتها مع الولايات المتحدة قد يكون لا رجوع فيه”.

الاستخبارات الإسرائيلية: تزايد خطر حرب هذه السنة

وفي السياق، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ احتمال أن يواجه الاحتلال في هذه السنة حرباً حقيقية، ارتفع بشكلٍ ملحوظ في الأشهر الأخيرة.

وأضافت الصحيفة أنّ “هذه خلاصة شعبة الاستخبارات في الأركان العامة، ومعروفة لمسؤولي الجيش الإسرائيلي وكذلك لصنّاع القرار في المستوى السياسي”.

وأوضحت أنّ “أمان (شعبة الاستخبارات العسكرية) لا تتحدث عن احتمال مرتفع لحرب، ولا تزال تعتقد أنّ إيران وحزب الله وحماس غير معنيين بالضرورة بمواجهة مباشرة وشاملة”، لافتةً إلى أنه “يُلحظ بوضوح أنهم مستعدون للمخاطرة والمقامرة بعملياتٍ هجومية أكثر جرأة، أيضًا لأنهم يعتقدون أنّ إسرائيل ضعُفت في أعقاب الأزمة الداخلية المتفاقمة، التي قلّصت هامش مناوراتها الاستراتيجية”.

على هذه الخلفية، تقدّر الاستخبارات العسكرية أنّ إمكانية أن تتطور سلسلة مواجهات في الساحات المختلفة، حتى لو من دون نية مسبقة، إلى حربٍ واسعة، متعددة الساحات، قد تعززت، وفق “هآرتس”.

وأضافت أنها “نفس العاصفة التي يتحدث عنها رجال الاستخبارات منذ عدة أشهر، إنها تجتمع مع تداعيات الخلاف حول محاولة حكومة نتنياهو إخراج الانقلاب على النظام إلى حيز التنفيذ”.

كذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ “التغيير في مقاربة الولايات المتحدة يتبدى على مر السنوات الأخيرة”، مؤكدةً أنّ “اهتمام واشنطن ينتقل مما يجري هنا لصالح ساحات أهم، وعلى رأسها منافسة النفوذ مع الصين ورغبتها في مواجهة روسيا في ظل الحرب في أوكرانيا”.

وبحسب ما تابعت، “هناك برودة معينة تجاه إسرائيل، أيضاً في المستويات المهنية في واشنطن”، مشيرةً إلى أنّ “الأميركيين قلقون من إمكانية أن تتصرف إسرائيل بعدم مسؤولية في المناطق [الفلسطينية المحتلة – الضفة]، أو تجرّهم إلى تبادل ضربات”.

وأوضحت أنه “في المؤسسة الأمنية والعسكرية يشخّصون تغييراً متدرجاً في مقاربة طهران لإسرائيل”، لافتةً إلى أنّ “إيران انتقلت إلى عداء استراتيجي مباشر مع إسرائيل، والرغبة في ضربها تحتل موقعاً أهم بكثير في سلّم الأولويات الاستراتيجي”.

وأمس، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنّه “لا يريد حرباً واسعة”، لكن “إذا طُلب إلينا ذلك، فإنّ أعداءنا سيواجهون المؤسستين الأمنية والعسكرية، في كامل قوتيهما”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت الماضي، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يواجه الآن العاصفة المثالية لحربٍ متعددة الجبهات، تضمّ إيران وحلفائها في المنطقة، مؤكدةً أنّ “النظام الوحيد الذي من المرجح أن يتغير في المنطقة في أي وقت قريب هو إسرائيل، وليس طهران”.

وقبل أيام، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات “أمان”، وجّه تحذيراً استثنائياً للقيادة السياسية الأمنية ولقيادة الجيش “الإسرائيلي”، مفاده بأنّ “ردع إسرائيل لأعدائها تآكل”.

Exit mobile version