حالت إجراءات الاحتلال في مدينة القدس، والاعتداءات على المصلين خلال اليومين الماضيين، من توافد عشرات الآلاف الى الأقصى، وقدرت أعداد المصلين الذين تمكنوا من الوصول اليه في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك ب 130 ألف مصل.
وافتقدت مدينة القدس والمسجد الأقصى جموع المصلين الصائمين، والتوافد إليهما والصلاة بهما، وإذا قورنت أعداد المصلين بالجمعة الثانية من الشهر الفضيل “الأسبوع الماضي”، فقد انخفض عدد المصلين الى النصف حيث كانت أعداد المصلين الجمعة الماضية بحوالي “250 ألف مصل/ ربع مليون مصل”، فلم تشهد شوارع المدينة اليوم ازدحامات شديدة، ولم تمتلئ ساحات الأقصى بالمصلين “كما الجمعة الماضية”.
وحولت سلطات الاحتلال مدينة القدس وخاصة الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة، وداخلها وأبواب وطرقات الأقصى، لثكنة عسكرية، بنصب السواتر الحديدية في الطرقات والمفارق، وتوزيع فرق من “المخابرات وحرس الحدود والشرطة والقوات الخاصة” في عدة مناطق، أما سماء المدينة خاصة فوق الأقصى، فقد أطلقت الشرطة أكثر من 5 طائرات مسيرة إضافة الى مروحيات، لرصد وتصوير حركة المصلين.
خطيب الجمعة يستنكر
واستنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف ابو اسنينة، الاعتداءات التي جرت في الأقصى خلال الأيام الماضية، من ضرب واعتقالات، وقال :” رغم الأحداث في مسجدنا وأرضنا، لقد أثبتم انكم أوفياء وأمناء وأصحاب الدار.”
مظاهرة ضد الاعتداءات المتكررة.. اعتقال 15 شابا
وفور انتهاء الصلاة، نظمت مظاهرة في الأقصى رفضا وتنديدا بالاعتداءات المتكررة على الأقصى والمصلين، وتنفيذ اعتقالات بالمئات منه، وضرب النسوة وكبار السن، ومنع الاعتكاف فيه، وردد المتظاهرون هتافات للأقصى والقدس، كما رددوا “قسم لحماية المسجد”.
واعلنت شرطة الاحتلال عن اعتقال 15 فلسطينيا من القدس، بحجة “المشاركة في مظاهرة في الأقصى، ورفع الرايات”.
حكاية الشوق والحب للأقصى
ولكل مصل يشد رحاله الى المسجد الأقصى حكاية، لا تخلو من الشوق والحب للمسجد، والخوف عليه من الاعتداءات والانتهاكات.
الحاج المقدسي محمد فتحي أبو رميلة من سكان البلدة القديمة قال:” الوضع في القدس اليوم بحزن وببكي، الشوارع فاضية، وين كنا الجمعة الماضية ووين إحنا اليوم، بنحب نشوف المدينة عامرة بأهلها وناسها من كل مكان، حواجز الاحتلال على طول الطريق المؤدية الى الأقصى، وفجرا اعتدي على المصلين ومنعوا الشبان من الدخول إليه.”
السيدة ام عاهد من مدينة جنين لم تتمالك نفسها حينما جاءت الى الأقصى صباح اليوم بعد غيابها عنه 24 عاماً، وقالت:” كانت آخر مرة صليت فيها في الأقصى برحلة مدرسية، وطول السنوات الماضية وأنا مشتاقة للصلاة فيه وزيارته من جديد، اليوم تحقق ذلك، ورغم غيابي عنه سنوات لكني اتذكر كافة تفاصيله.”
عائلة من مدينة الخليل فور وصولها الى منطقة باب العامود “اتصلت مكالمة فيديو بأفراد العائلة لرؤية المكان، وتحدثوا سويا بشوق وحلمهم للحضور الى القدس والاقصى:” وقالت الحاجة فاطمة العمور :” الكل مشتاق كان يجي اليوم للأقصى، ولكن مع الأوضاع التي جرت خلال الأيام الماضية لم يتمكن الجميع من الحضور اليه، اتصلنا بأفراد العائلة “فيديو” وشافوا جمال المنطقة، نأمل أن تكون الأوضاع جيدة الأسبوع القادم لتأتي العائلة بأكملها الى المدينة المقدسة”.
الشاب أحمد من مدينة الخليل قال:” الشوارع شبه خالية والحواجز كذلك، الجمعة الماضية الطريق استغرقت 3 ساعات، اليوم فقط 15 دقيقة على الحاجز، نتمى أن تكون القدس عامرة بأهلها كل يوم وليس فقط في رمضان.”