بهذا الشكل، في قمع المصلين من المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى، بالضرب والتكسير وتدنيس طهارة المسجد والتطاول على قدسيته، سلوك يتجاوز كل الخطوط الحمر، يجب أن لا يمر، لسببين جوهريين:
الأول أن المصلين المعتكفين تم الاعتداء عليهم لأنهم داخل المسجد، ذنبهم أنهم يؤدون الصلاة والاعتكاف.
ثانياً أن خطوة البطش بحق المصلين، سيلحقها الخطوة الأخطر وهي تأدية المستوطنين المستعمرين الأجانب لطقوس توراتية، تفرض الشراكة اليهودية على المسجد الأقصى.
لقد تم إفراغ المسجد وساحاته ومواقعه من المسلمين، وإخلائه لصالح تفرد المستوطنين المستعمرين بالمسجد.
ما حصل من الصعوبة، بل من المتعذر السكوت عليه، وكأنه حدث عابر، بل هو نقلة في تعامل المستعمرة وأدواتها وأفعالها، مع المسجد الأقصى ومصليه، وسيكون له ما بعده من إجراءات مدمرة لقدسية المكان.
صدرت بيانات من قبل مجلس الاوقاف ومن قبل عدد من البلدان العربية بحدة وقسوة واحساس بالمسؤولية، وتمت الدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين السفراء، ولكن هذا غير كاف، لا يرتقي لمستوى الجريمة التي حصلت، الجريمة المتوقعة، بل سلسلة الجرائم التي ستغير من طبيعة تعامل المستعمرة وأدواتها وقطعانها مع المسجد الأقصى.
في 6/12/2017، حينما وقّع الرئيس الأميركي المهزوم ترامب قرار اعتراف واشنطن بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، تحركت القيادة الأردنية، نحو :
1- عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم 10/12/2017.
2- عقد قمة إسلامية في اسطنبول يوم 13/12/2017.
3- عقد اجتماع طارئ للإتحاد البرلماني العربي في الرباط يوم 18/12/2017.
4- اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017.
ما حصل في المسجد الأقصى فجر يوم الاربعاء 14 رمضان، 5 نيسان، هو الخطوة الأولى تمهيداً لما سيعقبها من خطوات جوهرية مؤذية أخطر بحق الحرم القدسي الشريف – المسجد الأقصى.
حكومة التطرف الاستعماري التوسعية العنصرية، برموزها، وأفعالها، حيث أثنى الوزير بن غفير على فعل أجهزة الأمن بحق المصلين المسلمين الفلسطينيين، من قمع وبطش، واعتقال وضرب وأذى، تمهيداً لدخول المستوطنين المستعمرين اليهود للاحتفال بعيدهم داخل ساحات المسجد وانتهاك حرمته والتطاول على قدسيته وعلى المصلين داخله، يتطلب أفعالاً عربية إسلامية مسيحية دولية توازي الجريمة التي قارفها الاحتلال وأجهزته، لعل الأفعال العربية الإسلامية المسيحية الدولية ترتقي لمستوى ردع مخططات الاستيلاء على المسجد، وتغيير مضمونه وعنوانه كمسجد للمسلمين، إلى عنوان شراكة تُخل بما هو عليه منذ مئات السنين، ويفقد بالشراكة المفروضة بقوة الاحتلال، خصوصيته كمسجد للمسلمين، وينتهي ويتوقف أن يكون للمسلمين فقط.
فريق الحكم لدى المستعمرة متطرف سياسياً، ومتشدد دينياً، وعنصري قومياً، لن يردعه سوى الفعل الكفاحي الفلسطيني المسنود عربياً وإسلامياَ ومسيحياً ودولياً، حتى يندحر مثل كافة التجارب الاستعمارية في العالم.
لبيك يا أقصى هو النداء المطلوب، كما يفعل أهل القدس وسائر الفلسطينيين في وطنهم، وينتظرون التجاوب من العرب والمسلمين والمسيحيين وكل الذين يؤمنون بالتعددية ويحترمونها، ويتمسكون بالحرية والكرامة ويقدسونها.