عائلة الأسير محمد شعبان.. بين وجع استمرار اعتقاله وحسرة أجواء رمضان بدونه

“كل يوم في غيابه، ووسط حزن أطفاله، يزداد وجعنا وألمنا، فإلى متى تستمر هذه المعاناة وظلم الاحتلال الذي حرمنا ابننا في هذا الشهر الفضيل؟”، بهذه الكلمات استهل الوالد السبعيني والأسير المحرر سعيد محمد شعبان، حديثه عن تأثر وألم أسرته مع حلول شهر رمضان، في ظل اعتقال نجله محمد 35 عاماً.

وأضاف: “في كل لحظة نتحسر ونتألم، لأن أطفاله يفتقدونه يومياً، ويكررون الأسئلة عن والدهم ومتى سيعود إليهم؟، ويعبرون عن حزنهم وصدمتهم من الصور القاسية التي شاهدوها لحظة اعتقال والدهم والاعتداء بالضرب عليه وعلى والدتهم”.

ويكمل: “رمضان هذا العام، موجع وألم وحسرة لكنتي الحامل وأطفاله ولنا جميعاً، عندما تجتمع العائلة ونفتقد ابني الحبيب، فلا نملك سوى الصبر والدعاء لرب العالمين ليفرج كربه ويعود إلينا قريباً”.

يعتبر الأسير محمد، السادس في عائلته المكونة من 8 أفراد، والتي تعيش في بلدة اليامون غرب جنين، ويقول والده: “ولد محمد في بلدة الخالدية في الأردن، نشأ وعاش وتعلم هناك حتى وصل للمرحلة الثانوية حيث عدنا للوطن عام 2003، استقرينا في بلدتنا التي أكمل تعليمه بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح”.

ويضيف: “انتسب لكلية “دار المعلمين” في طولكرم، تخصص رياضة، وتخرج بشهادة الدبلوم، لكن لم يحالفه الحظ بوظيفة، فعمل بعدة مهن أخرها في مجال البناء، فأسس أسرة وتزوج ورزق بطفلين، واعتقل وزوجته حامل في الشهر الخامس”.

وذكر الوالد سعيد، أن قوات الاحتلال اعتقلت محمد في المرة الأولى، عن جسر “اللنبي” خلال عودته من الأردن، وقضى عام رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وبعد تحرره عاد لحياته وعمله والاهتمام بأسرته التي عاشت صدمة كبيرة باعتقاله الثاني، فجر تاريخ 9/3/2023.

ويقول: “فوجئنا بقوات كبيرة من الجيش، تقتحم المنزل بعد تفجير البوابة الرئيسية، حولوه لثكنة عسكرية، مما أثار الرعب والقلق والذعر لزوجته والأطفال عندما شاهدوا ممارسات الجنود”.

ويضيف: “لم يكتفي الجنود، بتفتيش المنزل وتدمير جميع محتوياته، بل احتجزوا أسرته وصادروا جميع الأجهزة الخلوية له ولعائلته، ولم يتم إعادتها لليوم، لكن الكارثة الكبرى قيامهم بضرب زوجته رغم كونها حامل ومنعوها من وداعه، كما نكلوا بشقيقه ثائر وقيدوه حتى انسحبوا من المنزل، باعتقال ابني وهو حافي القدمين”.

ويكمل: “ما زالت كنتي أم السعيد وأحفادي، يعيشون كوابيس رعب من اعتداء وغطرسة وهمجية جنود الاحتلال الذين لا يميزون بين طفل وامرأة وصغير وكبير”.

ويتابع: “اقتادوه لأقبية التحقيق، وكنا نتوقع عودته إلينا، لنفرح بحلول شهر رمضان المبارك، لكن الاحتلال رفض الإفراج عنه ومدد توقيفه، وما زال مصيره مجهولاً، مما يزيد ألمنا وقلقنا خاصة أنه يعاني من مشاكل في المعدة”.

ووسط القلق على أوضاع الأسير محمد، روى والده أن الاحتلال لم يتوقف عن استهدافه وعائلته منذ سنوات، فقد عاش تجارب الأسر والتعذيب والسجون في اعتقالات عديدة، وقضى 3 سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال الذي أبعده للأردن لمدة 5 سنوات، وبعد فترة من عودته للوطن، أعاد الاحتلال اعتقاله إدارياً عام 2010، وبعد تحرره منعه من السفر للأردن لمدة 12 عاماً.

يقول شعبان: “لم يكتفي الاحتلال بذلك، فقد عاقبنا بمنع زوجتي من السفر للعلاج في الأردن، فقد حصلت على تحويلة بسبب إصابتها بمرض السرطان، ورغم حيازتها تقارير وأوراق ثبوتية بحاجتها للعلاج في الخارج، أعادوها عن الجسر، وتوفيت بعد شهر واحد”.

ويضيف: “الاحتلال طارد ولدي ثائر وأشرف حتى اعتقلا عام 2005، وقضى الأول 4 سنوات، والثاني 38 شهراً، وطوال الفترة منعوني من زيارتهما، بذريعة الرفض الأمني كوني أسير محرر”.

ويكمل: “كل هذه الممارسات، لن تنال من عزيمتنا وإرادتنا، ونحن صامدون وصابرون، ونتمنى الخلاص القريب من الاحتلال، وأن يجتمع شملنا مع ابني وكذلك حرية كل أهالي الأسرى، وقضاء ما تبقى من رمضان والعيد القادم معاً في منزلنا”.

Exit mobile version