قالت جمعية واعد للأسرى الفلسطينيين، اليوم الجمعة، إن تدهورا جديدا وخطيرا طرأ على الوضع الصحيّ للأسير المفكر وليد دقة (60 عامًا) من بلدة باقة الغربية في أراضي عام 1948.
وحمل نادي الإسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الأسير وليد دقة المصاب بسرطان في النخاع الشوكي، والمعتقل منذ 38 عامًا، بعد تعرضه مؤخرا لانتكاسات متتالية وخطيرة، حيث يقبع في مستشفى برزلاي، بوضع صحيّ خطير.
ونقل نادي الأسير في بيان له، عن زوجته سناء سلامة، التي تمكّنت اليوم من الاطلاع على تفاصيل وضعه الصحيّ من الطبيبة المشرفة على حالته، دون السّماح لها بزيارته، أنه بدأ يعاني من التهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، وهبوط في نسبة الدم، إلى جانب جملة من أعراض صحية خطيرة يواجهها مؤخرًا، وهو محتجز في غرفة خاصّة نظرًا لخطورة وضعه الصحيّ.
وأضاف نادي الأسير أنّ الأسير دقة يتعرض لجريمة مستمرة من قبل إدارة “سجن عسقلان”، بمماطلتها بنقله إلى المستشفى، والتي تشكّل إحدى أبرز أدوات جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
وتابع نادي الأسير أن رفاقه الأسرى اضطروا لتنفيذ احتجاجات للضغط على الإدارة، حتّى جرى نقله ليلة أمس.
وقال نادي الأسير إنّه وفي ضوء التّطورات الخطيرة التي يواجهها الأسير دقة، وهو أحد قادة الحركة الأسيرة، “فإننا نجدد التساؤل عن مصير أسرانا، الذين مر على اعتقالهم عقود طويلة، وكذلك تساؤل الأسرى إلى متى”.
وقالت زوجة الأسير وليد دقة: “خلال الثلاثة أيام الماضية تدهور وضع وليد الصحي الى درجة الخطر، وهو الآن في مستشفى برزيلاي في عسقلان مع إلتهاب رئوي حاد وقصور كلوي حاد مما يعرضه لخطر قصور أجهزة جسمه الحيوية.
وأضافت: “الوضع مقلق جداً لكن وليد قوي. اليومين القادمين مهمين جداً وكلنا إيمان بأن وليد سيجتاز هذا الخطر ويستعيد قواه وعافيته. هذا توضيح مختصر جداً نزولاً عند رغبة الأصدقاء. سأحاول الإلتزام بنشر مستجدات وضعه الصحي، ويا رب الأيام القادمة تحمل بشائر خير. دعواتكم.
وأكدت وزارة الأسرى والمحررين أن ما يمارسه الاحتلال بحق الأسير وليد دقة من إهمال طبي متعمد يهدف لقتله وتصفيته، وهو ما يستدعي العمل بشكل أكثر جدية نحو تدويل قضية الأسرى وعلى وجه الخصوص المرضى منهم.
يذكر أن الأسير دقة معتقل منذ الـ25 من آذار/ مارس 1986 وهو من عائلة مكونة من ثلاث شقيقات و6 أشقاء، علمًا أنه فقدَ والده خلال سنوات اعتقاله.
ويعتبر الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، ساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: “الزمن الموازي”، “ويوميات المقاومة في مخيم جنين”، “وصهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”، و”حكاية سر السيف” مؤخرا.
عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، وفي شباط عام 2020، رُزق الأسير دقة وزوجته بطفلتهما “ميلاد” عبر النطف المحررة.
تعرض الأسير دقة لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكل خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ.
يُشار إلى أن الاحتلال أصدر بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ(37) عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عامًا.