أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام “الشاباك”، الجمعة، اعتقال إسرائيليين من سكان تل أبيب وتقديم لائحة اتهام بحقهما، بعد أن استهدفا مسجد سيدنا علي في هرتسليا بزجاجات حارقة، أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي بيان مشترك صدر عن الشاباك، جاء أن لائحة الاتهام بحق المعتقلين وهما شاب يبلغ من العمر 19 عاما يدعى ليعاد أوحانا وفتى يبلغ من العمر 16 عاما تفرض الرقابة الإسرائيلية حظرا على نشر اسمه، تشمل “ارتكاب أعمال إرهابية”.
وقال الشاباك إنه يرصد تصاعدا في “الدوافع القومية” لدى الإسرائيليين بـ”العمل ضد العرب” في أعقاب الاعتداءات الإرهابية التي نفذها المستوطنين في حوارة نهاية شباط/ فبراير الماضي، بعد عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل مستوطنين، مشيرا إلى أن ذلك “يشكل خطرا على أمن الدولة”.
وأكد البيان أن التحقيقات أثبتت أن دوافع الهجوم على مسجد سيدنا علي كانت قومية، وأفاد بأن لائحة الاتهام تضمنت “التآمر لارتكاب أعمال إرهابية (الحرق العمد للمزارات الدينية)، والعمل الإرهابي المشترك المتمثل في الحرق العمد، والاستخدام المشترك للسلاح لأغراض إرهابية”.
وأوضح البيان أن اعتقال المتهمين جرى “في الأيام الأخيرة”، وذلك في أعقاب “نشاط استخباراتي لجهاز الأمن العام (الشاباك) ووحدة مكافحة الجريمة الشرطية في منطقة اليركون التابعة للواء تل أبيب”، بحسب ما جاء في البيان.
خططا لإعدام مواطن عربي
وشدد البيان على أنه “خلال التحقيق الذي أجراه الشاباك، اتضح أن المشتبه بهما متورطان في ما نسب إليهما من جريمة (محاولة إحراق مسجد سيدنا علي)، وتم جمع أدلة تكشف أن محاولة إحراق المسجد تمت بدافع قومي”.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين خططا كذلك لتنفيذ جريمة إعدام ميداني بحق مواطن عربي، “لكنهما تخلتا عن الفكرة وقرر تنفيذ هجوم على مسجد. وبعد فحص المساجد في منطقة تل أبيب، قرروا استهداف مسجد سيدني علي”، في قرية الحرم المهجرة المقام اليوم فوقها مدينة هرتسليا.
وأضاف البيان أنه “مع انتهاء تحقيقهم من قبل الشاباك، قدم النيابة العامة في منطقة تل أبيب، إلى المحكمة المركزية في المدينة، لاائحة اتهام ضد الاثنين بتهمة التآمر لارتكاب أعمال إرهابية (الحرق العمد للمزارات الدينية)، والعمل الإرهابي المشترك المتمثل في الحرق العمد، والاستخدام المشترك للسلاح لأغراض إرهابية”.
وجاء في طلب الاعتقال الذي قدمته النايبة العامة للمحكمة أن الاثنين عملا على “تصنيع زجاجات المولوتوف الحارقة لتنفيذ خطة الحرق العمد للمسجد”، وقالت النيابة إن “جريمة الحرق العمد جريمة تنطوي على خطر حقيقي ليس فقط على المكان المطلوب إحراقه، ولكن على البيئة المحيطة”.
وأشارت إلى أنه “لو كانت خطة المتهمين قد تحققت بالكامل واشتعلت النيران في المسجد، لكان ذلك قد أدى إلى تصعيد أعمال العنف الشديدة في المجتمع الإسرائيلي، على خلفية دينية – قومية”. وقال الشاباك، في بيانه، إن “هذه الأعمال التي يتم تنفيذها بدوافع قومية تشكل خطرا على أمن الدولة”.
وكشف الشاباك في بيانه أنه يرصد “تصاعد الدوافع للعمل ضد العرب (على حد تعبيره، في إشارة إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية تستهدف العرب) منذ الاضطرابات في حوارة (في إشارة إلى العملية التي أسفرت عن مقتل مستوطنين وما تبعها من اعتداءات إرهابية للمستوطنين)، بما في ذلك المدن المختلطة داخل البلاد”.
وادعى الشاباك أنه يعمل على “على استنفاد كل الأدوات الموجودة تحت تصرفها من أجل إفشال هذه النوايا في وقت مبكر”.