مسؤولون إسرائيليون: اتفاق إيران والسعودية انتكاسة وفشل لنا.. وضربة لواشنطن

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ “استئناف العلاقات بين السعودية وإيران هو ضربة لإسرائيل والولايات المتحدة، ومثال على تبجحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة”.

وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، في مقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنّ “استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يشكّل نقطة تحوّل استراتيجية في المنطقة”.

وأكّد باراك أنّ ذلك يمثّل “ضربةً لإسرائيل والولايات المتحدة، وأيضاً يمثل باباً لإنهاء الحرب غير اللازمة في اليمن، وإنجازاً مهماً للصين”، مضيفاً أنّه “في هذه المرحلة، تقلّصت إمكانية الاتفاق مع السعودية”.

وتابع: “إنّه فشلٌ جوهري لنتنياهو، ومثال على بقية تبجحاته: إيران، تسير بأمان إلى دولة عتبة نووية فعلية، فيما التنسيق الأميركي – الإسرائيلي يبدو أنّه قوي في المجال الدفاعي، لكنّه ركيك ويتطلب سنوات في المجال الهجومي”.

وأضاف باراك، أنّ “نتنياهو يركّز على الانقلاب القضائي، بينما يترك كل أهدافه التي وضعها، والتي بقيت ميتة وفاشلة”.

كما أشار، إلى أنّه “عندما يعاني الاقتصاد من ضررٍ هائل، وصدع يتمدد في المؤسسة الأمنية والعسكرية، فإنّ مكانة إسرائيل في العالم تتقوض”.

وختم باراك مقاله مقتبساً من أحد ضباط الاحتياط في تشكيل العمليات الخاصة، في “جيش” الاحتلال، قوله إنّ “هناك عصابة إجرامية تقوم الآن بانقلابٍ سلطوي عنيف وتحاول سحق الجهاز القضائي الإسرائيلي، ما يعني، إنهاء أيام إسرائيل”.

يذكر أنّ نتنياهو كان قد صرّح في وقتٍ سابق، بأنّ أحد أهدافه الرئيسية في الفترة المقبلة سيكون توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأميركية، عن رئيس الأركان السابق لنتنياهو، أفيف بوشينسكي، قوله إنّ “الأهداف الرئيسية لنتنياهو هي عزل إيران وتوسيع العلاقات مع الدول العربية، لكنّه في الوقت الحالي فشل في كليهما”.

وأضاف أنّ “الاتفاق يؤكّد أيضاً كيف أدت الأزمات المتعددة في الداخل، بما في ذلك خطة التعديلات القضائية والعنف المتزايد، إلى انتكاس قدرة نتنياهو على المضي قدماً في أهداف سياسته الخارجية”.

 

“إسرائيل” تلقّت صفعةً من السعودية

وفي السياق ذاته، شدّد رئيس مجلس الأمن القومي السابق اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، أنّ “إسرائيل تلقّت صفعةً من السعوديين”، مضيفاً أنّ “الاتفاق بين إيران والسعودية هو نتيجة لعبة عظماء، من فوقهم الصين وروسيا والولايات المتحدة”.

وأوضح آيلاند أنّ “إيران تعرف كيف تعرض على السعودية شيئين مهمين بالنسبة إليها، ولا يستطيع الآخرون عرضهما، هما عدم التدخل داخلياً والحفاظ على استقرارها، والهدوء في الخليج “.

وفي موازاة ذلك، رأى الرئيس السابق أيضاً لمجلس الأمن القومي العميد المتقاعد يعقوب ناغل، أنّ الاتفاق الإيراني – السعودي هو “إصبع مزدوجة في العين الأميركية. أولاً لأنّ إيران ضد الولايات المتحدة، لكن العدو الرئيسي للولايات المتحدة هي الصين”.

وكان موقع “والاه” الإسرائيلي ذكر، في هذا الخصوص، أنّ “الخاسرين من الاتفاق الإيراني السعودي هم الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل”، مشيراً إلى أنّ “خط القطار بين حيفا والسعودية، والذي تحدّث عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قبل ساعات من الإعلان الإيراني، لن يتم تدشينه قريباً، كما يبدو”.

وفي السياق ذاته، تحدث تقرير في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن قضية التقارب الإيراني السعودي، مؤكداً أنّ “عودة العلاقات الإيرانية السعودية، نتيجةً للوساطة الصينية، هو خسارة كبيرة ومضاعَفة للمصالح الأميركية”.

وأضاف تقرير “نيويورك تايمز” أنّه “يمكن أن يؤدي إعلان إيران والسعودية إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إلى إعادة نظم كبيرة في الشرق الأوسط”.

ورأى التقرير، أنّ هذا التقارب “يمثّل تحدياً جيوسياسياً للولايات المتحدة وانتصاراً للصين، التي توسطت في المحادثات بين الخصمين التاريخيين”.

اتفاق إيران والسعودية انتكاسة لجهود “إسرائيل” لمواجهة طهران

وعلّقت كذلك “القناة 12” الإسرائيلية على الاتفاق الإيراني – السعودي، قائلةً إنّه “أبعد السعوديين عن التحالف الأميركي الإسرائيلي الذي كان يُبنى في السنوات الأخيرة لعزل إيران”، مؤكّدةً أنّ ذلك “ليس جيداً لإسرائيل”.

وقال المعلق العسكري في “القناة 12″، نير دفوري، إنّ “إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية عملتا خلال السنوات لبناء ائتلاف من عدة دول من إسرائيل ودول خليجية ومحاولة لإدخال السعودية فيه، وغايته عزل ايران”.

وأضاف دفوري أنّ “الجميع يخاف من إيران، والجميع لا يريد أن تكون دولة نووية، واتفاقيات التطبيع هي من أجل هذا الأمر، إذ كان من المفترض أن تكون السعودية سويةً مع البحرين وعمان التالين في الدور (التطبيع)، لكنّ الإحباط والغضب والتوتر بين إدارة بايدن والسعوديين، أبعدا السعودية”.

أمّا “الإيرانيين الذين كانوا ينافسون على القلب السعودي وبمساعدة الصينيين، وضعوا إصبعاً في العين واستطاعوا توسيع الفجوة، وإبعاد السعوديين عن التحالف الأميركي الإسرائيلي”، وفق دفوري الذي أكد أنّ “الإيرانيين انتصروا في هذا الحدث”.

بدورها، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أنّ “اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية هو خبر سيء من كافة الأبعاد”.

وأوضحت الصحيفة أنّ الاتفاق “يعزز إيران، ويُضعف المحور المضاد، ويعاظم النفوذ الإقليمي للصين في المنطقة على حساب الولايات المتحدة، كما يُبعد فرصة التطبيع بين إسرائيل والسعودية”.

وفي هذا الخصوص أيضاً، قال عضو “كنيست” الاحتلال السابق نحمان شاي لقناة “كان”، إنّ “الاتفاق الإيراني السعودي ضربة لطموحاتنا في علاقاتنا مع السعودية، لأنّنا بالفعل نريد أن نكون مقبولين في هذه المنطقة التي نعيش فيها”.

وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة “أسوشييتد برس”، أمس السبت، أنّ “الاتفاق السعودي مع إيران يُقلق إسرائيل، إذ إنّه تركها وحيدة إلى حد كبير”.

وأضافت الوكالة، نقلاً عن خبراء، أنّ “الاتفاق السعودي الإيراني، الذي أُعلن يوم الجمعة ألقى ماءً بارداً على طموحات بنيامين نتنياهو”.

وأوضحت أنّ “القرار السعودي ترك إسرائيل وحيدةً، إلى حد كبير، لأنّها تقود مهمة العزل الدبلوماسي لإيران، والتهديدات بضربة عسكرية أحادية الجانب ضد المنشآت النووية الإيرانية”، بينما “استأنفت الإمارات أيضاً العلاقات الرسمية بإيران، العام الماضي”.

وفي السياق، أشارت الوكالة إلى ارتباك حليف نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الذي توقّع مؤخراً تطبيع العلاقات بالسعودية في عام 2023، خلال إجابته عن سؤال عمّا إذا كان التقارب يضرّ فرص اعتراف الرياض بـ”إسرائيل”، قائلاً إنّ “ذلك لا يدعم جهودنا”.

Exit mobile version