شركة إسرائيلية لحملات تزوير وأخبار كاذبة تعمل في أفريقيا..

تنفذ شركة “بيرسيبتو” (Percepto)، ومقرها في مدينة رمات غان في وسط إسرائيل، حملات تزوير وترويج أخبار كاذبة في أفريقيا. ويملك هذه الشركة المستشار الإعلامي الإسرائيلي، ليئور حوريف، وضابط سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، روعي بورشتاين.

وأفاد تحقيق صحافي نشرته صحيفة “ذي ماركر” اليوم، الخميس، بأن “بيرسيبتو” هي استمرار لشركة سابقة أدارها بورشتاين باسم Psy–Group، التي مارست عمليات تضليل جماهيري متطور، بالاستناد إلى “أفاتارات” و”بوتات”، أي حسابات بأسماء وهمية في الشبكات الاجتماعية. واشتهرت في أعقاب تحقيق ضدها أجراه مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي (FBI).

وحقق FBI مع بورشتاين ومع مؤسس “ساي غروب”، جويل زيمل، بشبهة أنهم عرضوا خدمات الشركة على المقر الانتخابي للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عام 2016، مقابل 250 ألف دولار. ولم يؤد التحقيق إلى لوائح اتهام، لكنه تسبب بانهيار الشركة.

 

وأورد تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، عام 2020، حول تدخل أجنبي في انتخابات الرئاسة عام 2016، اقتباسات من رسائل إيميل داخلية تتعلق بمفاوضات بين “سي غروب” وطاقم ترامب الانتخابي. وورد في الرسائل اسم أرنون إبشتاين، الموظف في الشركة الإسرائيلية، الذي تحدث عن “جمع معلومات استخباراتية عن السيدة والدائرة المقربة منها”. والمقصود بـ”السيدة” هي هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة ومنافسة ترامب.

بعد انهيار “سي غروب”، أقام بورشتاين وإبشتاين شركة احتيال جديدة، باسم “أتيري” (Athiri)، تعتمد بالأساس على حملات وعي تركز على هدف معين. وعملت هذه الشركة بالتعاون مع حوريف. وتحول اسمها في العام 2021 إلى “بيرسيبتو إنترناشيونال”. وأصبح بورشتاين مديرها العام، وحوريف رئيسها وإبشتاين هو رجل المبيعات. وإحدى أكبر الحملات التي نفذتها هذه الشركة كانت حملة ضد الصليب الأحمر الدولي.

 

 

وكشف مدير عام “بيرسيبتو”، بورشتاين، أمام زبائن عن الأساليب التي تتبعها، وبينها تقارير إخبارية مسيئة، خدمات من شخص له تأثير واسع ومعاد للسامية تصفه الخارجية الأميركية بأنه ذراع طويلة للكرملين، إقامة جمعيات وهمية و”وكالة أنباء” كأداة دعائية، و”صحافية استقصائية” فرنسية وهي عبارة عن “أفاتار” يشغله موظفو الشركة في رمات غان.

وعرض بورشتاين أمام “زبائن”، هم عبارة عن صحافيين شاركوا في التحقيق الصحافي، صورة شاشة لتقرير يربط الصليب الأحمر الدولي مع ميليشيات إسلامية مسلحة تسيطر على أجزاء من بوركينا فاسو.

ووصف التقرير، الذي نشرته وسيلة إعلام فرنسية، الصليب الأحمر الدولي بأنه “راعٍ” للميليشيات الإسلامية، الأمر الذي اثار ضجت كبيرة في فرنسا، وتناولته وكالة فرانس برس أيضا في حينه. وتبين أن “بيرسيبتو” هي التي زرعت هذا التقرير عن الصليب الأحمر الذي كان قد انتقد رئيس بوركينا فاسو، روك مارك كريستيان كابوري، وهو أحد أكبر زبائن “بيرسيبتو” في العام 2020.

 

 

وقال بورشتاين للصحافيين الذين اعتقد أنهم زبائن محتملين، إنه “كانت هناك مشكلة لزبوننا مع إحدى المنظمات غير الحكومية (أي الصليب الأحمر) والتي لم تكن موضوعية. والسؤال هو كيف نخرج منظمة كهذه من الصورة. أولا، يجب الحصول على معلومات استخباراتية. وحصلنا على معلومات جيدة جدا. وأدركنا أنه إذا نشرنا المعلومات في وسائل إعلام محلية، فإنه لن يكون لها دويا. وكنا نعمل مع وسيلة إعلام فرنسية من الصف الأول”.

وأضاف أنه “بعد أن نشروا المعلومات، أخذناها ونشرناها في مواردنا” والتي تشمل حسابات وهمية في الشبكات الاجتماعية ومواقع إخبارية. “وانتشر الخبر في الدولة، ونشرته وسائل إعلام كثيرة في أوروبا. وهذه منظمة معروفة”.

وأشار التحقيق الصحافي إلى أن الخبر الذي سعت “بيرسيبتو” إلى نشره اعتمد على حقائق لا خلاف حولها، وبينها أن أفراد الصليب الأحمر كانوا على اتصال مع الميليشيات الإسلامية من أجل توفير خدمات لمدنيين في مناطق سيطرة الميليشيات. إلا أن تقرير “بيرسيبتو” استخدم عبارات ضد الصليب الأحمر، مثل “حصان طروادة” وأن هذه المنظمة الدولية “راعية للإرهاب”.

وبحسب بورشتاين، فإن التقرير الذي تباهى بزرعه حقق الهدف. “فرئيس هذه المنظمة زار بوركينا فاسو من أجل لقاء زبوننا، وقال: ’لقد أخطأت، وأتراجع’. ومنذ تلك اللحظة توقفت المنظمة عن انتقاد زبوننا”. وساعدت خدمات “بيرسيبتو” بإعادة انتخاب كابوري لولاية رئاسية أخرى، قبل أن يطيح به انقلاب عسكري.

يشار إلى أن حوريف هو أحد أبرز المستشارين الإعلاميين في إسرائيل، وقدم خدمات لرئيسي الحكومة السابقين، أريئيل شارون وإيهود باراك، وللوزيرين السابقين، موشيه كاحلون وموشيه يعالون، كما قدم خدمات للمفتش العام السابق للشرطة، روني ألشيخ، حتى العام 2017.

Exit mobile version