طالبت أوكرانيا الحكومة الإسرائيلية، بإصدار بيان واضح يدين الغزو الروسي ويدعم “وحدة الأراضي الأوكرانية”، والموافقة على قرض بقيمة نصف مليار دولار تقدمه تل أبيب إلى كييف، وذلك تمهيدا لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، المقررة إلى كييف.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع “واللا” الإلكتروني، اليوم الأحد، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين وإسرائيليين (لم يسمهم)، مشيرا إلى أن كييف طالبت تل أبيب بـ”اتخاذ سلسلة من الإجراءات” في إطار التحضيرات لزيارة كوهين التي أعلن عنها الأخير خلال كلمة له في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الإثنين الماضي.
وقال المسؤولون إن كييف تطالب كوهين خلال الزيارة، بالإدلاء بتصريحات مباشرة حول دعم إسرائيل لوحدة أراضي أوكرانيا وإدانة روسيا، كما طالبت كييف تل أبيب بالإعلان عن دعمها لـ”لخطة السلام” التي طرحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قبل أسابيع، وتقضي بانسحاب روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية.
كما تطالب كييف من الحكومة الإسرائيلية، الموافقة على تقديم قرض بقيمة نصف مليار دولار، كانت أوكرانيا قد قدمته للحكومة الإسرائيلية السابقة، ورفضه وزير المالية الإسرائيلية في حكومة بينيت – لبيد، أفيغدور ليبرمان. كما تضمنت المطالب الأوكرانية استقبال إسرائيل مئات الجنود والمدنيين الأوكرانيين الذين أصيبوا في الحرب، وعلاجهم في المشافي الإسرائيلية.
وتطالب كييف بتأكيد التزام تل أبيب بتزويدها بأنظمة إنذار مبكر من الهجمات الجوية، كان وزير الأمن الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، قد تعهد بتقديمه لأوكرانيا بالإضافة إلى “معدات دفاعية منقذة للحياة”، وأفاد الموقع بأن الحديث عن أنظمة إنذار مشابهة للأنظمة التي تملكها قيادة “الجبهة الداخلية” التابعة للجيش الإسرائيلي.
واعتبر مسؤول أوكراني أن مدى استجابة إسرائيل لطلبات أوكرانيا خلال زيارة كوهين سيكون مؤشرا “على صدق نوايا إسرائيل”. ولم يحدد كوهين موعد زيارته المقررة إلى كييف، وأشار إلى أنها ستتم “في المستقبل القريب”، ليكون بذلك أول وزير إسرائيلي يزور العاصمة الأوكرانية منذ الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022.
وفي خطاب تنصيبه، أصدر وزير الخارجية الجديد، كوهين، تصريحات توحي بأن الحكومة الجديدة ستتخذ مواقف داعمة لروسيا مقارنة بالحكومة السابقة. وبعد أن أثارت تصريحاته الكثير من الانتقادات، بما في ذلك من كبار المسؤولين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة، أوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه لا يوجد تغيير في سياسة إسرائيل.
ومن المتوقع أن يلتقي كوهين خلال زيارته إلى كييف بنظيره الأوكراني، ديميترو كوليبا، ويعيد فتح السفارة الإسرائيلية في كييف المغلقة منذ بداية الحرب. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن كوهين قدم طلبا للقاء الرئيس الأوكراني، زيلينسكي. وأشار مسؤول أوكراني رفيع إلى أنه في هذه المرحلة لم تتم الموافقة على طلب كوهين الاجتماع بزيلينسكي.
وشدد المسؤول الأوكراني على أن “عقد الاجتماع مرهون باستعداد إسرائيل لاتخاذ خطوات لصالح أوكرانيا”. وأضاف أن “الرئيس لن يجتمع مع كوهين لالتقاط صورة”. في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه حسب تقدير الخارجية الإسرائيلية سيتم عقد لقاء بين زيلينسكي وكوهين خلال الزيارة.