كشف الناطق العسكري باسم سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو حمزة، تفاصيل تنفيذ عملية بيت ليد الاستشهادية المزدوجة في الضفة الغربية المحتلّة، عام 1995.
وأدّت عملية بيت ليد، التي نُفِّذت في 22-01-1995، إلى مقتل ما يقارب 24 جندياً للاحتلال الإسرائيلي، وإصابة العشرات.
وتطرّق أبو حمزة، في حديثه للميادين أونلاين إلى الوضع الفلسطيني العام، وإلى حالة تنامي العمل المقاوم في الضفة الغربية مؤخراً. ووجّه رسائل إلى الاحتلال الإسرائيلي في الذكرى الثامنة والعشرين للعملية الاستشهادية النوعيّة.
بيت ليد.. ضربةٌ لعمق مشروع “التسوية”
وأشار الناطق العسكري باسم سرايا القدس إلى الظروف السياسية التي سبقت العملية، والتي جعلت تنفيذ عملٍ مقاوم كبير ونوعي ضرورةً مُلحّة، وهي محاولة الاحتلال وحلفائه خلق واقع سياسي جديد في أرض فلسطين المحتلة، تحت ادعاءات السلام والتسوية، من خلال محاولة فرض “اتفاق أوسلو” المشؤوم على الشعب الفلسطيني.
كانت عملية بيت ليد إفشالاً لهذا الاتفاق، لتؤكد حركة الجهاد الإسلامي، من خلالها، التمسك بالمقاومة خياراً وحيداً لتحرير فلسطين، ولتعمل على مواجهة مؤامرة “السلام” بدماء المجاهدين.
وشرح أبو حمزة، سبب اختيار مفرق بيت ليد لتنفيذ العملية الاستشهادية المزدوجة، كونه يُعَدّ مكان تجمُّعٍ لعددٍ كبير من الجنود الصهاينة المسلحين، والذين يرهبون الشعب الفلسطيني. وقال إن “سرايا القدس تلتزم عقيدةً راسخة تحتّم مواجهة من يمارس الإرهاب والشر تجاه أبناء شعبنا الأعزل والأبيّ والمرابط”.
وأكد الناطق العسكري باسم سرايا القدس أنّ عملية بيت ليد البطولية، يمكن وصفها بأنها إنجاز أمني، إلى جانب كونها إنجازاً عسكرياً، بحيث نجحت حركة الجهاد الإسلامي، عند تنفيذها، في تجاوز كل التحصينات وأنظمة المراقبة والحواجز ونقاط التفتيش، بالإضافة إلى الوقع الكبير لها، إذ أدّت إلى مقتل نحو 24 جندياً وإصابة العشرات.
وقال أبو حمزة إإنّ العملية أجبرت رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، المجرم إسحاق رابين، على أن يخرج أمام وسائل الإعلام، ويُصرّح بأنّ “عناصر الجهاد الإسلامي في فلسطين يريدون قتل الجنود الإسرائيليين، فكيف تريدونني أن أعاقبهم. هل أعاقبهم بالموت؟ إنهم يريدونه”.
ولفت الناطق العسكري باسم سرايا القدس إلى أن مقاومي سرايا القدس لا ينسون مشهد رئيس أركان العدو آنذاك، أمنون شاحاك، وهو يتفقّد قتلى جيش الاحتلال، باكياً، عند مفرق بيت ليد.
العقل الفلسطيني المقاوم.. إبداع في الاختراق
ورداً على سؤاله عن شخصية المشرِف على العملية، وبشأن تجهيز الاستشهاديَّين أنور سكر وصلاح شاكر، وإيصالهما إلى مكان تنفيذها، قال أبو حمزة: “نستحضر هنا القائد الكبير الراحل محمود الخواجا، وهو قائد القوى الإسلامية المجاهدة، “قَسَم”، وهي تسمية الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في ذلك الحين. وأشرف على العملية بنفسه، بدءاً باختيار المكان حتى عملية التفجير”.
وتحدّث الناطق العسكري باسم سرايا القدس عن مهندس الأحزمة الناسفة، القائد الكبير الراحل محمود الزطمة، والذي أشرف على الإعداد والتجهيز للحقائب المتفجرة التي حملها الاستشهاديّان.
وذَكَرَ القائدين الشهيدين عمار الأعرج وأيمن الرزاينة، وركّز على مساهمة الأسير عبد الحليم البلبيسي في إيصال المجاهدَين إلى نقطة قريبة من مفرق بيت ليد، وكان له الفضل الكبير في تحقيق هذا الإنجاز العظيم.
وأكّد أبو حمزة أنّ حركة الجهاد وذراعها العسكرية وجّهتا ضربةً أمنيةً إلى “خاصرة” المحتل في ذاك الحين، تمثّلت بخروج الاستشهاديَّين من داخل قطاع غزة، وتخطيهما الحواجز العسكرية المنتشرة وأنظمة التفتيش والمراقبة والكاميرات، وصولاً إلى نجاحهما في الوصول إلى مفرق بيت ليد وتفجير نفسيهما تباعاً، بشجاعة لا نظير لها.
الاشتباك اليوم امتداد للعمل الاستشهادي النوعي
وبشأن نظرة سرايا القدس إلى تطور حالة الاشتباك مع الاحتلال في الضفة الغربية مؤخراً، أكّد أبو حمزة أنّ سرايا القدس ترى أن الحالة الثورية العسكرية، المتنامية اليوم في الضفة الغربية المحتلة، تمثّل امتداداً طبيعياً للعمليات المدوّية في بيت ليد وديزنغوف ومطعم مكسيم وكفار داروم ونتساريم وغيرها، وللمعارك التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس في جنين في إبّان ما سُمّيَ عملية “السور الواقي”.
وأشار الناطق العسكري باسم سرايا القدس إلى أنّ الشهداء جميل العموري وأسامة الصبح وفاروق سلامة ومحمد السعدي، وغيرهم، هم امتدادٌ للشهداء القادة محمود طوالبة ولؤي السعدي ووليد العبيدي، ولكوكبة كبيرة من الأسرى.
وأصرّ أبو حمزة على التأكيد، أن حركة الجهاد الإسلامي لم ولن تتخلى عن العمل المقاوم، لا في الضفة الغربية، ولا في قطاع غزة.
وبشأن مسارات التطبيع المُخزية لبعض الأنظمة العربية، أكّد أنّ حركة الجهاد وسرايا القدس أفشلتا كل مخططات التطبيع، من خلال العمليات الجهادية في “وحدة الساحات” و”سيف القدس” و”البنيان المرصوص”، كما أفشلتا سابقاً كل محاولات طمس حق الشعب الفلسطيني عبر مسارات “التسوية”.
في ذكرى بيت ليد.. فلسطين حرّة للفلسطينيين
وأكد الناطق العسكري باسم سرايا القدس أنّ عملية بيت ليد تركت وقعاً راسخاً في ذهن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولفت إلى أن حركة الجهاد أطلقت عليها تسمية “الصاروخ المزدوج” نظراً إلى عملية التفجير الأولى التي قام بها الاستشهادي أنور سُكّر عند المفرق، وإتباعها بعملية تفجيرٍ ثانية للاستشهادي صلاح شاكر بعد تجمع الجنود.
ووجّه أبو حمزة، عبر الميادين أونلاين، رسالةً واضحة إلى العدو، قال فيها إن “فلسطين للفلسطينيين، وهي أرض فلسطينية عربية إسلامية، ولا يمكن لسرايا القدس أن تقبل الاحتلال الإسرائيلي لها”، مؤكداً أن سرايا القدس ستحشد كل الطاقات، أمنياً وعسكرياً وسياسياً وشعبياً، من أجل تحرير فلسطين.