أعلنت السلطات الإسرائيلية، أن إسرائيل والسودان وضعتا “اللمسات الأخيرة” على نص اتفاقية التطبيع، اليوم الخميس، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى العاصمة السودانية، اجتمع خلالها مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، واتفقا خلالها على “المضي قدما في تطبيع العلاقات”.
وقالت إسرائيل إن هذه الزيارة التي جاءت “بمباركة الولايات المتحدة”، تأتي تمهيدا لتوقيع “اتفاق سلام مع السودان خلال العام الجاري”، وذكرت أنه “من المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد”.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الإسرائيلية، سبق المؤتمر الصحفي الذي عقده كوهين للإعلان عن الزيارة، أن الأخير “التقى البرهان والنخبة السياسية في السودان، وبحث معهم الخطوات نحو التوقيع الوشيك على اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان”.
وأضاف أنه “بحسب الخطة، فإن مراسم التوقيع على اتفاق السلام ستتم في غضون أشهر قليلة، بعد تشكيل حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في السودان”، وأوضح أن كوهين ترأس وفدا رفيعا ضم المدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، رونين ليفي، ونائب مدير قسم أفريقيا في وزارة الخارجية، شارون بار-لي.
وأفاد الخارجية الإسرائيلية بأن كوهين “دفع” نحو إتمام الاتفاق “مع الولايات المتحدة الأميركية، وناقش الأمر مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، اللذين أبديا مباركتهما وأكدا التزام واشنطن بإكمال العملية” التي كانت قد بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
وخلال المناقشات بين الوفود، بحسب الخارجية الإسرائيلية، عبّر كوهين “عن رغبة إسرائيل في المساعدة في جهود التنمية في السودان في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها”، فيما أشارت الوزارة إلى أن الوفد الإسرائيلي ضم كذلك رئيسة قسم المساعدات في وزارة الخارجية، عينات شلاين.
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن كوهين عرض على المسؤولين في السودان “برنامج مساعدات” إسرائيلي للخرطوم، والذي “سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام”.
واعتبر كوهين أن “الزيارة إلى السودان ترسي أسس اتفاقية سلام تاريخية مع دولة عربية وإسلامية إستراتيجية، واتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل”، واعتبر أن “توقيع اتفاقية مع السودان سيفتح الباب أمام إقامة علاقات مع الدول الأخرى في القارة الأفريقية وتعزيز العلاقات القائمة مع دول القارة”.
وأضاف أن “ارتباط الدول الأفريقية بإسرائيل مصلحة مشتركة لنا ولبلدان القارة. لقد كانت إسرائيل لسنوات عديدة شريكًا مهمًا في عمليات التنمية في هذه البلدان وفي التعامل مع عواقب تغير المناخ والتحديات الاقتصادية في أفريقيا”. وقال إن الخرطوم معروفة لدى الإسرائيليين باعتبارها المكان الذي استضاف قمة اللاءات الثلاث، لا سلام مع إسرائيل، ولا مفاوضات معها، ولا اعتراف بها.
واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية “تبني واقعًا جديدًا مع السودانيين تتحول فيها اللاءات الثلاث إلى ثلاث ‘نعمـ ات‘: نعم للمفاوضات بين إسرائيل والسودان، نعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للسلام بين الدول وبين الشعوب”، على حد تعبيره؛ في حين شدد بيان الخارجية الإسرائيلية على الأهمية الجيوسياسية للسودان وعلى التحول في موقف الخرطوم تجاه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن الاتفاق المرتقب “ينهي 75 عاما من العداء”
في المقابل، ركز السودان في إعلانه الرسمي عن زيارة كوهين، على أن الجانبين بحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية. وفي بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة السوداني، جاء أن البرهان التقى كوهين والوفد المرافق له بالخرطوم، بحضور وزير الخارجية السوداني علي الصادق.
وأفادت وزارة الخارجية السودانية أنه تم الاتفاق مع كوهين على المضي قدما في تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية. وقالت الخارجية السودانية، في بيان، إنه خلال هذه الزيارة التي “استمرت لبضع ساعات”، وهي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي إلى الخرطوم، “تمّ الاتفاق على المضيّ قدمًا في سبيل تطبيع علاقات البلدين”.
وذكر بيان مجلس السيادة السوداني، أن وزير الخارجية الإسرائيلي وصل البلاد الخميس في زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا. وأشار إلى أن اللقاء “بحث سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية”.
ودعا البرهان، وفق البيان، “الجانب الإسرائيلي إلى تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطيني”. ولفت إلى أن اللقاء تناول أيضا “الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم”، على حد تعبيره؛ في حين قال مصدر عسكري سوداني إن “الوفد الإسرائيلي أجرى مباحثات مع المسؤولين العسكريين السودانيين تناولت التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين البلدين”.
من جانبها، قالت الخارجية السودانية إنه “مواصلة للاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل، قام وزير الخارجية الإسرائيلي، كوهين، يرافقه وفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية الخميس، بزيارة للسودان”، وأضافت أن الوفد الإسرائيلي “التقى وزير الخارجية، علي الصادق، وعددا من المسؤولين في الدولة، كما التقى في ختام الزيارة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان”.
وذكر البيان أن المباحثات “تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم”، وأكد أنه “تم الاتفاق على المضي قدما في سبيل تطبيع علاقات البلدين”، مضيفا أن “الجانب السوداني حث الطرف الإسرائيلي على العمل لتحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني”.
وفي 26 كانون الثاني/ يناير 2021، زار كوهين الخرطوم بصفته وزيرا لشؤون الاستخبارات في حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك، وكان أول وزير إسرائيلي يزور السودان. وأواخر 2020، أعلنت إسرائيل والسودان تطبيع العلاقات بينهما، بعد تعهّد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بشطب السودان من قائمة الدول ما تعتبرها واشنطن “راعية للإرهاب” وتقديم مساعدات للخرطوم. إلا أن السودان لم يوقع رسميًا حتى الآن على الاتفاقية الثنائية مع إسرائيل.