بلينكن: ملتزمون بأمن “إسرائيل” وعلى الجميع اتخاذ خطوات لتهدئة التوتر

شدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء اليوم، الإثنين، على “التزام” واشنطن “الصلب” بأمن إسرائيل، مؤكدا على “ضرورة توسيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية المعروفة باتفاقيات أبراهام”. وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقدع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعقب اجتماعا ثنائيا بينهما.

وقال بلينكن إن “التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى”، فيما اعتبر أن “أي شيء يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل”، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى “اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد”.

وأضاف: “إحدى أهم الطرق فعالية لجعل إسرائيل آمنة هي توسيع اتفاقات أبراهام”، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزم بتحقيق حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وصرّح وزير الخارجية الأميركي بأن سياسة واشنطن هي أن “تمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وسنقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق ذلك”،فيما أفاد بلينكن بأنه بحث مع نتنياهو “دفاع أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي”.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو “إيران بتصدير العنف خارج حدودها ونشره في منطقة الشرق الأوسط”.
 وقال نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي مع بلينكن “زيارتكم إلى إسرائيل، تأتي في وقت مهم وحاسم، لا سيما وأن معظم الأسرة الدولية رأت الوجه الحقيقي لإيران”.

وأضاف أن “هناك إجماع على أن النظام الإيراني لا يجب أن يحصل على أسلحة نووية”، مؤكدا أن “إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”.

وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل “ترى فرصا لتوسيع دائرة السلام من خلال اتفاقيات السلام الموقعة مع عدد من الدول العربية”.

بلينكن: على الجميع اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها

ووصل وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق، اليوم، إلى البلاد، في زيارة تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس وغيرهم من المسؤولين. واستهل بلينكن زيارته بحث الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على اتخاذ خطوات لتهدئة التصعيد داعيا إلى عدم “تأجيج التوترات”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بلينكن يجتمع في هذه اللحظات مع نتنياهو، على أن يعقد الاثنان مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام المحادثات، قبل أن يجتمع بلينكن بنظيره الإسرائيلي، إيلي كوهين، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وغيرهم من المسؤولين في تل أبيب، قبل أن يتوجه إلى رام الله، يوم غد، الثلاثاء، للاجتماع مع المسؤولين الفلسطينيين.

وفي كلمة ألقاها فور وصوله إلى مطار بن غوريون في اللد، في أول زيارة له منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، شدد بلينكن على أهمية توقيت الزيارة، وقال إنه “لا شك في أن هذه لحظة صعبة للغاية؛ رأينا، على مدار عدة أشهر، تصاعدا في العنف يلحق ضررا بكثيرين”.

وعن عملية إطلاق النار في القدس التي نفذها الشهيد خيري علقم يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين، قال بلينكن إن “موت الأبرياء في حوادث إرهابية هو دائما جريمة شنعاء، لكن الهجوم على الناس خارج مكان عبادتهم هو أمر مروع بشكل خاص”، وأضاف “نحن ندين ذلك بأشد طريقة ممكنة. كما ندين كل من ابتهج بقتل المدنيين. الدعوات للانتقام من الأبرياء ليست الحل”.

اشتية يطالب المجتمع الدولي وواشنطن بالتحرك لحماية الفلسطينيين من عدوان الاحتلال
حمل مجلس الوزراء الفلسطيني، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة، والمباشرة عن تصعيد عدوانها، وانتهاكاتها، وجرائمها اليومية ضد أبناء شعبنا في مخيم جنين الصامد ومدينة القدس المحتلة

وشدد وزير الخارجية الأميركي في كلمته على مسؤولية الجانبين في منع التصعيد، واستمرار ما أسماه “جولة جديدة ومروعة من العنف”. وبحسب قوله، “تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها”، وأفاد بأنه “يريد التحدث مع الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية” وسيحث الجانبين على “اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد”.

وأضاف “أريد أن أكون قادرًا على سماع ما يقوله الأشخاص الذين يتأثّرون بشكل يومي” بسبب الصراع. ولم يتطرق بلينكن إلى استشهاد 10 فلسطينيين في مخيم جنين في اقتحام لقوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي. ومنذ مطلع العام الجاري استشهد 35 فلسطينيا بينهم 8 أطفال وامرأة مسنة برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، وسجلت جنين العدد الأكبر من الشهداء منذ مطلع العام بواقع 20 شهيدا.

وقال بلينكن إن اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات “هي الطريقة الوحيدة لوقف المد المتصاعد للعنف الذي أودى بحياة الكثيرين من الإسرائيليين والفلسطينيين”، فيما ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إن كوهين استقبل بلينكن لدى وصوله وتحدث معه عن “أهمية النضال المشترك ضد البرنامج النووي الإيراني والترويج لإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية”.

وأشارت إلى أن كوهين وبلينكن “تحدثا عن توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام لتشمل دول عربية وإسلامية أخرى”، وأضافت “شكر وزير الخارجية كوهين وزير الخارجية الأميركي، على بيان الإدانة الذي أصدره بعد هجمات القدس في نهاية الأسبوع وأكد على أهمية التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة”.

ونقل البيان عن كوهن قوله إن “التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة هو أحد ركائز الأمن القومي لدولة إسرائيل وعلاقاتها الخارجية”، معتبرا أن زيارة بلينكن إلى إسرائيل “حدثا مهما لعلاقاتنا، وأشكر وزير الخارجية على التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي، والرسالة الواضحة ضد الإرهاب التي أعرب عنها فور وصوله إلى إسرائيل”.

وإسرائيل هي المحطة الثانية لبلينكن ضمن جولة بدأها من مصر الأحد وينهيها في الضفة الغربية المحتلة، يوم غد، الثلاثاء، وقبل مغادرة القاهرة متجها إلى البلاد، قال بلينكن إن واشنطن لديها إيمان راسخ “بحل الدولتين عبر المفاوضات باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع”.

حماس: زيارة بلينكن لإسرائيل “تكرس الدعم المتواصل للاحتلال”

من جانبه، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، زيارة بلينكن إلى إسرائيل، معتبرة أنها “تكرس الدعم المتواصل للاحتلال”. وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن “زيارة بلينكن للاحتلال تكرس حالة الشراكة والدعم المتواصل له”.

كما اعتبر أن “هذه الزيارة تُمثّل غطاءً للحكومة المتطرفة لتمرير سياساتها الإجرامية وعدوانها بحق الشعب الفلسطيني ومقدّساته وأسراه”، بحسب القانوع. وحذّر القانوع من “التداعيات المترتبة عن استمرار تصعيد الحكومة (الإسرائيلية) لعدوانها على الأرض والشعب والمقدسات”.

وبلينكن هو ثالث مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور المنطقة منذ تشكيل حكومة نتنياهو، حيث سبقه كل من مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (“سي آي إيه”)، ويليام بيرنز، فيما تشهد الأراضي الفلسطينية، منذ فترة، تصعيدا متواصلا من قبل حكومة الاحتلال وقواته في الضفة والقدس المحتلتين.

Exit mobile version