تحدثت صحيفة عبرية عن التحدي الكبير الذي يقف أمام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفترة القريبة، والذي يتمثل في وقف التصعيد المتفاقم في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب عدد الشهداء الكبير برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية في خبرها الرئيس الذي أعده الخبير تل ليف رام بعنوان “تحدي نتنياهو”: “في الأسابيع الأخيرة، وفي ظل التصعيد الأمني منذ آذار/ مارس من العام الماضي، الجيش الإسرائيلي حذر من ميول خطيرة وتوتر ينشأ في الميدان، ما يؤدي إلى تصعيد أخطر من ذلك بكثير”.
وذكرت أن “فترة شهر رمضان القريب، تحدد كفترة من شأن التوتر الأمني فيها أن يصل إلى ذروته، ولا تنقص أعواد ثقاب من شأنها أن تشعل نارا كبرى؛ فهناك الكثير من القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وعملية مضادة فتاكة تؤدي إلى موجة عمليات إلهام وتقليد، تصعيد في المسجد الأقصى أو عملية تدفيع ثمن إسرائيلية إرهابية من جانب المستوطنين وغيرهم”.
وأضافت: “اثنان على الأقل من السيناريوهات التي وضعها جهاز الأمن تحققا منذ الآن في غضون بضعة أيام؛ عملية للجيش الإسرائيلي في جنين انتهت مع تسعة شهداء فلسطينيين، بالمقابل، عملية كبيرة قرب مستوطنة “نفيه يعقوب” والتي أدت لقتل 7 مستوطنين، وهي العملية الأقسى منذ نحو 15 سنة”.
ونوهت الصحيفة إلى أن “العملية أيقظت ميل التقليد، وهذا وجد تعبيره صباح السبت، عندما خرج فلسطيني ابن 13 سنة فقط لتنفيذ عملية إطلاق نار، والتي انتهت مع جريحين بجراح خطيرة”، مؤكدة أن عملية جيش الاحتلال في جنين صباح الخميس، والتي أدت لارتقاء 9 شهداء بينهم سيدة مسنة، وإصابة العشرات من الفلسطينيين، “شكلت محفزا لتصعيد دراماتيكي في الميدان”.
ولفتت “معاريف”، إلى أن “المهمة المركزية للحكومة وجهاز الأمن الإسرائيلي الآن؛ كبح ميل التصعيد، ولكن حتى لو كبحت موجة العمليات في هذه الأيام القريبة القادمة، فإن أبخرة الوقود ستترافق هنا مع حلول شهر رمضان القريب (بعد نحو 52 يوما)”.
وقالت: “مثلما في موجة عمليات الطعن والدهس في 2015، فإن المشكلة المركزية لجهاز الأمن هي التصدي لمنفذ العملية الفرد، وفي موجة عمليات 2015، من قام في حالات عديدة بتنفيذ العمليات هم شبان، لكن ما شذ في عملية أمس أن منفذ العملية (الفتى محمود محمد عليوات) هو ابن 13 عاما، حيث إنه استخدم سلاحا ناريا، ما أصبح رمز موجة العمليات الحالية”.
ورأت الصحيفة أن “هذا يعد اختبارا أمنيا كبيرا أول للحكومة الجديدة، بل وأكبر لرئيس الوزراء نتنياهو، فهو يعرف جيدا بأن في المعركة مع العمليات لا توجد حلول سحرية سريعة، لكن بالمقابل، فإن أعضاء حكومته المتطرفين وعدوا بحلول أخرى وهاجموا الحكومة السابقة بحدة كمسؤولة عن موجة العمليات الأخيرة”.
ونبهت إلى أن “التصعيد الكبير في الساحة الفلسطينية، من شأنه أن يمس بمصالح إسرائيلية أكبر بكثير في هذا الوقت ولا سيما في مسألة إيران وتوثيق التحالفات في العالم، فانتفاضة ثالثة بالتأكيد لا تخدم هذه المصالح، ودور نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالنت، هو توفير الإطار السياسي الاستراتيجي الذي يعرف كيف يميز بشكل براغماتي بين الأعمال اللازمة ضد العمليات وبين القرارات السياسية وعدم العمل انطلاقا من الضغط”.
ورأت أن “الميدان يشتعل، لكن حتى موعد الانفجار التام فلا تزال هناك مساحات كبح، غير أن هذا يعد تحديا كبيرا جدا يقف أمامه رئيس الوزراء، وبخاصة في ضوء تركيبة “الكابينت” (المجلس الأمني السياسي المصغر) الذي يترأسه”.
“يديعوت” تحذر
من جهتها حذرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، من إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة حال قرر المجلس الوزاري الأمني (كابينت)، تنفيذ عملية عسكرية كبرى بمدن الضفة الغربية.
وقال المعلق العسكري بالصحيفة رون بن يشاي، في تحليل بعنوان “الاختبار الكبير للكابينت اليميني”، إن عملية “النبي يعقوب هي بلا شك عمل انتقامي” ردا على العملية العسكرية في جنين والتي وصفتها السلطة الفلسطينية بـ”المجزرة”.
وأضاف أن على إسرائيل أن تمنع على الفور المزيد من العمليات مثل هجوم “النبي يعقوب وكذلك الأعمال الانتقامية من اليهود المتطرفين في القدس”.
واعتبر بن يشاي، أن ذلك يمكن من خلال “إغراق المنطقة بالقوات الإسرائيلية”، مع تجنب تنفيذ عمليات عسكرية كبرى داخل المدن الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقال إن الأحداث في جنين والقدس على مدى اليومين الماضيين “يمكنها رفع مستوى العنف الشديد، الذي تم احتواؤه نسبيا في الأشهر الأخيرة، إلى انتفاضة حقيقية يشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ومتطرفون يهود”.