نشرت مجلة نيوزويك الأميركية، اليوم الاثنين، تقريراً تحت عنوان “قائد إسرائيلي يكشف كيف ستندلع الحرب القادمة داخل غزة”، أشارت فيه إلى أنه قد كشف قائد عسكري إسرائيلي لمجلة نيوزويك كيف يخحطط جنوده لشن هجوم بري على قطاع غزة في حالة اندلاع صراع آخر بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين الذين ينطلقون من القطاع المطل على البحر الأبيض المتوسط.
وتقول المجلة “مع استمرار تحول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المستمر منذ عقود من الزمن إلى العنف، جرت بعض أكبر عمليات التصعيد خلال هذا القرن بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المتمركزة في غزة بقيادة حركة حماس الإسلامية في المقام الأول، حيث وقعت اشتباكات كبيرة في السنوات الماضية، بسبب قصف حماس آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية وقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، ولكن لم يقم الجيش الإسرائيلي منذ 2014 بغزو المعقل الفلسطيني برياً”.
وتقول المجلة “ولكن الآن، يقول العقيد في الجيش الإسرائيلي بني أهارون لنيوزويك، إن القوات الإسرائيلية لديها خطة جديدة، يتناول عنصرها الرئيسي المناورات في غزة نفسها”.
وقال أهارون بحسب المجلة، إنه “كانت هناك الكثير من العمليات على مدى الـ20 عاماً الماضية، فكل أربع أو خمس سنوات لديك عملية كبيرة والباقي من الجو؛ وفي بعض الأحيان يمكن أن يسفر ذلك عن الهدوء الذي نريد تحقيقه، ولكن في بعض الأحيان لا يكون ذلك كافياً؛ وعندما يكون مدنيونا في خطر، نريد أن تكون لدينا خطة يمكنها إيقاف هذا، وهذه الخطة ستحقق ذلك بشكل صحيح”.
وبحسب المجلة، “كانت (هذه) الإستراتيجية الجديدة موضوع عملية تدريب للجيش الإسرائيلي جرت الشهر الماضي لمحاكاة صراع في المستقبل القريب في غزة، وكان عنوانها “طريق النار”. وتضمنت التكتيكات ما وصفه أهارون بـ”أقوى وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي”؛ وقال على وجه التحديد إن الجيش الإسرائيلي لن يستخدم سوى الدبابات وناقلات الأفراد الأكثر تقدماً والأكثر تحصيناً مثل نامر، التي ادعت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها “أكثر المركبات القتالية المدرعة حماية في العالم”.
وبالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة، “سيُزود الأسطول المدرع بنظام تحديد الهوية والتنبيه، وهي منصة عالية التقنية قال ضابط كبير آخر في الجيش الإسرائيلي لمجلة نيوزويك سابقاً إنها مكنت القوات الإسرائيلية من رسم خارطة رقمية لساحة المعركة في الوقت الفعلي”.
وقال أهارون للمجلة: “اليوم، لدينا نوع من الحواسيب في الدبابات يمكنها الاتصال بجميع أجهزة الحاسوب في جيش الدفاع الإسرائيلي؛ ولذلك، إذا كان هناك أي جندي استخباراتي لديه جهاز لاسلكي يستمع إلى العدو ويعلم أن هناك صاروخاً مضاداً للدبابات في مبنى ما، يمكن لقائد الدبابة رؤيته ووضعه في جهاز الحاسوب الخاص به وتدميره”.
وأضاف الضابط الإسرائيلي أهارون “إن الوتيرة السريعة لمثل هذه الصراعات والسرعة التي يمكن أن يختفي بها مقاتلو العدو في محيط مناطقهم تعني أن القوات الإسرائيلية ليس لديها سوى “دقيقة واحدة” للرد”.
وفي الواقع، تقول المجلة ” أكد أهارون أن أحد أكبر التحديات التي واجهها الجيش الإسرائيلي في مواجهة حماس والجماعات المتحالفة معها كان استخدامهم لنظام مترامي الأطراف من الأنفاق الأرضية التي تمكنهم من تفادي الرصد الإسرائيلي في خضم المعركة. ولذلك، بينما قال إن الجيش الإسرائيلي “يستطيع أن يسمع ويرى ربما أي شيء في قطاع غزة”، قال أيضاً إن “حماس تعرف ذلك” وقد غيرت إستراتيجيتها منذ ذلك الحين.
وكان من بين الصعوبات الرئيسية الأخرى التي حددها أهارون بناءاً على التجارب السابقة للجيش الإسرائيلي في العمل داخل غزة نفسها، التكلفة التي تأتي بها مثل هذه النزاعات على المدنيين داخل القطاع، بحسب المقال.