قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الإحد، إن جيش الاحتلال لا يفرق بين المعتقلين البالغين والأطفال، فكلاهما يتعرضان لذات الممارسات التعسفية أثناء اعتقالهم، وفي كثير من الأحيان يتعمد الاحتلال استغلال حداثة سن القاصرين وضعف بنيتهم الجسدية، فيُنفذ بحقهم أساليب وحشية عبر تعذيبهم جسدياً ونفسياً لانتزاع الاعترافات منهم بالقوة.
وأوردت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في هذا الصدد، شهادتين لمعتقلين قاصرين محتجزين بقسم الأسرى الأشبال بمعتقل “مجدو”، يوضحان فيها تفاصيل ما تعرضا له من عنف شديد ومعاملة مهينة أثناء عملية اعتقالهما.
ووفقاً لما نقله تقرير الهيئة، فقد نكلت قوات الاحتلال بالقاصر محمود متولي (17 عاماً) من محافظة قلقيلية، بعد اقتحام بيته وتكسير محتوياته، حيث انهال عليه الجنود بالضرب الشديد دون رحمة، وتم اقتياده بعدها إلى مستوطنة “كرمي شومرون” وجرى احتجازه بساحة معسكر الجيش المجاور للمستوطنة، وهناك استمروا بالاعتداء عليه وضربه كما تعمدوا احتجازه بساحة المعسكر لساعات طويلة، كذلك لم يسلم من مضايقات الجنود والسخرية منه وتعمدوا البصق في وجهه وإهانته، ومن ثم نُقل القاصر متولي إلى مركز تحقيق “سالم” لاستجوابه وبعدها إلى “مجدو” حيث يقبع الآن.
في حين تعرض الفتى طارق داوود لذات الأسلوب الهمجي خلال اعتقاله، حيث تم إيقافه وهو برفقة أصدقائه بالقرب من قرية “النبي إلياس” وهاجمه أحد الجنود وقام بضربه بقضيب حديدي على رأسه أدى إلى نزفه بشكل كبير ، ولم يكتف جيش الاحتلال بذلك بل قاموا بضربه هو أصدقائه ضرباً مبرحاً بأيديهم وأرجلهم وأعقاب البنادق ومن ثم قيدوا القاصر داوود وزجوه داخل الجيب العسكري ليتم نقله إلى مستوطنة “كرمي شومرون” وهناك احتجزوه داخل غرفة لساعات طويلة حرموه خلالها من الطعام والماء ومن قضاء حاجته، وبعدها نُقل إلى مركز شرطة “أريئيل” لاستجوابه وهناك تعرض أيضاً للضرب والإهانة من قبل محققي الاحتلال، ومن ثم جرى اقتياده إلى مركز تحقيق الجلمة، خضع هناك لاستجواب قاس وطويل، وجرى احتجازه داخل الزنازين لـ 39 يوماً قاسى خلالها ظروفاً حياتية مريرة، علاوة على ذلك جرى نقله لما تسمّى غرف العصافير (العملاء) بمعتقل “عوفر” لثلاثة أيام في محاولة لانتزاع الاعترافات منه، ومن ثم نُقل إلى “مجدو”.
يذكر بأن الفتى داوود يبلغ من العمر 16 عاماً ومن محافظة قلقيلية.