شكل استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في العشرين من الشهر الأخير للعام 2022 صدمة كبيرة في صفوف جماهير الشعب الفلسطيني، والذي عانى من الإهمال الطبي المتعمد بعد معانته بمرض السرطان على مدى عامين على الاقل، وهو الذي أمضى عشرين عامًا بالتمام والكمال داخل السجن في اعتقاله الأخير، وقبل ذلك اعتقل على فترات لمدة عشر سنوات أخرى وبدلاً من الإفراج عنه لتلقي العلاج في الخارج، شددت قوات الاحتلال من قبضتها على الأسير الذي يُطلق عليه “بالأسد المقنع”، وبعد استشهاده رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عن جثمانه وأبقته محتجزاً، الأمر الذي زاد من آلام المواطنين قاطبة، وقبل ذلك استشهد الأسيران الجريحان داوود الزبيدي من جنين بعد إصابته باشتباك مع قوات الاحتلال في شهر آب الماضي، كما استشهد الأسير محمد تركمان الذي استشهد متأثراً بإصابته بحروق، عقب تنفيذ عملية إطلاق نار في الأغوار في شهر أيلول الماضي ولا زال جثمانيهما محتجزين أيضًا، ليرتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم إلى 11 أسيراً.
تصعيد الممارسات القمعية
وبهذا الصدد، يقول الأسير مهند العزة المعتقل في سجون الاحتلال منذ (12 عاماً) في اتصال هاتفي مع “القدس” دوت كوم، “إن العام 2022 كما كل الأعوام السابقة كان عامًا ثقيلاً على الأسرى والشعب الفلسطيني عموماً، جراء اشتداد القبضة العسكرية وتصعيد الممارسات القمعية بحق الأسرى، من بينها استمرار حرب الاعتقالات بالجملة في كل ليلة ضد المواطنين الفلسطينيين، واستمرار عمليات اقتحام غرف الأسرى، والتنكيل بهم والزج بقياداتهم وكوادرهم في العزل الانفرادي، والتضييق على ذويهم بالزيارات بدواعي أمنية وإصدار عقوبات جماعية بحقهم، وكذلك سياسة الإعدام الجماعي لعشرات الشهداء رغم إمكانية اعتقالهم”.
وأضاف: “والأهم من كل ذلك هو التلويح بسياسة الإعدام بحق أسرى متهمين بتنفيذ عمليات عسكرية، أدت إلى قتل إسرائيليين مع تشكيل حكومة هي الأكثر فاشية لدى إسرائيل ، إذ يطالب المتطرف بن غفير الذي أصبح وزيراً للأمن القومي في الحكومة الجديدة، إذ يسعى إلى إصدار قانون بهذا الاتجاه في الكنيست الإسرائيلي الذي تشكل الأحزاب المكونة للحكومة الأغلبية الأكثر، وبالتالي نحن أمام تحدث كبير لإفشال الهجمة على الأسرى، والتي لن يكون محاولة إقرار حكم الإعدام هي الوحيدة للهجوم على الأسرى ومحاربتهم بشكل أكبر بكثير، ولذلك فإن الحركة الأسيرة وجماهير شعبنا عمومًا أمام تحدي كبير في العام الجديد لإفشال هذه الهجمة الفاشية”.
الأحداث المبشرة
واستطرد العزة الذي لم يتبقى من محكوميته سوى عام واحد، ومع ذلك فإن هناك أحداثاً مفرحة هامة ننتظرها بالتحديد مع بداية العام الحالي، وأهمها الإفراج عن الأسير كريم يونس من قرية عارة داخل مناطق ال_48، والمقرر في السادس من شهر كانون ثاني القادم بعد إمضاء 40 عاماً داخل الأسر، وبعد ذلك سيتم الإفراج عن الأسير ماهر يونس من ذات القرية بعد أن ينهي محكوميته البالغة 40 عاما أيضاً”.
موعد الإفراج عن شيخ الأسرى
وفي شهر شباط، سيكون الأسير فؤاد الشوبكي الملقب بشيخ الأسرى، وأكبرهم على موعد مع الحرية بعد اعتقال استمر 17 عامًا، وقال: “إنها مناسبات مفرحة تدعو إلى التفاؤل، وتجعلنا من جديد لنؤكد أن عزيمة الأسرى وإرادتهم، ومن خلفهم شعبهم وقضيتهم العادلة لا يمكن إلا أن تنتصر عاجلاً أو آجلا، ومن وسط الليل وعتمته الحالكة ينبلج الفجر وتخرج من وسطه الآمال الأكيدة على أننا سوف نعبر النفق المظلم برحيل الاحتلال، وتحقيق أهدافنا الشرعية بالعودة والدولة وتقرير المصير”.
الطموحات كبيرة
وقال: “إن طموحنا لن يكون عند هذه الحدود ونحن لدينا أمل كبير أن تتحقق أمنيات أخرى، وتكون كبيرة في العام الجديد وعلى رأسها إتمام صفقة تبادل مشرفة، وهذا هو الحلم الذي لا يغادر قلوب وعقول الأسرى وأهليهم على مر السنوات الماضية، وإن نفذت هذه الصفقة فسيكون إنجازًا كبيرًا بهذا الاتجاه لكسر القيد والانتصار على السجان وأهدافه التي تسعى إلى قتل الحلم وكسر الإرادة، وهذا لن يحصل على مدى العقود الماضية ولن يحصل أبداً”.