“عرين الأسود”: الاحتلال فشل باقتحام نابلس.. وزمن الهدوء لن يعود
الكيلة تستنكر استهداف الاحتلال مسعفا في نابلس
يرقد المسعف حمزه أبو حجر (27 عاما) في قسم العناية المكثفة بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولته إسعاف مصاب خلال مواجهات عنيفة شهدتها البلدة القديمة في مدينة نابلس يوم الجمعة، تخللها تبادل لإطلاق النار وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع.
وقالت جمعية الإغاثة الطبية في محافظة نابلس، حيث يتطوع أبو حجر منذ عامين، إنه في أثناء العملية أطلقت قوات الاحتلال “الرصاص المتفجر بشكل متعمد ومباشر” على أبو حجر خلال محاولته إنقاذ جريح.
وأضافت في بيان “تسببت إصابة المسعف حمزه بتهتك داخلي للكبد والكلى والحجاب الحاجز وكسر في أربع ريش من القفص الصدري وأدخل العناية المكثفة بعد إجراء عمليه جراحية له استمرت لساعات وهو في حالة الخطر”.
واستنكرت وزيرة الصحة الفلسطينينة مي الكيلة استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المسعف في الإغاثة الطبية حمزة أبو حجر خلال محاولته إسعاف أحد المصابين في مدينة نابلس، وإصابته بجروح خطيرة.
وقال شاهد لرويترز طلب عدم ذكر اسمه إن العملية العسكرية بدأت الساعة الثامنة والربع صباحا. ورأى الشاهد أفرادا من القوات الخاصة الإسرائيلية قرب منزل الشاب أحمد المصري الذي أعلنت اسرائيل أن العملية كانت تهدف إلى اعتقاله.
ويحتاج الوصول إلى منزل المصري، الملقب في نابلس بفرعون رغم أن عمره لم يتجاوز 19 عاما وتتهمه إسرائيل بالوقوف وراء العديد من عمليات إطلاق النار على جنودها، الصعود على درج حجري ضيق للوصول إلى منزل صغير داخل البلدة القديمة.
وداخل غرفة صغيرة كانت توجد أسرة وخزانة ملابس، وكانت واجهتها مليئة بصور شباب مسلحين ومنهم المصري، الذي ظهر في صورة بارزة وهو يحمل بندقية.
وقالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية “قامت قوات الأمن صباح اليوم بأعمال عسكرية داخل البلدة القديمة بمدينة نابلس لاعتقال المطلوب الأمني المدعو أحمد المصري البالغ من العمر 19 عاما والناشط في مجموعة عرين الأسود الإرهابية، وكان من مرافقي المدعو إبراهيم النابلسي الذي قُتل خلال اشتباك مع قوات الأمن”.
وقتلت القوات الإسرائيلية النابلسي (19 عاما) أحد الأسماء البارزة في مجموعة (عرين الأسود) المسلحة، في أغسطس آب الماضي في اشتباكات بعد محاصرة منزل تحصن فيه في البلدة القديمة في نابلس.
وذكرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في بيان أن المصري “ضالع بأعمال إرهابية في هذه الفترة”.
وقالت “مع وصول قوات الوحدة الشرطية الخاصة وجهاز الشاباك إلى المبنى الذي تواجد بداخله قام المطلوب بمحاولة الهرب والتحصن داخل مبنى آخر مع عدد من المدنيين حيث اقتحمت القوات المبنى واعتقلته”، مضيفة أنه تم “ضبط سلاح وذخيرة كانت بحوزته”.
وذكرت أنه في أثناء ذلك “قام بعض المشتبه فيهم بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة صوب القوات التي ردت بإطلاق نار نحو المخربين المسلحين ورصدت بعض الإصابات”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن حصيلة مواجهات اقتحام البلدة القديمة في نابلس يوم الجمعة هي 35 إصابة، من بينها اثنتان بالرصاص الحي.
وشوهد عدد من المسلحين يطلقون النار من بنادق آلية باتجاه المركبات العسكرية المصفحة التي كانت تقف في محيط البلدة القديمة، كما ألقى عدد من الشبان الحجارة صوب المركبات.
أعلنت مجموعة “عرين الأسود” المسلحة، عن تصدي مقاتليها لقوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ، صباح الجمعة، بإطلاق نار كثيف ومتواصل، وعبوات ناسفة.
وقالت المجموعة في بيان: “موتوا بغيظكم؛ نقولها للمحتل وكل من سار بركبه، وكل من هلّل وفرح وقال إن العرين قد انتهى، نقول له اليوم العرين أقوى بأضعاف مما كان”.
وأضافت: “نقول للمحتل الذي قال سندخل البلدة القديمة وننفذ اعتقالا هادئا، ها أنت اليوم تدخل البلدة القديمة بمئات من الجنود والمركبات المدرعة والطائرات المسيّرة؛ لاقتحام أطراف البلدة القديمة، وتخرج منها تلملم أذيال الخزي والعار فاشلاً فشلاً ذريعاً”.
وأوضحت أن “كل هذه القوات التي دخلت منذ الساعة الثامنة، مستخدمة كل أنواع النيران والتكنولوجيا، عندما فشلت وتحققت بها بالغ الإصابات، خرجت ببيان النصر” باعتقال طفل يبلغ من السن 16 عاماً.
وتابعت المجموعة: “نحن لا نحزن على الشهداء، ولا نحزن على الأسرى؛ لأن الشهداء لهم أجرهم عند ربهم، أما الأسرى فسننتزع حريتهم انتزاعا بإذن الله”.
وأردفت: “نقول لأبناء شعبنا، يا تاج رؤوسنا ونبض كل مقاوم، يا عزّنا وفخرنا، رأيناكم اليوم وأنتم في قمة التضحية والفداء، وكيف حاصرتم المحتل ولم يحاصركم، رأيناكم وأنتم تحاصرونهم بأجسادكم العارية حباً للمقاومة، حبكم هذا الذي لن نقابله إلا بالحب والوفاء والإحسان، لن نكون لكم إلا درعاً وسيفاً”.
وقالت إن “مجموعات عرين الأسود شكّلت حول القوة المقتحمة حزاما ناريا كثيفا ومتواصلا، وعبوات ناسفة قد سمع القاسي والداني صداها اليوم، ورأى جند العرين وهم يتصدون لأعتى قوة بالمنطقة”.
وأضافت: “ثلاث ساعات ورصاص مجاهدينا وعبواتهم الناسفة تنهال على رؤوس المحتل الذي دخل نابلس تحت الرّصاص، وخرج منها تحت الرصاص، ولا يهمنا أبداً أن تعلن عدد القتلى أو الإصابات”.
وأكملت: “لا يهمنا أبداً أين توزع قتلاك، لا يهمنا أبداً ماذا يفعل جنود اليمام في لاس فيغاس، ما يهمنا فعلاً أن تفهم جيداً أن زمن الهدوء الذي تتغنى به لن يعود، فذلك الزمان ولّى ولن يعود، فمجاهدونا اليوم أكثر قوة، ورصاصنا اليوم أكثر، كل يوم نزيد قوة وتزيدون ضعفاً”.
وختمت “عرين الأسود” بالقول: “قلناها ونقولها لكم مجدداً؛ حرّبنا معكم طويلة، وخسائركم كثيرة، وهذا أمر لم تعتادوا عليه، لن تجدوا منا هدنة، لن تجدوا منا بصيص سلم، وسنرى من سيحاصر من”.
وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بعد يوم من تأدية الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية، بعد حصولها على الثقة من الكنيست بأغلبية 63 صوتا من أصل 120.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأنها “الأكثر تطرفا”.
وشكلت مدينتا نابلس وجنين مركزا للمواجهات بين مجموعات فلسطينية مسلحة والقوات الإسرائيلية على مدار الثمانية أشهر الماضية.
وتشير إحصاءات فلسطينية إلى أن العام الجاري كان الأكثر دموية منذ العام 2015، حيث سقط 223 شهيدا في الضفة الغربية وقطاع غزة، منهم مهاجمون وأفراد مجموعات مسلحة ومدنيون، بينما تقول إسرائيل إن 23 إسرائيليا قتلوا خلال هذه الفترة، منهم أفراد في قوات الأمن ومدنيون.