بيروت – يورو نيوز: تضرر القطاع المصرفي اللبناني من الانهيار الاقتصادي التاريخي في البلاد الذي يعاني من خسائر هائلة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات والعديد من المقرضين في الدولة الصغيرة يواجهون الآن عمليات إغلاق أو اندماج محتملة.
فقدت العملة المحلية “الليرة” 90٪ من قيمتها ولم يعد باستطاعة اللبنانيين سحب مدخراتهم من البنوك بحرية منذ عام 2019. وأدت هذه العراقيل إلى خلق سلسلة من اقتحامات المصارف لسحب النقود وسط أزمة مالية خانقة. وقبل ثلاثة أشهر، قررت سالي حافظ، البالغة من العمر 28 عامًا، الانضمام إلى هذه الفئة من المواطنين لسرقة المصرف واسترداد مدخراتها بالقوة حاملة مسدسا لعبة مستعارا.
وقد أوضحت سالي آنذاك أنها احتاجت المال بشكل عاجل لدفع تكاليف العلاج لإنقاذ حياة شقيقتها التي تعاني من ورم في المخ. وبالفعل استطاعت سالي حافظ من سحب 13 ألف دولار من مدخراتها لتصبح بطلة ومثالا يحتذي به عدد من اللبنانيين، لعدم توفرهم على حلول بديلة للحصول على أموالهم الخاصة. وبعد يومين، أقدم 11 مواطن على اقتحام المصارف بالقوة.
وقالت سالي: “ما فعلته كان بمثابة عمل شجاع وبطولي. لكن بالنسبة لي ليس شيئا بطوليًا. أخذت ما يخصني فقط. في بلدنا، إذا أخذت ما يخصك، فهذا يعتبر بطوليًا”.
واليوم، قررت بنوك لبنان إغلاق أبوابها والسماح بدخول العملاء بعد أخذ مواعيد محددة.
جدل مستمر
تتساءل باسكال أبو نادر في تغريدة عما إذا كان القضاء الأوروبي سيصدر مذكرة توقيف، بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمتورطين معه.
فيما نشرت جمعية صرخة المودعين مقطع فيديو عبر صفحتها على تويتر، توثق دفاعها عن المودعين الذين تضع البنوك حاجزا بينهم وبين مدخراتهم منذ ثلاث سنوات.
وفقًا للأمم المتحدة، أدت الأزمة إلى جعل ثلاثة أرباع سكان لبنان يعيشون في حالة فقر. ويعرّف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية في البلاد بأنها واحدة من أسوأ الأزمات منذ عام 1850.