صحيفة عبرية: إلى منتقد “زعيم الترانسفير”.. ماذا لو انتصر الحاج أمين الحسيني؟

هآرتس – بقلم: يارون لندن “كل شخص لديه شبح يطارده. في محق “هآرتس” الأخر (30/7) نشر مقال كته عودة بشارات، يرتكز على صورة أخذت من “علبة زرقاء”، وهو الفيلم الوثاقي الممتاز لميخا فايتس. هذا الفيل يرتكز على السيرة الذاتية لجد والدا يوسف فايتس، “مقذ الأراضي” ورئيس “الكيرن كييمت”، الذي غطى وجه البلاد بالغابات. يقف في الصورة على قطع أرض قفراء وفي يد خارطة ويشير إلى لداخل. وقف إلى جابه شخصيان يرتديا البدلات؟

يلفت بشارات انتباهنا إلى أنه وراء ظهر صاحب البدية على يسار فايتس ظهر شخص يرتدي كوفية وعقالاً. شخصي أخرى، تقريباً مخفية تماماً، تقف واء ظهر الزعيم طويل القامة. حدس بشارات يقول له إنها امرأة. تفسير الصورة: “يوسف فايتس أثناء شراء أرض في الأربعينيات”. العنوا الفرعي في القائمة هو “أنا أنظر إل صورة يوسف فايتس، أبو الترانسفير، أسأل ما الذي كان دور في ذهنه عندما حسم مصير قرى كاملة”. جمل لها مضمون مشابه تظهر في متن المقال: “قوة عليا، على صورة إنسان استحواذي يهدم حياة مئات آلاف البشر”.

كان المقال ممتعاً بانسبة لي، لأنه يمثل خضوع الصورة ونظات العيون لوجهات النظر المبكرة. من الواضح للكاتب أن لاحاً وفلاحة من العرب يقفان خلف السياد الذين يرتدو البدلات، واضطرا لبيع أرضهما الرقيقة لليهود، أو حتى أقنان، تم طردهم م أرضهم من قبل طاغة لا ضمير له. من ها تتدحرج ذكرياته إلى قرية معلول قر الناصرة، التي طُرد منها آباؤه في 1948. الصورة التي أمام ناظريه هي ملخص غرافيكي لكارثة الفلسطينيين التي حدثت تحت غطاء شراء أراضي فلسطين من قبل اليهود. هذه نكتة مؤثرة ومتحررة من اخضوع للحقائق. لكن، أنا اليهودي من أصول صهيونية، أعجبت بالصورة بتأثير رسبات ذكرياتي.

 

في البداية، انجذبت للتاريخ الذي هو بهذا القدر أو ذاك بداية الحرب العالمية. ففي حينه، قتل جدي وجدتي الصهانة من قبل جيرانهم. فكرت بيوسف فايتس كطلائعي يشتري موئ قدم للشعب اليهودي. رأيت في الصورة أرضاً قفراء وعربً يوافقون على صفقة جيدة: أموال نقدية مقابل أرض سيئة. عرف من هم السادة لذين يرتدون البدات، الذين يقفون إلى جانبهم. كان أحدهم ممثل الأفندي، ائع الأرض.

بعد ذلك، توجهت إلى الحقائق. يتولد من مقال بشارت انطباع بأن شراء أراضي العرب وطرد الفلاحين الذين كانوا يعيشون على الرض التي اشتريت، هو أصل كارثة الفلسينيين. لذلك، يجب لإشارة إلى أن اليهود قد اشتروا حتى العام 1949 نحو 5.7 في المئة من أراضي، أض إسرائيل الغربي، التي مساحتها 28 ليون دونم. الأملاك العربية الخاصة انت حوالي 48 في الئة من مساحتها، والأراضي التي كانت ملكية الدولة امتت على 46 في المئة من أراضيها. لجنة بيل (التي تشكلت في 1936، والتي تعلمنا بأنها كانت لجنة تنك باليهود) صادقت عى ادعاء اليهود بأن معظم الأراضي الي اشتريت من قبلهم لم تكن أراضي مفلوحة. عدد قليل من الائعين الكثيرين كنوا من أبناء عائلات فلسطينية معروفة تميزت بمعارضة احركة الصهيونية. ولكنهم لم يصمدوا أام إغراء صفقة جيدة. عائلات الحسيني والعلمي، والنشايبي، اعتبرت ضمن الأسماء المعروفة. صحاب المساحات الوسع كانوا يعيشون في بيروت، وعلى رأهم أبناء عائلة سرسك، وهي عائلة عربة مسيحية غنية، حصلت على مساحات واسة في أرضي إسرائيل مقابل قروض أعطته لبلاط السلطان العثماني. بين الأعوم 1910 – 1925 باع أبنء عائلة سرسك نصف ليون دونم تقريبا في مرج بن عامر. وسب تقرير لجنة بيل، تم إخلاء 8730 شخصاً من أبناء عائلات فلاحين في أكبر صفة. وقد تم دفع تعويضات لعدد منهم رغم أن القانون ألقى مؤولية الإخلاء عل البائعين. وإذا كن الأمر هكذا، فلا يمكن أن يكون يوسف فايتس قد تسبب بصورة غير مباشرة بـ هدم حياة مئات آلاف الأشخاص”.

بالنسبة لمعلول، وهي القرية التي طر منها والدا بشارات، وجدت وثيقة قدما سليم فارة، ابن ئيس بلدية الناصر، للجنة “شو” البريطانية (1929)، كتب يها أنه في العام 1921 باع نجيب والبرت سرسك 16 ألف دونم مابل 47 ألف جنيه إسرليني. ومن بين قسئم الأراضي التي بيعت، أراضي معلول لتي بنيت عليها “هلال”. مع ذلك، لم يتم إخلاء سكان معلول في ظل هذه الصفقة، بل أثناء معار في الجليل عام 1948 ضد الجيش السوري لوزي القاوقجي. أقيم على جزء من أراضي القرية موقع عسكر، وجزء آخر تم نقل إلى “كيبوتس كفا هحورش”.

لم يكن فايس “أبو الترانسفير”. لأن فكرة تهجي مئات آلاف العرب ن الأراضي التي خصصت للدولة العبرية تراكمت في عقول آباء الصهيونية حتى بل وعد بلفور. ولا يوجد زعيم صهيوني هم، سواء من اليمين أو اليسار، من الأوائل أو الأخيرين، إلا وناقش التراسفير. وعدد كبير مهم اعتبروه أمراً ملزماً. ولكن بشكل عام فكروا بترانسفير طوعي، وإعطاء تويضات والتخطيط لمج اللاجئين في أماكن إقامتهم الجديدة.

إن نقل عدد كبير من لأشخاص من مكان إلى آخر من أجل تسوية نزاعات إقليمية عى الأرض لم يكن أماً نادراً في السنوات التي أعقبت الرب العالمية. لذلك، أفترض أن شخصاً مثل يوسف فايتس، الهيوني المتحمس، ل يتألم من التفكير بتهجير الفلسطينيين وإرسالهم إلى مان آخر. لدي شعور غامض بأن العرب لو انتصروا في العام 1948 لما كان الحاج أمن الحسيني سيتألم قبل اتخاذ قرار مشبه أو قرار أكثر خورة منه.

Exit mobile version