احتفل مركز الميزان لحقوق الإنسان في اليوم العالمي لحقوق بتنظيم حفله السنوي الذي يتوج بتكريم الفائزين/ت في مسابقة أفضل رسمة حول حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لعام 2022، بمشاركة وزارة التربية والتعليم، وبرنامج التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ولفيف من الشخصيات العامة وأهالي الطلبة/ات الفائزين. ونظم الحفل صباح الأربعاء الموافق 21/12/2022، في قاعة فندق ومطعم الديرة. يذكر أن الميزان ينظم المسابقة للعام الثاني عشر على التوالي.
وتنافست (5000) رسمة، لطلبة/ات المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، وبرنامج التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، والمدارس الخاصّة في مسابقة عام 2022. وهي مسابقة تستهدف الطلبة/ات من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني عشر من المرحلة الثانوية، وتفوز كل مرحلة دراسية بثلاث جوائز عن كل صف بمجموع (36) جائزة، ليرتفع بذلك عدد الفائزين/ات على مدار اثني عشر عاماً- هي عمر المسابقة- إلى (379) طالب/ة، حصلوا على جوائز تشجيعية مالية وعينية. وتقوم لجنة فنية متخصصة باختيار الرسمات الفائزة دون اعتبار للمنطقة أو المدرسة. وبالإضافة للأبعاد الفنية للتقييم فهناك أبعاد تتعلق بالأفكار بما يعكس نظرة المشاركات والمشاركين لحقوق الطفل، ومخاوفهم وآمالهم في ظل ما يعانيه قطاع غزة من واقع مؤلم واستمرار الحصار وتواصل الانتهاكات المنظمة والجسيمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وافتتح الأستاذ عصام يونس مدير عام مركز الميزان لحقوق الإنسان الاحتفالية مرحباً بالضيوف والشخصيات الاعتبارية والعامة، وبالفائزات والفائزين وذويهم، شاكراً وزارة التربية والتعليم وطواقمها في غزة وبرنامج التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، على تعاونهما الدائم والفعال مع المركز في إنجاح هذه الفعالية السنوية.
ولفت يونس إلى أهمية هذه المسابقة كونها تمنح الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم وإيصال رسائلهم المختلفة إلى العالم، مؤكداً أن المشاركين/ات عكسوا الواقع بما فيه من تحديات وما يعايشه أطفالنا من انتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي تظهر في الوقت نفسه تشبثهم بالأمل والحلم بأن يحيوا حياة طبيعية.
واستعرض يونس أثر الحصار المفروض على قطاع غزة وجملة الانتهاكات الإسرائيلية على حقوق الإنسان كافّة سواء في قطاع غزة أو الضفة بما فيها مدينة القدس. كما أشار إلى الانقسام السياسي وتداعياته الكارثية على أوضاع حقوق الإنسان والقضية الوطنية. وأطلق الأستاذ يونس مناشدة باسم الحاضرين لإنهاء العبث الخطير بالقضية الفلسطينية وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني وقضيته.
ونوه يونس بأهمية تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة أربع قرارات، من بينها قرار يطالب اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، اعترافاً بالأصل التاريخي لنشأة قضية فلسطين، وتأكيداً على حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير.
وأشار يونس إلى أهمية هذه الفعالية ودورها في تحفيز الطلبة والطالبات وإخراجهم ولو جزئياً من الواقع الصعب وبالغ القسوة، الذي يعانيه السكان في قطاع غزة. ولفت إلى أهمية الجائزة ولا سيما وأنها تأتي في ظل حصار متواصل منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً، وعدوان حصد أرواح الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وأصاب المئات بجراح وإعاقات دائمة ودمر منازل سكنية وطال البشر والبنية والتحتية والمرافق العامة وأوجه الخدمات الأساسية. وتوجه يونس مخاطباً الأطفال الفائزين أن يواصلوا الحلم والتشبث بالأمل الذي لا بد أن يتحقق وينتزع الفلسطيني حقه في العيش بحرية وكرامة أسوة ببني البشر حول العالم.
بدوره شكر الأستاذ نافع عساف، وكيل وزارة التربية والتعليم، الذي ألقى كلمة بالنيابة عن وزير التعليم مروان عورتاني، مركز الميزان، منوهاً إلى أهمية المسابقة كونها تٌسهم في نشر وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان بين الطلبة وهي فرصة للتطوير والتحسين لإعمال الحق في المشاركة داخل المدارس. ولفت عساف إلى تواصل انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدارس في غزة والضفة الغربية، داعياً إلى ضرورة توثيق الانتهاكات بالكلمة والصورة، وفي الختام تمنى النجاح والاستمرار للفعالية التي تنعكس إيجابياً على الأطفال وعلى العملية التعليمية.
ومن جانبه شكر السيد توماس وايت مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا مركز الميزان على جهوده في تنفيذ الفعالية، مشيراً إلى دور المركز في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، الأمر الذي ينعكس على مشاركات وأداء الطلاب والطالبات. لافتاً إلى أنّ طلبة غزة عبروا عن حقوقهم بطرق إبداعية ومبتكرة، عكست واقع حقوق الإنسان في القطاع، لكونهم والسكان جميعهم محرومون من حقوقهم، مشيراً إلى أن غزة هي المكان الأكثر تحدياً في العالم للتعرف على حقيقة أهمية حقوق الإنسان، داعياً إلى أهمية تثقيف الأطفال والشباب والشابات بحقوق الإنسان، متمنياً للطلاب والطالبات مزيداً من النجاح.
وتخلل الحفل عروض فنية، قبل أن يختتم الحفل بتقديم الجوائز التكريمية، حيث شارك في تقديم الجوائز كل من رئيس مجلس إدارة مركز الميزان الدكتور كمال الشرافي، ومدير عمليات الأونروا السيد توماس وايت، والسيد إبراهيم أبو النجا محافظ غزة، والأستاذ عبد الغني الشيخ مدير الأنشطة الطلابية والأستاذ احمد الشامي مسئول الأنشطة الثقافية في وزارة التربية والتعليم، والأستاذ فريد أبو عاذرة مدير برنامج التعليم في وكالة الغوث في قطاع غزة، إلى جانب مدير عام المركز الأستاذ عصام يونس. وبعد تكريم الفائزات والفائزين وتهنئتهم، اختتم الحفل بافتتاح معرض (موطني) الذي ضم اللوحات الستة والثلاثين التي فازت في المسابقة.