قال سفير أذربيجان لدى الولايات المتحدة، خزار إبراهيم، إن بلاده لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم ضد إيران من أراضيها، رغم تعميق العلاقات بين الجانبين وقرار البرلمان الأذري فتح سفارة في إسرائيل، وفق ما قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة “هآرتس” ونشرتها اليوم، الخميس.
وأقامت أذربيجان وإسرائيل علاقات قبل 30 عاما، وفتحت إسرائيل سفارة في باكو قبل 29 عاما، بينما قرر البرلمان الأذري، نهاية الشهر الماضي، فتح سفارة في تل أبيب. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، هذا القرار “تاريخيا”، وأن أذربيجان هي “أول دولة شيعية تعلن عن فتح سفارة في إسرائيل”.
وعقب السفير الأذري على ذلك بالقول “إننا دولة توجد فيها أغلبية شيعية مسلمة لكننا علمانيين جدا ولا أحد يهتم حقيقة بالانتماء الديني للأفراد ولم يحدث هذا أبدا”.
وتطرق إبراهيم إلى انتقادات وجهتها دول، خاصة إيران وأرمينيا، إلى العلاقات التي تتعزز بين أذربيجان وإسرائيل، وقال إنه “نسمع من دوائر دولية بشكل عام انتقادات حول علاقاتنا مع إسرائيل. ولا يمكن إخفاء هذا الأمر، فهذه حقيقة”. واعتبر أن “أحد مبادئ سياستنا هو أننا منفتحون على الجميع. وشددنا أمام الجميع على أن قرارنا هو قرار مستقل وسنستمر في علاقاتنا الإستراتيجية مع إسرائيل وسنوسعها أيضا. نقطة”.
وحول قرار فتح سفارة في تل أبيب عشية تشكيل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، قال إبراهيم إن “العلاقات إسرائيل وأذربيجان لا تتأثر من تغيير الحكومات. وهذه علاقات دولة مقابل دولة. وشهدنا تغييرات كثيرة في إسرائيل ولم تؤثر أبدا على العلاقات بيننا”.
وتقيم إسرائيل وأذربيجان علاقات أمنية واقتصادية متشعبة. وتحدثت تقارير إعلامية عن أن الموساد نقل وثائق سرقها من طهران تتعلق بالبرنامج النووي الإيران، من خلال الأراضي الأذرية. وأفاد تقرير معهد أبحاث السلام في ستوكهولم، للعام 2021، بأن السلاح الإسرائيلي شكّل 69% من مجمل الأسلحة التي استوردتها أذربيجان في السنوات 2016 – 2021. كما أن 40% من النفط الذي تستورده إسرائيل مصدره أذربيجان. وقبل شهرين، زار وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، أذربيجان.
وقال إبراهيم إنه “لا يوجد سبب يمنع اتساع العلاقات الأمنية مع إسرائيل”، معتبر أن استيراد الأسلحة هو لأغراض دفاعية، علما أن استيراد الأسلحة من إسرائيل تم في فترة الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قرة باغ. كذلك تم توثيق استخدام الجيش الأذري طائرات مسيرة انتحارية من صنع إسرائيل ضد قوات أرمينية.
ونفى إبراهيم تقارير حول احتمال استخدام إسرائيل الأراضي الأذرية من أجل شن هجوم ضد جارتها إيران، التي تفصل بينهما حدود يصل طولها إلى نحو 1000 كيلومتر. وقال إنه “لن يستخدموا الأذريين ضد دولة أخرى، أبدا أبدا. ويبدو أن هناك من يريدون إفساد علاقات أذربيجان مع صديقاتها، لكن هذا ليس الوضع في هذه الحالة”.
ونفذت إيران مناورات عسكرية عند حدودها مع أذربيجان، وقالت إنها إشارة لتخوف إيراني من تموضع إسرائيلي عند هذه الحدود. وقال إبراهيم إنه “كان هناك خطوات وتصريحات وأنشطة من جانب إيران، مؤخرا، وأعتقد أنها لا تسهم في الجيرة الحسنة بين إيران وأذربيجان. وهذه المناورات عند حدودنا لم تجر في الثلاثين سنة الأخيرة”.
وادعى السفير الأذري أن “علاقتنا وتعاوُنا الإستراتيجي مع إسرائيل لا علاقة له بدول أخرى، وبضمنها إيران. وسنستمر في تقدمنا مع إسرائيل من دون علاقة بموقف أي دولة أخرى في هذا الموضوع. ولن يكون لأي أحد فيتو أو تأثير على علاقاتنا مع إسرائيل، وهي علاقات إستراتيجية، عميقة وستستمر بالاتساع”.
وبحسب إبراهيم، فإن تعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان لا تشير إلى أن الأخيرة ستقف إلى جانب إسرائيل أثناء التصويت على قرارات في الأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى. واعتبر “أننا لا نؤمن بصفقات تُبرم خلف أبواب مغلقة. وإسرائيل تعرف موقفنا ونحن نعرف موقفها. ونحن نتشاور كأصدقاء”.