لم تتوقف الجماهير بالأراضي الفلسطينيّة التي احتشدت خلف الشاشات العملاقة بالضفة الغربية وقطاع غزة عن تشجع منتخب “أسوط الأطلسي”، المغربيّ، ممثل العرب في دور الـ16 بمونديال كأس العالم في الدوحة، طوال 120 دقيقة من شوطي مباراته، والشوطين الإضافيين أمام المنتخب الإسباني، وبقيت الجماهير الوفية والمنتمية إلى عروبتها وإسلامها تهتف بأعلى حناجرها والتصفيق والصراخ حابسة أنفاسها، أسوة بكلّ عربي من المحيط إلى الخليج، حتّى أعلن حكم المباراة فوز حراس المحيط وتأهلهم إلى مرحلة جديدة.
“القدس الرياضي” تابعت هذه الوقفة الجماهيرية المعطاءة، ورصدت أفراح الجماهير وسعادتهم بهذا الإنجاز التاريخيّ الجديد، ونقلت أحاسيسهم بكل صدق، وهم يعبرون عن فرحة غابت عنهم كثيراً.
معاني الأخوة والتلاحم
الشاب عماد العسولي الطالب في الثانوية العامّة الذي أخذ مكانه بين الحشود الكبيرة، قال: لقد كانت ساعات صعبة ونحن ننتقل من شوط إلى شوط، بل من دقيقة إلى دقيقة نعبر حدود زمن المباراة.. حقيقة هذه المباراة جسدت معاني الأخوة والتلاحم بين الشعوب العربية، وتناسيت نفس وسط المشجعين أقدم كغيري ما أملكه من دعاء خارج من القلب أن يكتب الانتصار لنا، فنحن في فلسطين مصير واحد وهدف مشترك يجمعنا.
مشاركة الجماهير مشاعرهم
أمّا الحاج أبو إياد محيسن البالغ من العمر (67 عاماً) فكان يلفت الأنظار، وهو يضع العمامة على رأسها، ويجلس على مقاعد الجماهير لما يقارب ساعتين ونصف، ذكر أنّه فضل أن يشاهد المباراة هنا في صالة سعد صايل، حيث تخصص اللجنة القطرية لإعمار غزة المباراة رغم الازدحام والتحشيد الكبير عن مشاهدتها في بيته بين عائلته ويشير بالقول: لقد أحببت أن أشهد هذا العرس العربي الكبير وأن أكون واحداً منهم وأشاركهم نفس الأحاسيس حقاً إنه فرحة كبيرة أشبه بعيد يجمعنا أمام مشهد واحد في وطننا العربي الكبير
سموا البسمة على الشفاه الحرومة
الرياضي همّام جمال أبو حصيرة، حاولت أن أستمع إلى مشاعره بهذا الفوز الجديد، حيث كان يرتدي قميص المنتخب المغربي برفقة ولديه الصغيرين، ذكر لي بالقول: لقد وصلت إلى الصالة مبكراً من الساعة الثالثة، والآمال تحذوني بأننا سنعود فرحين بفوز جديد يرسم البسمة على شفاهنا المحرومة بعد خروج ثلاثة منتخبات عربية، لقد كان كلّ لاعب في الملعب فدائي بحق، وقدم كل ما يمتلكه ليسعد الجماهير العربية المتعطشة
للفوز والانتصار، لقد ثأروا لكل منتخباتنا، حطموا أسماء منتخبات كبيرة ونجوم الميادين الخضراء بكل ثقة وإصرار، وبعث بالتحية لمن وصفه بقائد كتبة الفدائيين الحارس العملاق ياسين بونو الذي رسم الفوز بيديه.
أصوات الجماهر تتلاقى
محمد فائق عياد المعلم في مدارس الحكومة، الذي حرص على متابعة المباراة، ذكر أن المباراة مرت عليه كالوقت العصيب، لقد شعرت أن كل عربي سواء هنا في فلسطين أو في مدرجات ملاعب الدوحة أو في كل موطن من مواطننا، كانت تربطهم علائق جياشة واحدة، فمع كل محاولة مغربيّة للتسجيل والوصول إلى المرمى الإسباني كان الصوت يخترق المكان يلتقي مع أصوات الجماهير العرب معبرين عن ألمهم لضياع فرصة كانت ستقضي على آمال منافسه، ومع كل محاولة مضادة، كانوا يضعون أيديهم على وجوههم يبتهلون إلى الله أن يسلم، ويبقى المرمى المغربي خالياً من الأهداف.. ويضيف، لم يتوقف دعاؤنا أن يحفظ الله منتخبنا العربي، وأن يكتب له النصر وأن يواصل تألقه في المونديال.
نلتقي في كل فرحة وإنجاز
وفي الطريق خارج الصالات والمقاهي كانت السيارات تطلق أبواق الفرح والسعادة بالفوز، والأهالي يشاركون الفرحة من فوق أسطح منازلهم يلوحون للمارة، بينما يقف آخرون يلتقطون بكاميرات هواتفهم هذه المشاهد السعيدة، استوقفت المواطنة أم أحمد، التي خرجت مع زوجها وأولادها إلى الشوارع، وسألتها عن شعورها، فردت أنها فرحة كبيرة لا توصف، خرجنا لنشارك شعوبنا العربية هذه الأفراح لنقول أننا نلتقى في كل فرحة ونسعد لكل إنجاز.