بات في حكم المؤكّد أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ الجديد سيكون الجنرال المُتقاعِد يوآف غالانت، فمن هو؟ انتخب غالانت، للكنيست عام 2015، ضمن حزب (كولانو) بقيادة وزير الماليّة الأسبق، موشيه كحلون، إلّا أنّه انشق عنه وانضمّ لحزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء السابق والقادم بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية لعام 2019.
غالانت الذي شغل منصب وزير في حكومة نتنياهو الثانية في العام 2009 كان عضوًا في المجلس الوزاريّ الإسرائيليّ المصغّر للشؤون السياسيّة والأمنيّة (كابينت)، وهو جنرال احتياط في الجيش الإسرائيليّ، وسبق أنْ شغل منصب قائد المنطقة الجنوبيّة في جيش الاحتلال، وهو مطلوب للعدالة في عدّة دولٍ أوروبيّةٍ بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ترتقي إلى جرائم ضدّ الإنسانيّة، وبالإضافة إلى ذلك فقد شغل بين الأعوام 2020 و2021 منصب وزير التربيّة والتعليم في حكومة نتنياهو الأخيرة.
وكان غالانت، الذي شغل منصب وزير البناء الإسكان قد هدّدّ باغتيال رئيس حركة (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار في حال بدأت كتائب القسام وفصائل المقاومة تصعيدًا عسكريًا ضدّ جيش الاحتلال.
ووردت تصريحات غالانت، خلال ندوة “السبت الثقافيّ” التي أقيمت في مدينة الخضيرة الساحليّة، قائلاً إنّ “السنوار يعيش في الوقت الضائع، وما إذا تجرّأ على التصعيد فسوف نزيله من اللعبة”، على حدّ تعبيره.
وجاءت أقوال الوزير خلال تطرقه إلى الأوضاع في منطقة قطاع غزة، على ضوء التوتر الذي يسود الحدود وإطلاق الصواريخ المتقطع من قطاع غزة، والذي ترُدّ عليه إسرائيل بقصف أهداف للمقاومة في القطاع.
وقال غالانت، الذي لم يُخفِ طموحه لتولي وزارة الأمن في الحكومة المقبلة، قال إنّ: “زعيم حماس يحيى السنوار يعيش في الوقت الضائع والأخير له، وإذا تجرّأ على التصعيد ضدّنا فسيدفع الثمن غاليًا وسنزيله من هذه اللعبة ومن هذه الحياة”.
كما تطرّق غالانت إلى عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، داعيًا إلى تشديد الضربات ضدّ حركة (حماس) بغزة لوقف الصواريخ، مشيدًا بعودة الهدوء تدريجيًا مرةً أخرى إلى غزة.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، فقد صرحّ غالانت لموقع (ميدا) الإسرائيليّ إنّه إذا فقدت إسرائيل النقب، فإنّها ستفقد لاحقًا أيضًا تل أبيب والقدس، واتهم الفلسطينيين في أراضي الـ 48 بأنّهم يقومون بأعمال إجرامٍ على خلفيّةٍ قوميّةٍ، زاعمًا أنّ “أولئك الذين أرادوا رمي الشعب اليهوديّ بالبحر عن طريق استخدام العنف والحرب فشلوا في تطبيق خططهم، ولكنّ قسمًا منهم لم يتركوا أحلامهم ومبادئهم وأفكارهم، وجزءُ من “عرب إسرائيل” (!) لا يُسلّمون ولا يعترفون بدولة إسرائيل، وبالتأكيد لا يقبلون فكرة وجود سيادة واحدة على هذه الأرض، وهي السيادة الصهيونيّة فقط”، على حدّ تعبيره.
السيرة الذاتية:
– ولد غالانت في مدينة يافا عام 1958، وقد هاجر والداه من أوروبا على متن سفينة (أكسودس)، وعمل والده في الجيش الإسرائيليّ قناصًا، وحاز على شهادات تفوق عسكرية.
– حاصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة حيفا، وهو متزوج من ضابطة في سلاح البحرية، وأب لثلاثة أبناء.
– انضم غالانت عام 1976 إلى صفوف الجيش الإسرائيليّ منتسبًا للكوماندوز البحري المعروف باسم “شييطت 13″، وعمل كضابطٍ عسكريٍّ بحريٍّ.
-انتقل إلى ولاية ألاسكا الأمريكية بعد تسريحه من الخدمة العسكرية الإلزاميّة عام 1982، ليعمل حطابًا، ثم عاد إلى صفوف الجيش الإسرائيليّ بعد سنتين عام 1984 ليعمل قائدًا لسفينة عسكرية مقاتلة.
– في عام 1986 تمّت ترقية العسكريّ البحريّ غالانت، ومُنِحَ قيادة الوحدة البحريّة العسكرية، المعروفة باسم (سريّة13)، وهي وحدة عسكريّة تُحيطها هالة من العظمة والسريّة بكيان الاحتلال.
– يعتبر غالانت من أوائل العسكريين الذين قدِموا من الخدمة العسكريّة في سلاح البحريّة، إلى رأس القيادة العسكريّة البريّة، إذ أنّه عُيِّن عام 1994 قائدًا لفرقة جنين.
-بعد هذا المنصب عاد غالانت إلى سلاح البحرية مجددًا، ليمضي ثلاث سنوات من الخدمة فيها، ومن بعدها انتقل نهائيًا إلى سلاح البريّة، وتمّت ترقيته، بتعيينه قائدًا لكتيبة غزة، ليشغلها حتى عام 1999.
-شغل منصب قائد لوحدة الاحتياط في الجيش، ورئيسًا للهيئة العسكريّة البريّة.
-عام 2002، تمّ تعيين غالانت سكرتيرًا عسكريًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، أريئيل شارون، وعام 2005 شغل وظيفة قائد الجبهة الجنوبيّة، إثر تطبيقه خطّة الانسحاب أحادي الجانب عن غزة.
-ومن المهام العسكرية الأساسية التي استلم غالانت قيادتها، كانت الحرب على غزّة 2008-2009، إذ كان القائد العسكريّ المسؤول عن هذه الحرب، وقد شارك غالانت في عددٍ من الحروب والمواجهات العسكرية من أهمها: الانتفاضة الأولى 1987-1993، المواجهات في الحزام الأمنيّ جنوب لبنان 1982-2000، الانتفاضة الثانية 2000-2005 وعملية الشتاء الساخن عام 2006.
جديرٌ بالذكر أنّ غالانت هو الوزير الوحيد في حكومة نتنياهو الجديدة الذي يتمتّع بخلفيّةٍ عسكريّةٍ وأمنيّةٍ، في حين أنّ السواد الأعظم من الوزراء لم يخدموا بتاتًا في جيش الاحتلال، لدوافع مختلفةٍ، ومنهم من أحزاب اليهود المتزمتين (الحريديم)، الذين يرفضون جملةً وتفصيلاً الخدمة بالجيش ويؤكّدون أنّ الصلاة أهّم من الجيش للدفاع عن الكيان.