وبحسب موقع (روسيا اليوم)، فبالنسبة لمعظمنا، المشي هو شيء نقوم به تلقائيا. فلا يتطلب الأمر مجهودا واعيا، ولكن الكثير منا يفشل في تذكر فوائد المشي من أجل الصحة.
لكن ماذا يحدث إذا توقفنا عن السير المعتاد وبدأنا في تحدي أدمغتنا وأجسادنا بالسير للخلف؟ لا يتطلب هذا التغيير في الاتجاه مزيدا من انتباهنا فحسب، بل قد يجلب أيضا فوائد صحية إضافية.
لا يجب أن يكون النشاط البدني معقدا. سواء كنت نشطا بشكل منتظم أم لا، حتى المشي السريع لمدة عشر دقائق يوميا يمكن أن يوفر مجموعة من الفوائد الصحية ويمكن الاعتماد على الحد الأدنى الموصى به من منظمة الصحة العالمية وهو 150 دقيقة من التمارين الهوائية في الأسبوع.
ومع ذلك، فإن المشي أكثر تعقيدا مما يدركه الكثير منا. ويتطلب البقاء في وضع مستقيم التنسيق بين الأنظمة المرئية والدهليزي (الأحاسيس المرتبطة بحركات مثل الالتواء أو الدوران أو التحرك بسرعة) ونظام التحسس العميق (الوعي بمكان وجود أجسامنا في الفضاء).
وعندما نسير إلى الوراء، يستغرق الأمر وقتا أطول حتى تتمكن أدمغتنا من معالجة المتطلبات الإضافية لتنسيق هذه الأنظمة. ومع ذلك، فإن هذا المستوى المتزايد من التحدي يجلب معه فوائد صحية متزايدة.
ويمكن أن تؤدي إضافة التغييرات في الميل أو الانحدار أيضا إلى تغيير نطاق حركة المفاصل والعضلات، ما يوفر تخفيفا للألم في حالات مثل التهاب اللفافة الأخمصية – وهو أحد الأسباب الأكثر شيوعا لألم الكعب.
وتستخدم التغييرات الوضعية الناتجة عن المشي للخلف أيضا المزيد من العضلات التي تدعم العمود الفقري القطني – ما يشير إلى أن المشي للخلف يمكن أن يكون تمرينا مفيدا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة.
وتم استخدام المشي للخلف لتحديد وعلاج التوازن وسرعة المشي في المرضى الذين يعانون من حالات عصبية أو بعد السكتة الدماغية المزمنة.
لكن فوائد تغيير الاتجاه ليست علاجية فحسب – فالاهتمام بالحركة العكسية دفع الباحثين لاكتشاف العديد من الفوائد الأخرى.
وفي حين أن المشي الطبيعي يمكن أن يساعدنا في الحفاظ على وزن صحي، إلا أن المشي إلى الوراء قد يكون أكثر فعالية. ويكون إنفاق الطاقة عند المشي للخلف أعلى بنسبة 40% تقريبا من المشي بنفس السرعة للأمام.
ويزيد الجري للخلف من قوة العضلات الأساسية المشاركة في استقامة الركبة، والتي لا تنتقل فقط إلى الوقاية من الإصابات ولكن أيضا قدرتنا على توليد القوة والأداء الرياضي.
ويقلل الجري المستمر للخلف من الطاقة التي ننفقها عندما نركض إلى الأمام.
يذكر أن التقرير من إعداد جاك ماكنمارا، المحاضر في فسيولوجيا التمرين السريري بجامعة شرق لندن.