شهادة “المسار المدرسي”.. هل ستقيّم الطلبة وتفتح آفاقًا نحو الدراسة الجامعية؟

مع إعلان وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي، إطلاقها ما أسمته “المسار المدرسي” للصفوف الثلاثة “العاشر، والحادي عشر، والثاني عشر”، فإننا قد ندخل بمرحلة جديدة لتقييم الطلبة، وربما فتح آفاق لتقييمهم في المرحلة الجامعية، وتعزيز اختيارهم لتخصصاتهم.


المسار المدرسي.. أداة تعزيزة

في الوقت الذي أكدت فيه وزارة التربية والتعليم على لسان مدير عام القياس والتقويم والامتحانات بالوزارة د. محمد عواد، في حديث لـ”القدس” دوت كوم ، على أن المسار المدرسي للتعليم الثانوي، ليس بديلاً عن الثانوية العامة “التوجيهي”، لكن عواد اكد أن إطلاق المسار عبارة عن اداة لتعزيز الطلبة بمعرفة إن كانت نتيجته النهائية في امتحانات “التوجهي” تنسجم مع تقييمهم خلال آخر 3 سنوات دراسية.

ووفق عواد، فإن الحكم على الطلبة من خلال معدل “التوجيهي” فيه ظلم للطلبة، بالحكم عليهم تعليميًا أو اجتماعيًا أو وظيفيًا، والمسار يعزز الطلبة ويخرجهم من مرحلة مكتملي النمو ويرون مراحل الضعف والقوة لديهم، وليس من خلال امتحان واحد فقط، حيث سيطبق المسار المدرسي ابتداء من هذا العام على شهادة العاشر الأساسي، والسنة التي بعدها للحادي عشر، ثم بعدها الثاني عشر.

وسيتقدم الطلبة لامتحاناتهم النهائية بشكل اعتيادي، لكن الفرق أن لجنة على مستوى كل مديرية ستضع الأسئلة للامتحان في بعض المباحث الأساسية، ما يعطي مصداقية وثباتًا بشكل أكبر، وبناء على ما سيحصل الطالب في الفوف الدراسية الثلاث سيعطى شهادة المسار المدرسي للتعليم الثانوي، بحيث يصبح معه شهادتان “التوجيهي” والمسار المدرسي، وفق عواد.

ما مصير “التوجيهي”؟

المسار المدرسي الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم، لم يلغِ التوجيهي، وفق عواد، الذي يؤكد كذلك أنه وبعد الانتهاء من اكتمال تقييم شهادة المسار المدرسي، فإن قضية إبقاء “التوجيهي” أو إلغائه أمر وارد.

يقول عواد: “نحن بمرحلة تجريبية للمسار المدرسي، وربما تؤسس أمرًا يسبق مصير التوجيهي، حيث إن التوجيهي بات يحدد مصير القبول الجامعي للطلبة، والمسار المدرسي الذي تم غطلاقه قد يساعد الطالب كأداة تعزيزية داعمة للتوجيهي، وهو مسار موازٍ للتوجيهي، وبعد غنهاء الفترة التجريبية هذه ستكون مصداقية المسار على المحك”.

وأكد عواد أن الطالب لديه قدرات، والتعليم ليست أغراضه فقط أداة القياس “امتحان التوجيهي”، وهنالك مهارات اخرى ومنظومة تعليمية من الفهم والاحترام والقيم، “لذا جاء المسار المدرسي لتعزيز أهمية الصفوف السابقة للتوجيهي، بما يحقق أغراض التعليم المختلفة”.

تعزيز نحو القبول في الجامعات

في بعض الدول تطلب الشهادة المدرسية كأساس للقبول الجامعي، وخاصة أنها قد تعتبر مؤشرًا لمقارنة درجات بعض المواد مع التخصصات التي ينوي الطلبة الالتحاق فيها بالجامعة، وإطلاق المسار المدرسي قد يفتح بحسب خبراء تربويين، آفاقًا للقبول الجامعي.

ووفق د.محمد عواد، فإن القبول الجامعي يرتبط بقرارات وقوانين مجلس التعليم العالي، وقضية تعزيز ذلك الأمر من خلال المسار المدرسي، أمر متروك لمجلس التعليم العالي عبر تعديل القوانين والأنظمة، مشيرًا إلى ان الكثير من الدول تطلب شهادة آخر ثلاث سنوات من مسيرة الطالب وليس فقط معدل الثانوية العامة “التوجيهي” لوحده.

بدوره، يشدد الخبير التربوي يوسف أبو راس في حديث لـ”القدس” دوت كوم على أن إطلاق وزارة التربية والتعليم للمسار المدرسي أعادة الاعتبار للصفوف الثلاث الأخيرة، حيث سيأخذ الطلبة شهادتين “التوجيهي” و”المسار المدرسي”، وهو امر مهم خاصة مع وجود بعض الجامعات الخارجية تطلب الشهادة المدرسية.

يقول أبو راس” “إن مرحلة المسار المدرسي مهمة وربما تفتح الأفق لدى وزارة التعليم العالي أن تضع ضوابط معينة وفقها، كشيء مستقبلي للحصول على شهادة دبلوم مهني، أو أن تدخل شهادة المسار المدرسي ضمن معايير القبول الجامعي، وربما مؤشرًا للقبول بتخصص معين”.

مرحلة المسار المدرسي، وفق أبو راس، هي مرحلة يرى فيها أنها قد تسبق مرحلة تطوير او إلغاء نظام التوجيهي، وهو ما يتطلب من وزارة التربية والتعليم البناء على المسار، لكن أبو راس يؤكد على مقترح سابق له، بضرورة إعادة الاعتبار للمرحلة المدرسية بسنواتها الثلاث من خلال توزيع علامات “التوجيهي” على تلك المرحلة، بحيث يحتسب من تلك السنوات علامات محددة إضافة لعلامات “التوجيهي”، ويؤكد على أنه في حال لم تنجح خطة دمج الصفوف الثلاث بالتوجيهي، فإنه لا بد من أن يكون للمسار حضور بمعايير القبول في الجامعات.

رهبة “التوجيهي”.. هل ستنتقل للمسار؟

لا يعتقد أبو راس أن فكرة إطلاق المسار المدرسي، ستسبب للطالب مزيدًا من التوتر والرعب كما تسببه مرحلة “التوجيهي”، وأنه لا بد من إعادة الاعتبار للصفوف المدرسية الثانوية، بحيث يتم احتساب بعض العلامات في شهادة الثانوية العامة، لإيجاد قيمة حقيقية للشهادة المدرسية، لأن عدم إعطاء قيمة للمرحلة المدرسية في “التوجيهي” يساهم في إهمال الطلبة لهذه المرحلة.

وحول إمكانية انتقال التوتر لمرحلة المسار المدرسي كما يخوف كثير من الأهالي، يؤكد أبو راس أنه لا يوجد شيء سهل بالحياة، ويقول: “حتى إن كان هنالك توتر في مرحلة المسار المدرسي، فإنه سيكون أقل حدة بعكس التوجيهي، لأن امتحانات المسار موزعة على امتحانات طوال العام”.

ويتابع أبو راس، “أما امتحان (التوجيهي) فإن الضغط فيه مكثف ليوم واحد، تحدد فيه فترة الامتحان ساعتين مصير الطالب، لكن في المسار وإن كان هنالك فشل فإن الطالب يعوض الفشل بامتحانات اخرى طوال العام”.

Exit mobile version