في تطور جديد يعمق الانشقاقات داخل “الإخوان” ويزيد من الصراعات بين جبهاتها، قررت جبهة إسطنبول تعيين محمود حسين قائماً بعمل مرشد الجماعة خلفاً لإبراهيم منير الذي توفي في 4 نوفمبر الحالي.
وأعلنت الجبهة أن مجلس الشورى العام في الجماعة درس في جلسته هذا الأسبوع تطورات أوضاع “الإخوان” الداخلية ونظر في مذكرة مقدمة من اللجنة القائمة بعمل المرشد العام بشأن تفعيل العمل بالمادة الخامسة من اللائحة العامة للجماعة، وقرر تنفيذها.
“موانع قهرية”
كما أضافت أن اللائحة تنص على أنه “في حال حدوث موانع قهرية”، حسب وصفها، تحول دون مباشرة المرشد لمهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد.
كذلك أضافت أنه وحيث لا يوجد حالياً من أعضاء مكتب الإرشاد بعد اعتقال محمود عزت سوى محمود حسين، فقد قرر المجلس أن يتولى الأخير مهام القائم بأعمال المرشد العام لـ”الإخوان”.
تعميق المصيبة
في المقابل، قال القيادي الإخواني المحسوب على ما يعرف بتيار الكماليين بالجماعة (نسبة إلى القيادي السابق محمد كمال)، أشرف عبدالغفار، إن مجموعة محمود حسين استغلت التطورات الجديدة ووفاة إبراهيم منير لاستكمال السيطرة على العزبة واستمرار السبوبة”، في إشارة إلى مقدرات الجماعة واستثماراتها الخاضعة لسيطرتهم.
وأضاف عبد الغفار تعليقًا على قرار جبهة إسطنبول، عبر منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”: “الآن من يحب الجماعة ويعرف أهدافها ومراميها التي رسمها وخطها حسن البنا فعليه أن ينفض يديه من كل هذه الأطراف، التي ثبت طيلة 8 سنوات أنهم لا يسعون إلى إخراج الجماعة من كبوتها لكن لتوسيع الشرخ وتعميق المصيبة”.
مجلس باطل
من جانبه أكد القيادي بالجماعة المحسوب على جبهة لندن عبد الله المصري، بطلان القرار الذي أعلنته جبهة اسطنبول، قائلًا إن “مجلس شورى باطل ولا قيمة لبيعة محمود حسين، هو ومن حوله شقوا صف الجماعة وقدّموا صورة سيئة عن الإخوان وقادهم في ذلك حب الدنيا سلطة ومالًا”، مضيفًا: “نحن هنا في الداخل لا نعترف بمحمود حسين، ولا نقبله، ولا نعده من الإخوان مطلقًا”.
التمسك بقيادة الجماعة
يذكر أن جبهة لندن كانت قررت، بعد ساعات قليلة من إعلان نبأ وفاة إبراهيم منير، تعيين محيي الدين الزايط خلفاً له، ولحين الإعلان عمن يقوم بعمل القائم بأعمال المرشد.
وأعلنت الجبهة، التي يقيم غالبية أعضائها في العاصمة البريطانية لندن، عن تمسكها بقيادة الجماعة وإعادة بناء مؤسساتها، مشيرة في بيان صحافي إلى أن هذه المؤسسات منعقدة فور إعلان خبر وفاة إبراهيم منير لترتيب الأمور ولحين الإعلان عن نائب المرشد العام والقائم بعمله خلفاً له.
كما أردفت أن إبراهيم منير كان قد كلف سابقاً محيي الدين الزايط، وهو نائب لرئيس الهيئة التي تقوم بمهام مكتب الإرشاد، بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية، متعهدة في بيانها بأنه سيحافظ على الجماعة ودورها.
هدوء مؤقت
يشار إلى أن الصراع بين جبهتي إسطنبول ولندن داخل الجماعة كان شهد هدوءاً مؤقتاً في الفترة الأخيرة، بعد أن زعم كل منهما وصول رسالة دعم وتأييد له من جانب مرشد الجماعة المتواجد في السجون المصرية، محمد بديع.
وكان الانشقاق بدأ رسمياً في ديسمبر 2021 مع إعلان جبهة إسطنبول إعفاء إبراهيم منير من مهام القائم بعمل المرشد العام للجماعة، وتكليف مصطفى طلبة بالقيام بمهامه.
فيما ظهر مؤخراً تيار ثالث يصارع على قيادة الجماعة ينتمي لـ”جبهة الكماليين” نسبة لمحمد كمال، القيادي الإخواني الذي قتل في اشتباكات مع قوات الأمن عام 2016، وكان يتولى قيادة اللجان المسلحة للإخوان.