استهجنت صحيفة إسرائيلية، السلوك “الوقح” الذي تنتهجه “تل أبيب” داخل أروقة الأمم المتحدة، مؤكدة أن “وقاحة إسرائيل سجلت رقما قياسيا جديدا”.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية في مقال للكاتبة الإسرائيلية نوعا لنداو: “وقاحة إسرائيل في الأمم المتحدة بقيادة سفيرها جلعاد أردان، سجلت في نهاية هذا الأسبوع رقما قياسيا جديدا”.
وفي رده على تبني مشروع القرار الفلسطيني أول من أمس للطلب من محكمة العدل الدولية البت في “هل احتلال المناطق ما زال مؤقتا أم إنه تحول إلى ضم فعلي؟”، علما بأنه قرار يمكن أن يؤدي إلى توصية بفرض عقوبات.. “انفجر” سفير الاحتلال في الأمم المتحدة وقال: “الفلسطينيون هم الذين يعيقون العملية السياسية الخيالية التي تريدها إسرائيل، هذا لغز سياسي حقيقي؛ كيف يمكن إعاقة شيء غير موجود؟”.
وأضاف أردان: “إسرائيل تفضل الحوار بين الطرفين، على تدخل أحادي الجانب للمحكمة في العملية السلمية”، لكن أي عملية؟ “وكل دولة أيدت هذا القرار، قامت بقتل فرصة المصالحة”، ما هذه المفارقة في اختيار التعابير؟، مضيفا أن “المصادقة على الطلب، ستعطي للفلسطينيين المبرر الكامل لمواصلة مقاطعة طاولة المفاوضات”، أين هذه الطاولة؟
وأكد أن “السلام لا يمكن تحقيقه بدون مفاوضات بين الطرفين مع تقديم تنازلات متبادلة”، بحسب ما نقلته “هآرتس” التي نوهت إلى أن الرئيس التركي انتقل بعد ذلك إلى “التهديد” وقال: “خطوات أحادية الجانب للفلسطينيين سيتم الرد عليها بخطوات أحادية الجانب”.
ونبه أردان إلى أن “مقارنة التوجه إلى المحكمة باستخدام سلاح الدمار الشامل، ليس أقل من ذلك، أما المدهش، أنه لم يسم ذلك “إرهابا قضائيا”.
وذكرت الصحيفة أن “السفير الإسرائيلي، نسي أنه يمثل الحكومة الحالية التي قامت على أساس خطوط أساسية بحسبها لن يتم إجراء في فترتها أي عملية سياسية، وبالتأكيد لن تكون هناك تنازلات”.
وأضافت: “في عهده كعضو كنيست ووزير، قام أردان برعاية أجندة صقورية وخطاب قومي متطرف، ضمن أمور أخرى، أيد بشكل صريح ضم المناطق، وهو بالضبط القرار الذي يريد منعه الآن في “لاهاي”، وفي عهده كوزير للأمن الداخلي، دفع قدما بتآكل الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وقاد ملاحقة نشطاء حركة المقاطعة “BDS”، وكمم أفواههم في البلاد وفي العالم”.
ونبهت “هآرتس”، إلى أن “أردان روج أن مقاطعة المستوطنات حكمها مثل فرض المقاطعة على إسرائيل نفسها، وأن المستوطنات وإسرائيل هما كيان قانوني واحد، وإذا كان لدى المحكمة الدولية قطرة من الخجل فإنه سيستخدم كل ذلك كدليل لصالح الطلب الفلسطيني حول ضم فعلي لإسرائيل، وأردان سيشهد على ذلك”.
ونوهت إلى أن “إسرائيل لسنوات أملت أن يترك الجانب الفلسطيني النضال، ولكن عندما يتبنون مسارات غير عنيفة مثل التوجه للمؤسسات الدولية أو تشجيع المقاطعة، يتبين أن هذا أيضا ممنوع”، موضحة أن “الدعاية الإسرائيلية منشغلة في تصنيف كل نوع من النشاطات المؤيدة للفلسطينيين بأنها لاسامية، وفي نفس الوقت تحولت المفاوضات مع الفلسطينيين إلى فكرة مرفوضة في أوساط الجمهور الإسرائيلي، وتقسيم وإضعاف القيادة الفلسطينية تحول إلى خطة عمل”.
ولفتت “هآرتس” إلى أن “إسرائيل تنشغل منذ سنوات بالجانب التصريحي والمكشوف وبتعميق الاحتلال وتثبيته إلى الأبد والضم الفعلي للمستوطنات ومناطق “ج”، عمليا، ليس لديها أي سبب للتنكر لطلب الفلسطينيين الاعتراف بذلك رسميا وارتداء قناع الدولة التي تريد إجراء مفاوضات، وبالعكس، هذه فرصتها في “لاهاي” لتبرير الضم، بالتأكيد مع الحكومة الحالية التي هي على الباب”.