بقلم: حمادة فراعنة
لكل حدث سياسي إيجابيات وعليه سلبيات، معه من يؤيده، وله من يقف ضده، هذا شأن انتخابات برلمان المستعمرة الإسرائيلية، وتداعياتها.
دققوا ما كتبه الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي تعليقاً على ما حققه حزب الصهيونية الدينية حليف نتنياهو في ائتلاف المعارضة، وفي ائتلاف الحكومة المقبلة نتيجة انتخابات الكنيست يوم 1/11/2022:
“جنديان من بين كل عشرة جنود صوتا لصالح إيتمار بن غفير، اثنان من بين عشرة جنود كهانيان، اثنان من بين عشرة جنود يؤيدان الترانسفير (للفلسطينيين) والضم (للمستوطنات) والموت للعرب، اثنان من بين كل عشرة جنود يعتقدان أنهما ينتميان إلى شعب أرقى وأعلى، وأنه لا يوجد للفلسطينيين أي حق هنا (في فلسطين)، يعتقدان أنه مسموح للجنود فعل كل شيء، مسموح لهم دائماً إطلاق النار من أجل القتل، وأن العرب لا يفهمون إلا لغة القوة والإهانة، وأنهم ليسوا من بني البشر”.
هذا ما كتبه جدعون ليفي في هآرتس، فرد عليه الصحفي الأميركي توماس فريدمان يوم 6/11/2022 –وهو يهودي أيضاً- رد عليه بمقالة نشرتها هآرتس حملت عنوان “إسرائيل التي عرفناها لم تعد موجودة”، ويتحدث عن حكومة نتنياهو المقبلة بقوله:
“سنرى إئتلاف اليمين المتطرف جداً، حلف جامح من زعماء الجمهور الديني والسياسي المتطرف قومياً، ومن بينهم بعض المتطرفين اليهود العنصريين الذين يكرهون العرب، والحديث يدور عن شخصيات مثل إيتمار بن غفير، سبق وتمت إدانته عام 2007 بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية يهودية، وقد حذر السناتور الأميركي من الحزب الديمقراطي بوب مننديز، رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، حذر من نتنياهو إذا شكل حكومة تضم متطرفين من اليمين فهذا يمكن أن “يعمل على تآكل بشكل جدي الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من الحزبين في واشنطن”، وخلص إلى ما سمعه من صديقه الصحفي ناحوم بريناع قوله: “الآن توجد لنا إسرائيل مختلفة كلياً”.
هذه بدايات بادر لها جدعون ليفي الإسرائيلي وتوماس فريدمان الأميركي، والقائمة ستتسع لتشمل أشخاصاً آخرين حينما تتضح حقيقة المشهد، كما قال جدعون ليفي: “ميزة نجاح بن غفير في الانتخابات هي جعل الحقيقة تطفو على السطح”.
ما هي النتيجة؟؟ هل ستواجه المستعمرة إنقلاباً لدى أصدقائها أو حلفائها الأميركيين والأوروبيين وحتى بعض العرب؟؟.
لن يحصل ذلك، ولكنها خطوات ومواقف تدريجية تراكمية تعمل على تعرية مشروع المستعمرة الإسرائيلية برمته، وتنكشف حقيقتها كمستعمرة أُقيمت ظُلماً على أرض فلسطين وغدراً بشعبها وحقوقه، وهنا تكمن الحلقة الأخرى من الصراع والمظاهر والنتائج، حيث ينكشف تدريجياً مشروع المستعمرة واحتلالها وعنصريتها، ولكن كيف يتم استثمار ذلك فلسطينياً وتوظيفه عربياً ودولياً باتجاه تعزيز احترام المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ودعمه والتعاطف الجدي مع شعبه، بالإنحياز لحقوقه ونضاله وتطلعاته، فكيف يكون رد الفعل الفلسطيني القادم؟؟.