حذر قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية تشارلز ريتشارد، من سرعة تطوير الصين لأسلحتها النووية، والتي اعتبرها “مشكلة على المدى القريب”، لافتاً إلى أن الحرب في أوكرانيا “ليست أكبر صراع ستشهده الولايات المتحدة التي يجب أن تكون مستعدة لصراع أكبر لم تشهد مثله من قبل”.
واعتبر ريتشارد الذي يترأس قيادة تشرف على برنامج الأسلحة النووية الأميركي، في محاضرة في الندوة السنوية لـرابطة الغواصات البحرية أن تطوير برنامج الأسلحة النووية الصيني “مشكلة على المدى القريب”، لكنه قال: “مع استمرار هذه المنحنيات، لن يهم مدى جودة خطة التشغيل الخاصة بنا أو مدى جودة قادتنا أو قواتنا، فلن يكون لدينا ما يكفي من ذلك. وهذه مشكلة على المدى القريب جداً”.
ولفت إلى أنه “وبينما أعمل على تقييم مستوى ردعنا ضد الصين، فإن السفينة تغرق ببطء لكنها تغرق لأنهم (الصينيون) يوفرون قدرة في الميدان بشكل أسرع مما نحن عليه”.
وذكر ريتشارد أن “خصوم الولايات المتحدة مثل الصين، يخطون خطوات كبيرة في مجال الابتكار العسكري ما يشكل تهديداً لواشنطن”، معتبراً أن “القدرات الأميركية تحت سطح البحر الميزة الوحيدة التي ما زلنا نتفوق بها على خصومنا”.
ويبرز هذ التصريح مخاوف مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” الراصدين لمستوى الحشد العسكري للصين التي تعمل أيضاً على تطوير الأسلحة النووية لسنوات، بحسب شبكة “سي إن إن” التي اعتبرت أن تعليقات ريتشارد تصور الوضع على أنه “أكثر سوءاً مما صرح به مسؤولون آخرون علناً”.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن “المنافسين مثل الصين يتفوقون على الولايات المتحدة بطريقة دراماتيكية”، داعياً بلاده إلى “تصعيد” مستوى “لعبة الردع وإلا فستنهار”، مضيفاً: “علينا إجراء بعض التغييرات الجوهرية وفي طريقة الدفاع”.
وذكر أن الجيش الأميركي “مثقل بالروتين وبطء الرد، ومعرض أيضاً لخطر التفوق عليه من قبل خصومه”، حاثاً على استعادة “الحيوية والروح التي كانت سائدة في فترتي الخمسينيات والستينيات” من القرن الم
أزمة أوكرانيا “مجرد إحماء”
واعتبر أن أزمة الروسية الأوكرانية الحالية “مجرد عملية إحماء”، وقال: “القادم أكبر، وستُختبر قدراتنا بطرق لم تختبر منذ فترة بعيدة”.
وسبق أن وصفت إدارة بايدن، الصين، باستمرار بأنها المنافس العالمي الرئيسي للولايات المتحدة، وحذرت من تطوير البلاد لبرنامجها العسكري والنووي في سلسلة من الوثائق السياسية التي تشرح الاستراتيجية الدفاعية والعسكرية للولايات المتحدة التي صدرت في نهاية أكتوبر.
وقال مسؤول دفاعي كبير عن الاستراتيجية إن الصين تشكل “تحدي السرعة” للولايات المتحدة لأنها “المنافس الوحيد الذي لديه النية والقدرة المتزايدة على تحدي الولايات المتحدة بشكل منهجي في جميع المجالات، عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً ودبلوماسياً”.
تمتلك الصين قرابة بـ350 رأساً نووياً، بحسب تقرير “مراجعة الموقف النووي” الأميركي، الذي رجح اعتزام الصين امتلاك ما لا يقل عن ألف رأس حربي قابل للتسليم بحلول نهاية العقد.
استراتيجية أميركية
وفي تقرير محدث عن الوضع النووي للولايات المتحدة صدر بالتوازي مع استراتيجية الدفاع الوطني، في أكتوبر الماضي، أكد “البنتاجون” أن ترسانة الصين النووية آخذة في النمو، لكنه يلفت إلى أن ترسانة روسيا أكثر اتساعاً حالياً.
وجاء في وثيقة الاستراتيجية أن بكين تسعى “لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ والنظام الدولي لتناسب مصالحها وخياراتها التسلطيّة”، مضيفة أنها “تمثل التحدي الأساسي والأكثر منهجية للأمن القومي للولايات المتحدة”.
وبالتزامن مع إطلاق التقرير، سلط وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الضوء على التحديات المختلفة التي تطرحها الصين، وقال إن بكين “هي المنافس الوحيد الذي له رغبة في إعادة تشكيل النظام الدولي، والقدرة على القيام بذلك بشكل متزايد”.
وسبق أن حذر قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية من تطور الصين النووي في عام 2021، واصفاً برنامجها بأنه “اختراق استراتيجي”، وقال: “نشهد اختراقاً استراتيجياً للصين. إن النمو الهائل والتحديث لقواتها النووية والتقليدية لا يمكن إلا أن يكون ما أصفه بأنه مذهل، وبصراحة، قد لا تكون كلمة مذهل كافية”.