قالد خالد العسيلي، وزير الاقتصاد، إنه في ظل ما تتعرض له مدينة القدس من هجمات إسرائيلية ومحاولة لتهويدها وطمس معالمها، تحاول فلسطين تقديم مقترحات لدعم المدينة، واختارت هذه المرة أن يكون مقترحا شعبيًا أكثر منه حكوميًا.
وأضاف في تصريحات للوكالة الروسية “سبوتنيك”، أن “الإسرائيليين واليهود حول العالم يدفعون مليارات الدولارات من أجل استكمال تهويد القدس، وفي نفس الوقت هناك نقص شديد في كل الخدمات المقدمة بالمدينة، ما دفع للتفكير في خطوة إضافة أصغر عملة نقدية وطنية في الدول العربية والإسلامية على الفاتورة الشهرية للهاتف الثابت والمحمول”.
وتابع: “كل فاتورة تيليفون في كافة الدول العربية والإسلامية يتم إضافة أصغر وحدة للعملة المحلية في هذا البلد، من أجل دعم القدس وصمود المرابطين الفلسطينيين، والمساهمة في إيجاد مصادر تمويل للحفاظ على المدينة وهويتها، ولضمان استمرار المحافظة على الأماكن الدينية من مساجد وكنائس، لا سيما المسجد الأقصى، والذي يتعرض لهجمات قوية من قبل المستوطنين المتطرفين”.
وأوضح الوزير الفلسطيني أن هذه الطريقة لا ترهق المواطنين العرب والمسلمين، حيث يضاف مبلغ مالي ضئيل جدًا على كل فاتورة، ويحول للبنك الإسلامي في جدة، الذي يقوم بدوره بإدارة هذه الأموال داخل مدينة القدس، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستشعر كل المواطنين العرب بأنهم ساهموا في دعم المدينة المقدسة والحفاظ على عروبيتها وإسلاميتها.
وعن إمكانية قبول القادة العرب للمقترح الفلسطيني، غدًا خلال أعمال القمة، قال العسيلي إنه بالتأكيد سيدعم القادة العرب هذا المقترح لدعم القدس، حيث مر من قبل بعدة قراءات سواء على مستوى كبار الفنيين أو كبار المسؤولين، كما تم تمريره في الاجتماع الوزاري بالقاهرة في الجامعة العربية، وكذلك في الاجتماعات التمهيدية بالجزائر قبل رفعه للقمة غدًا.
وفيما يتعلق بالمبالغ التي يمكن تحصيلها من هذه الخطوة، لم يتمكن الوزير الفلسطيني من تحديد سقف لها، حيث أكد أنها لن تكون إلزامية وأن بعض الدول ستلتزم بالقرار وبعضها الآخر لن ينفذها، آملا في استجابة جميع الدول العربية والإسلامية للمبادرة، والتي من شأنها أن تقدم دعمًا معنويًا وماليًا لأهالي القدس وفلسطين بشكل عام.
والسبت الماضي، وافق مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الاقتصاد والمال التحضيري للقمة العربية في الجزائر، على إضافة أصغر عملة نقدية وطنية في الدول العربية والإسلامية على الفاتورة الشهرية للهاتف الثابت والمحمول لمشتركي الخدمة، لمساعدة وتعزيز صمود القدس، تمهيدا لاعتمادها من القمة العربية، المقرر عقدها غدا في الجزائر، وفقا لوكالة “عمون” الأردنية.
وجدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي دعوته إلى الدول العربية بدعم الاقتصاد الفلسطيني. وصادق المجلس في ختام اجتماعه على 24 بندا، سيتم رفعها إلى القمة العربية، تم المصادقة عليها بالإجماع تضمنت عدة توصيات حول ملفات اقتصادية واجتماعية.