كشف وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، أن “اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، ناقش كافة البنود المتعلقة بالقضية الفلسطينية المدرجة على مشروع جدول أعمالها.”
وأضاف المالكي في مؤتمر صحفي عقده، مساء الأحد، عقب اختتام أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري في الجزائر، “نحن سعداء بما تم في الجزائر من جلسات ونقاشات موسعة لتحقيق المصالحة الفلسطينية”.
وأشار المالكي إلى أن الجزائر تمثل موقف متقدم في دعم القضية الفلسطينية، وهي الشريك التاريخي لفلسطين، فعلى أرضها تم إعلان دولة فلسطين عام 1988، ومنذ وصولنا نسمع من الأشقاء بالجزائر ابتداء من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، والحكومة، بأن هذه القمة هي “قمة فلسطين” بامتياز؛ وبالفعل نحن متأكدين ذلك.
ولفت إلى أن نظيره رمطان لعمامرة، أكد له أن الجزائر ستضع كافة امكانياتها لصالح دولة فلسطين من أجل تمرير كافة القرارات التي تقدمت بها دولة فلسطين.
وقال المالكي إن مشاريع القرارات التي تم تقديمها لمناقشتها على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، ومن ثم وزراء الخارجية، هي مشاريع قرارات شاملة تغطي كافة مناحي القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، مشيرا إلى أن من أهم القرارات هو تنفيذ وتفعيل مبادرة السلام العربية التي أعلن عنها عام 2002 بعد 20 عاما على إعلانها، منوها إلى أن هذه المبادرة في غاية الأهمية ولابد أن تعطى الاستحقاق المطلوب لها، لكن للأسف لم تحظى بمثل هذا الاهتمام من قبل الجانب الإسرائيلي، رغم أنها الأساس الصحيح والسليم لأي عملية سياسية وأي توافق لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط؛ وتؤكد المبادرة أن الوصول إلى سلام ما بين الدول العربية والكيان الإسرائيلي يأتي فقط بعد انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة؛ وبعد ذلك بالإمكان تطبيع العلاقات ما بين هذه الدول وإسرائيل.
وأضاف المالكي هناك مشاريع قرارات أخرى هامة ستناقش في القمة، كدعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، إضافة إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، والعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام، والعمل على وقف الإنتهاكات الإسرائيلية ومواجهة جميع تلك الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على توفير الحماية الدولية لشعبنا، والوضع المالي لموازنة دولة فلسطين.
وأشار إلى أنه يتم العمل على الحصول على الدعم والاسناد والموافقة على كافة مشاريع القرارات التي يتم طرحها من قبل الجانب الفلسطيني، وهذا ما حصلنا عليه.
وقال المالكي، إن هذا العام هو أكثر الأعوام دموية في فلسطين وما تقوم به دولة الاحتلال جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، منوها إلى أن إسرائيل خلال يومين ستتوجه للانتخابات العامة الخامسة خلال 4 أعوام وهذه الأجواء الانتخابية يوجد بها تنافس بين الأحزاب في مدى حقدهم وكراهيتهم ورغبتهم بالقتل لأكبر عدد من الفلسطينين، والاستيلاء على أكبر عدد من الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، وهذا التنافس على حساب الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن تلك الانتخابات، وهناك مجتمع دولي يدير ظهره عن تلك الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا، عدا عن الكيل بمكيالين وتجاهل كامل لحقوق الإنسان وتجاهل لكافة التقارير الأممية الصادرة التي تؤكد أن هناك خروقات تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وأن إسرائيل شكلت وأسست نظام فصل عنصري “أبارتهايد”، ما يستدعي للوقوف ضد ما يحدث واتخاذ خطوات حقيقية لمحاسبة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، لكن للأسف الشديد المجتمع الدولي يتجاهل كل ذلك على مدار 54 عاما.
وتابع المالكي: “تواصلنا مع الحكومة والأحزاب والبرلمان في بريطانيا، ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات حقوق الإنسان والجالية المسلمة هناك، للعمل على صد خطوة نقل سفارة المملكة المتحدة إلى القدس، ونحتاج إلى تعاون الدول العربية مع فلسطين ومع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع ذلك”، مشيرا إلى أن انعقاد قمة الجزائر سيصادف الثاني من نوفمبر وهو الذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم الذي أسس لإقامة دولة إسرائيل وحول الشعب الفلسطيني إلى شعب لاجئ منذ ذلك الحين، ولابد أن يأخذ مداه في المناقشة وإدانة بريطانيا ومعها الولايات المتحدة الأميركية التي ساهمت في تمرير ذلك الوعد عام 1917.
وأكد المالكي أن الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 يعيش ظروف استثنائية ويعيش تحت الاحتلال عسكريا واقتصاديا وثقافيا، والمجتمع الإسرائيلي تحول إلى مجتمع فاشي ومتطرف، فإسرائيل تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأكبر دليل الجرائم التي ترتكب يوميا، وهذا ما وصلت إليه محكمة الجنايات الدولية عندما أرادت أن تفتح تحقيقا رسميا في الحالة التي قدمناها لها من دولة فلسطين وبأنها وصلت إلى قناعة بأن إسرائيل ترتكب جرائم ترتقي لجرائم حرب وضد الإنسانية.
وبين أن ما يحدث في إسرائيل مقارنة بأعوام سابقة ازدياد بالجرائم وحالات القتل ضد الفلسطينيين، حيث يوجد 180 شهيدا حتى اللحظة، وهناك حصار على نابلس دخل أسبوعه الثالث، وهناك حصار على جنين وكافة المدن والقرى والمخيمات في الأرض الفلسطينية المحتلة، وكلك في الخليل، فعندما تريد إسرائيل أن تحتفل في أعيادها تغلق جميع الأرض الفلسطينية المحتلة أمام حركة الشعب الفلسطيني، وتفرض الحصار وتمنع المواطنين من حرية التنقل.
وشدد على أننا سنستمر في إعلاء صوتنا بالأمم المتحدة، وإرسال رسائل دورية للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشكل مستمر؛ حول الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني والجرائم التي تُرتكب بحقه، وهناك اجتماعات دورية تتم لمجلس الأمن وآخره منذ يومين بشأن تنفيذ قرار 2334 المتعلق بالاستيطان.