سلط تقرير عبري الضوء على التحديات الرئيسية التي تواجه بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة الإسرائيلية وحزب “الليكود”، ويائير لابيد زعيم حزب “هناك مستقبل”، من أجل الوصول لمنصب رئيس الوزراء في إسرائيل بعد انتخابات الكنيست المقررة مطلع الشهر المقبل.
وقال التقرير الذي أعدته القناة 12 العبرية يوم الأربعاء، إن “أبرز تلك التحديات يتمثل في الخلافات الداخلية بين أحزاب الكتل السياسية، ونسبة التصويت في المجتمع العربي”.
وأكد التقرير أنه يتعين على كتلة الائتلاف الحالية التي يقودها لابيد أن تضمن تمرير بعض أحزابها نسبة الحسم، ورفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، إضافة إلى التأكد من موقف زعيم “المعسكر الرسمي” بيني غانتس.
وأوضح التقرير أن “كتلة نتنياهو في وضع أفضل من كتلة لابيد، وأنها بحاجة بشكل أساسي إلى وقف الخلافات الداخلية وتشجيع الناخبين للتصويت لصالحها”.
تحديات نتنياهو
ووفق التقرير العبري فإن “كتلة نتنياهو قامت بتحضير نفسها لانتخابات الكنيست على النحو الأمثل، وأن أحزابها وقعت اتفاقيات فائض الأصوات، علاوة على أن لكل حزب جمهورا مستهدفا مختلفا عن الحزب الآخر”.
وأوضح التقرير أن كتلة اليمين عملت بشكل جيد على الرغم من بعض الحوادث المتعلقة برفض نتنياهو التقاط صورة إلى جانب عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير، والتسجيلات المسربة لزعيم “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش التي هاجم فيها نتنياهو.
واستدرك التقرير أنه “بالرغم من ذلك إلا أن نتنياهو قلق من صعود بن غفير في استطلاعات الرأي، وهو ذات الأمر الذي يثير مخاوف الأرثوذكس المتشددين في كتلة نتنياهو”، لافتاً إلى أن تعزيز قوة بن غفير وحزب الصهيونية الدينية له تأثير سلبي على “الليكود”.
أما التحدي الثاني بالنسبة لحزب نتنياهو، وفق التقرير، فيتمثل في ناخبيه الذين يرفضون المشاركة في الانتخابات المقبلة، خاصة وأن مشاركتهم في التصويت هذه المرة مهمة جداً، مبيناً أن حزب “يهوديت هتوراه” يشعر أيضاً بالقلق بسبب تراجع حظوظه في الحصول على 7 مقاعد بالكنيست المقبل.
وأشار إلى تحد ثالث يتمثل في وزيرة الداخلية أييليت شاكيد، التي تتزعم قائمة “البيت اليهودي”، وذلك بالرغم من توقف الليكود عن دعوتها للتنحي، قائلاً: “تنحي شاكيد وانسحابها من الانتخابات المقبلة لن يغير خريطة كتلة اليمين”.
وبحسب التقرير، فإن “الليكود أدرك أن انسحاب شاكيد يمكن أن يؤدي إلى غياب جزء كبير من ناخبيها عن الانتخابات المقبلة، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي إلى انخفاض نسبة الحسم في الكنيست بعدة مئات من الأصوات، الأمر الذي سينقذ بعض الأحزاب العربية”.
تحديات لابيد
ووفق التقرير العبري، فإن “لابيد يواجه من أجل البقاء في مكتب رئيس الوزراء تحديات أكثر تعقيداً من تلك التي يواجهها نتنياهو”، لافتاً إلى أن هناك 3 شروط مطلوبة من لابيد من أجل حفاظه على منصبه الحالي.
وأكد أن “الشرط الأول يتمثل في منع نتنياهو من الحصول على 61 مقعداً في الكنيست المقبل، والثاني يتمثل في الاقتراب بدرجة كبيرة من عدد المقاعد التي سيحصل عليها الليكود”.
وتابع: “أما الشرط الثالث فيتمثل في تقليص حجم معسكر الدولة بقيادة بيني غانتس قدر الإمكان، بحيث لا يكون غانتس هو البديل عن نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة”.
وأشار التقرير إلى أن “لابيد يجب أن يكون أكبر من غانتس قدر الإمكان وأصغر قليلاً من نتنياهو”، مضيفاً: “ضمن هذه المعادلة هناك ثلاثة أحزاب في كتلة لابيد تقع في المنطقة الخطرة هي العمل وميرتس وإسرائيل بيتنا”.
ولفت إلى أن “حزبا واحدا من الأحزاب الثلاثة يمكن ألا يتجاوز نسبة الحسم، الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة”، مشدداً على أن المتغير الأكثر دراماتيكية بالنسبة للابيد هو التصويت في المجتمع العربي.
وشدد التقرير العبري على أنه “إذا تمسك لابيد برفضه الجلوس مع القائمة المشتركة التي شكلها أحمد الطيبي وأيمن عودة، فإنه لن يتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي جديد على الإطلاق”، مشيرا إلى أن زيارة لابيد لمدينة الناصرة العربية، التي أجراها أمس الثلاثاء، تأتي في إطار محاولات مدروسة لإثبات الوجود وإعطاء الصوت العربي على الأقل إحساساً بأنه موجود في اللعبة السياسية بإسرائيل.