تساءلت صحفية “رأي اليوم” اللندنية، في تقرير نشرته يوم الأاحد، أنه لمن وجّه رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني انتقاده في تغريدته اللافتة على تويتر الجمعة الماضية عندما قال “مع اعتراضي على حرب روسيا على أوكرانيا، فمن الملاحظ ان اعلامنا مشغول بادق تفاصيل حرب أوكرانيا وكانه ينبغي لكل عربي ان يعرف اسم كل قرية هناك أو يستمع لما يقوله اصغر مسؤول في الناتو أو أي مساعد للرئيس زيلنسكي”.
وقالت:” الرجل الذي كان يشغل منصبا مهما في بلاده في ادق المراحل التي مرت بها المنطقة العربية وما رافقها من فوضى وانقسام، حيث انخرط هو شخصيا في اتون تلك الحقبة وكان احد صناع القرار فيها ومهندسيها وقد يتحمل هو بنفسه جزء من هذا الفشل والفوضى والانقسام في الحالة العربية وما تبعها من انهيار المنظومة العربية أدت الى نتائج كارثية مازال العالم العربي يحاول لملمة اثارها حتى اليوم”.
وتابعت:” تصريحات بن جاسم وتغريداته لها وقعها الخاص على الرأي العام وعلى النخب السياسية ووسائل الإعلام، وبكل تأكيد الرجل يتمتع بفرادة استثنائية بين كل المسؤولين العرب الذين لعبوا أدوارا أو قاموا بمهمات مفصلية وقد ألقى خلال السنوات القليلة الماضية اكثر من قنبلة في الفضاء العام، ما كان لغيره ان يجرؤ عليها فهو من كشف عن جزء من خفايا اللعبة الدولية في سورية رغم انه كان شريكا اصيلا فيها ممثلا لبلاده حين قال ما معناه اخذنا قيادة مشروع اسقاط النظام من الولايات المتحدة ونسقنا كل شيء معها، واعطينا القيادة لاحقا للسعودية “وتهاوشنا على الصيدة ولكنها افلتت”.
وأضافت:” وعندما كشف في تصريحات أخرى عن حجم المليارات التي طلبها الأمير “بندر بن سلطان” لإسقاط النظام، وعن الخطة العسكرية التي لمح انها ساذجة لبندر لدخول دمشق وعندما أشار لحلفاء قطر في المعارضة السورية بان اغلبهم تجار وفاسدين”.
واستطردت:” ولم تقتصر تصريحات بن جاسم عن كشف جزء من الصندوق الأسود للحرب السورية، انما تحدث عن الاخوان المسلمين حلفاء قطر وادائهم الفاشل في مصر وعن الصحفيين الذين كانوا يتلقون المال من قطر مقابل خدمات والذين اصبح بعضهم مسؤولين في دولهم لاحقا حسب قوله.
كثيرة هي تصريحات بن جاسم النارية والصاخبة والتي في كل مرة تُحدث جدلا واسعا وردود أفعال.
وأكملت:” قد يبدو بن جاسم متأثرا بالمسؤولين في الغرب عندما يتركوا مناصبهم ويشرعون بكشف ادوارهم وخبايا السياسية واسرار المراحل بعد سنوات من مضيها كنوع من مراجعات تاريخية”.
وكتبت:” ويرى البعض أننا في العالم العربي غير معتادين على هذا النموذج ما يجعل كلام بن جاسم في كل مرة صادما ومؤثرا ولكن كلام الشيخ حمد يتعلق عادة بأزمات واحداث ما زالت تداعياتها قائمة واغلب اللاعبين المعنيين ما زالوا داخل اللعبة، وهو ما يجعل لكلامه وقع ويجلب ردود فعل وتعليقات واحيانا بيانات.
وقالت:” في المقابل يعتقد البعض الآخر أن كل قنبلة القها بن جاسم في الفضاء العام كان لها توظيفها السياسي الذي يخدم سياسية بلاده وعن بعد ويفسر هذا الراي على سبيل المثال كلام حمد عن التنسيق مع أمريكا في كل شيء حدث في سورية وعن قيادة السعودية لاحقا، بانه فرملة الدول الخليجية ومصر اثناء مرحلة القطيعة والعداء وحصار قطر من ان تقوم هذه الدول بتجريم قطر وتحمليها مسؤولية كل ما جرى وفتح باب للحديث عن دعم الجماعات المتطرفة والإرهاب في المنطقة، وهي تهمة روجتها تلك الدول في وسائل اعلامها ولدى الدوائر الغربية، ثم ما لبثت ان حيدتها لاحقا ولعل الشيخ حمد أراد ان يقول اننا كلنا شركاء وبعلم وتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأضافت:” وحتى كلامه عن تجربة الإخوان المسلمين الفاشلة في مصر، كانت تسبق عودة العلاقات المصرية القطرية بعد الخلاف حول حكم الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
وتساءلت:” فماذا كان يقصد بن جاسم من خلال توجيه انتقاد للإعلام العربي للتغطية التفصيلية في حرب أوكرانيا ونقل تصريحات أصغر مستشار لزيلنسكي؟ هل كان يقصد قناة “الجزيرة”؟ وهي القناة العربية ربما الوحيدة التي تغطي تفصيلا الحرب في أوكرانيا ويحظى الخبر الأوكراني على أولوية على شاشتها باستمرار؟ ولماذا ينتقد بن جاسم وسيلة إعلامية تابعة لبلاده؟ أم أن التغريدة تصب في المجال السياسي لناحية الموقف العربي من الحرب في أوكرانيا؟ أم أنه انتقاد عابر لرجل سياسي ومتابع للإعلام، لكنه صاحب تغريدات وتصريحات مثيرة للجدل ما يُثير الانتباه ويُطلق التفسيرات.