كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تفاصيل أول هجوم إلكتروني نفذه الجيش الإسرائيلي على يد الوحدة “8200” المتخصصة في التجسس، واصفه إياه بأنه أول عملية اختراق من نوعها في العالم.
وأوضحت الصحيفة أنه في تسعينيات القرن الماضي كان الضابط “ب” البالغ من العمر 20 عاماً ينتمي إلى الوحدة 8200، وكان الجيش الإسرائيلي آنذاك “لا يزال غارقاً في الوحل اللبناني”، وكانت المحادثات حول برنامج نووي إيراني في مراحله الأولى، وكانت هناك هجمات وصفتها الصحيفة بـ”الانتحارية” في منطقة الضفة الغربية والتي كانت إشارة إلى قرب اندلاع الانتفاضة.
وقالت إنه في معسكر “جليلوت” التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كانوا يتعاملون مع لغز استخباراتي مُعقد بهدف اختراق معقل أحد أعداء إسرائيل آنذاك واليوم أيضاً، وكان استخراج أي معلومة أو عنصر استخباراتي ثقيل لدى العدو لا يُقدر بثمن، وخصوصاً دون أن يكتشفه العدو وبدون رصاصة واحدة.
وانكبت أفضل العقول في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” على محاولة الحصول على تلك المعلومات التي تم وصفها بـ”صندوق من الذهب والماس” من مخبأ مُحصن بعيد عن الحدود. وبدأت آنذاك تظهر اقتراحات مثل إرسال وحدات من النخبة الإسرائيلية في عملية خطيرة.
وتقول الصحيفة إن ذلك العقد شهد انفجار الشبكة العنكبوتية واستمرت المراقبة السيبرانية على أمل أن يسقط شيء ما في الشباك ويجلب للجيش الإسرائيلي ما يطمع إليه، وهو ما كان واحداً من أهم 5 أهداف لشعبة “أمان” آنذاك.
كان للضابط “ب” وأربعة من زملائه في الوحدة خطط جريئة وغير مسبوقة، وكان لديهم مبادرة أثارت الضحك بين بعض الزملاء ووصفها البعض بـ”الجنونية” لجلب شيء لدى العدو يحتاجه الجيش الإسرائيلي.
ولكن الضابط “ب” البالغ الآن من العمر 44 عاماً ولا يزال يخدم في الوحدة نفسها ولكن برتبة أعلى كأحد كبار الضباط، استطاع أن يصل بخطته إلى درجة شبيهة بزرع جاسوس لدى العدو، وبمجرد اتخاذ أي قرار سيتم معرفته. ووصفت “يديعوت أحرونوت” تلك العملية الإلكترونية الهجومية للجيش الإسرائيلي بأنها واحدة من أولى العمليات في العالم، كما انتهت بجائزة الدفاع الإسرائيلي “لتطوير نظام لديه حل تكنولوجي مبتكر لمشكلة تشغيلية ذات أهمية غير عادية”.
ولم تكشف الصحيفة العبرية، هوية العدو نفسه أو تفاصيل دقيقة للعملية بناء على طلب الجيش الإسرائيلي، ولكن الأمر يتعلق بعملية تسليح متقدمة بترسانة صواريخ وخصوصاً بمصفوفات شبكية مُبتكرة، حيث استطاعوا استعادة مجموعة متنوعة من المعلومات الاستخباراتية من العدو والتي من شأنها أن تساعد الجيش الإسرائيلي على ضربه بشدة.
ولمدة عامين كاملين، بنى “ب” مع أصدقائه نفس النظام المحوسب الذي يمتكله العدو، واستطاعوا إدارة برامج قتالية لم تكن معروفة على الإطلاق في ذلك الوقت، وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الخوف كان من كشف نشاطهم السري حيث يدرك العدو فجأة أن شيئاً ما يتحرك أو يتغير.
مع مرور الأشهر، نما فريق “ب” إلى مجموعة من 15 شاباً وصفتهم الصحيفة بـ”العباقرة”، كانوا مشغولين طوال الوقت في محاولة فهم النمط الذي يعمل به العدو أو “الخطأ البسيط في كمبيوتر العدو”.
وفقاً للصحيفة، في تلك الأيام، لم تكن هناك عمليات هجومية في العوالم الإلكترونية لتعطيل الأنظمة أو تدمير البنى التحتية العسكرية باستخدام لوحة مفاتيح وخوارزميات متطورة وعقول حادة، مشيرة إلى أن هذه العمليات بدأت بعد حوالي عقد من العملية التي سُميت بـ”عملية 102″، وتعتبر الوحدة 8200 -على حد وصف الصحيفة- رائدة عالميًا في هذا المجال.