أبلغتني صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إيقاف تعاملها معي كمصور صحفي حر باتصالٍ هاتفي سريع، بعد سنواتٍ من التغطية تحت النار في قطاع غزة”، بهذه الكلمات تحدث المصور الصحفي حسام سالم، عن بداية اتصال الصحيفة به التي قلبت حياته رأسًا على عقب.
وبعد سنواتٍ من التغطية الصحفية، لصالح صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أُبلغت حسام بإيقاف التعامل معه، لم يحمل الاتصال تفاصيل كثيرة، لكن وفق ما فَهمَهُ فيما بعد، فقد اتُخذ القرار بناءً على تقريرٍ أعدَّهُ محررٌ هولندي -حصل على الجنسية الإسرائيلية قبل عامين- لصالح موقع (هونست ريبورتنغ)، الذي صرّح لاحقًا بأنه نجح في طرد 3 صحفيين يعملون مع صحيفة “نيويورك تايمز” في غزة، واصفًا إياهم -وهو من ضمنهم- بـ”معادي السامية”.
الصحفي الهولندي- الإسرائيلي، تناول في تقريره منشورات، كان قد كتبتها عبر صفحته الشخصية عبر “فيسبوك”، كونه فلسطيني، يدعم فيها صمود ومقاومة شعبه، والترحم على الشهداء مما فيهم ابن عمه (الإرهاب الفلسطيني حسب وصفه).
وبدأ حسام العمل في الصحيفة مع انطلاق مسيرات العودة مطلع عام 2018م، على الحدود مع غزة، وعمل مع فريقها على تحقيقٍ -لصالحها- هناك حول مقتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار، كما كنتُ خلال أيام عدوان مايو من عام 2021م مصورًا للصحيفة.
والمدهش في الأمر، أن “هونست ريبورتنغ” لم تكتفِ بقطع رزق الصحفي حسام مع الصحيفة، بل إنها تواصل تحريضها لمعظم الجهات الأجنبية التي عمِل -ويعمل معها- بهدف إلحاق ضررٍ أكبر به.
وانحازت صحيفة “نيويورك تايمز” بشكلٍ سافر، حينما قررت التجاوب مع ما أوردته “هونست ريبورتنغ” في تقريرها، وأعلنت اتخاذها الإجراءات المناسبة بحقه بعد يومين فقط من تاريخ نشر التقرير (24 آب/ أغسطس 2022م)، لينشر الموقع العبر انتصاره بخبر توقيف حسام عن العمل وزميله كذلك.
ويشعر الصحفي حسام سالم بأن هذه البداية فقط، وأن حبل التشويه لصورة الصحفي الفلسطيني العامل مع الإعلام الدولي على الجرّار، وذلك لهدفٍ واحد: “منع وصول الصورة الحقيقية لما يتعرض له الفلسطينيين في فلسطين من انتهاكات لحقوقهم الإنسانية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي برًا وجوًا وبحرًا”.