بعد عملية شعفاط.. هل تتصاعد العمليات بالضفة رغم التشديدات الأمنية الإسرائيلية المفروضة؟

وصف محللون وخبراء سياسيون، تواصل وتيرة العمليات في الضفة الغربية والتي كان آخرها عملية شعفاط مساء أمس، والتي أدت إلى مقتل مجنّدة إسرائيلية وإصابة آخريْن أحدهما بحالة حرجة، رغم رفع الاحتلال كافة درجات الجهوزية داخل قواته بالتزامن مع الأعياد اليهودية، بأنها ردٌّ طبيعي على جرائم الإعدامات والاعتقالات اليومية في الضفة الغربية. لافتين إلى أن هناك إرادة فلسطينية لدى الشباب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وابتداع الطرق والآليات المختلفة للقيام بالعمليات سواء بإطلاق النار أو غيرها.

بدوره، يرى المحلل السياسي نهاد أبو غوش، أن “المقاومة الفلسطينية هي معادلة العلاقة بين الشعب الخاضع للاحتلال والاحتلال، وما يحدث هو رد طبيعي، وأن غير الطبيعي هو تسكين هذه الأمور ببعض المهدئات أو المسكنات أو إنعاش الأوهام”.

وقال أبو غوش: “الآن هناك ظرف استثنائي، وهي الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال سواء بعمليات الإعدام الميداني أو بعمليات الاعتقالات الجماعية أو اقتحامات المسجد الأقصى، فهذه كلها أسباب تستفز الشعب الفلسطيني وتستنفر ردود فعل مختلفة من ضمنها هذه العمليات التي نتوقع أن نشهد المزيد منها في ظل استمرار الاعتداءات والهجمات واستباحة كل شيء فلسطيني”

وتابع في حديث : أن “شروط ردود الفعل هذه بسيطة، وجود حافز ووجود أشخاص لديها القرار، فالمسألة ليست معقدة، فالشباب موجودين والسلاح موجود وعناصر الاستفزاز موجودة بل تتفاقم وتزداد ثم إن طبيعة هذه العمليات ليست من النوع التي يمكن توقعه أو اتخاذ أي إجراءات مسبقة للحيلولة دون وقوعه”.

 

 

وأكمل:”هذه عمليات بسيطة جدًا وبأبسط أشكال المقاومة وبالتالي ليست بحاجة إلى تجهيزات أو بنى تنظيمية أو أسلحة معقدة ويكفي إرادة مثل هذه العملية عند أي شاب لكي ينفذها”.

وفيما يخص الانتخابات الإسرائيلية وعلاقتها بتزايد الاعتداءات الإسرائيلية، قال أبو غوش “أعتقد بأن الانتخابات هي ظرف ثانوي، الجوهري في الموضوع أن هناك خطة شاملة لدى الحكومة الإسرائيلية لإخضاع الشعب الفلسطيني ودفعه للاستسلام، وما هو متفق عليه بين كل الأطراف الإسرائيلية هي أنهم يريدون أن يفرضوا حلاً نهائيًا لقوة النار والحديد والسلاح وليس من خلال المفاوضات”.

 

 

وتابع المحلل السياسي أن: “الانتخابات هي موسم للمزايدات المتبادلة، فبالتالي لبيد وغانتس يريدون أن يثبتوا أنهم جديرون لقيادة الدولة ولكن في نهاية المطاف نفس السياسة التي كانت في عهد نتنياهو لم تتغير كثيرًا وهي استباحة كل ما هو فلسطيني سواء في قطاع غزة أو القدس أو مختلف مدن الضفة كل شيء مستباح بالنسبة لهم وهذه مسألة سياسة في الجوهر وليست مسألة أمنية على الإطلاق”.

من جانبه، قال المحلل السياسي، جهاد حـرب، إن ما يحدث من الشباب في الضفة من عمليات يدل على أن “هناك إرادة فلسطينية لدى الشباب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهم يبتدعون الطرق والآليات للقيام بعمليات، سواء بإطلاق نار أو غيرها، وهذا جاء ردٌ على حالة الإحباط الفلسطيني وغياب الأمل لإنهاء الاحتلال بالطرق السلمي، لافتًا إلى أن “هناك توجّه لدى فئات من الشبان الفلسطينيين للقيام بعمليات مسلحة ردًا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعلى وجوده في الضفة الغربية ومدينة القدس”.

وتابع أن “تأثير تلك العمليات على الانتخابات القادمة محدود، خاصة أنه لا يوجد قتلى إسرائيليين بالمعنى الكبير، وأن العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بالمدن الفلسطينيين تُسفر عن قتل فلسطينيين، وحتى الآن ما زال عدد قتلى الجنود ضئيل مقارنة بالاقتحامات التي قام جيش الاحتلال وبعدد الشهداء الفلسطينيين، بالتالي حتى الآن المجتمع الإسرائيلي لا ينظُر لهذه العمليات بأنها خسائر للمجتمع مقارنة بالجانب الفلسطيني”.

واستبعد حرب أن “تتجه إسرائيل لعملية واسعة سواء في جنين أو نابلس لعدة أسباب منها عدم الانخراط في مثل هكذا عملية حيث أنها ستكون لديها خسائر أو لدى جيش الاحتلال خسائر مادية أو بشرية في حال تواجد داخل مناطق تحوي كثافة سكانية في المخيمات والمدن، ثانيًا أن مثل هذه العمليات سيكون لها مردود عكسي على المجتمع الدولي وبالتالي ضغوطات دولية على عدم القيام بذلك وبالتالي قد لا تكون مناسبة في الوقت الحالي قُبيل الانتخابات الإسرائيلية خوفًا من ردود الفعل الداخلية الإسرائيلية التي تُطالب بمزيد من العنف ضد الفلسطينيين”.

Exit mobile version