مددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، اعتقال أربعة فلسطينيين، بزعم ضلوعهم في عملية إطلاق النار التي نفذت الليلة الماضية، عند حاجز مخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة حارس أمن بجروح خطيرة، ومجندة أخرى بجروح وصفت بالطفيفة.
وجاء في بيان صدر عن شرطة الاحتلال أن محكمة الصلح في القدس قررت تمديد اعتقال المعتقلين الأربعة لمدة ثمانية أيام تنتهي في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وذكرت أن تحقيقات النيابة العامة الإسرائيلية وجهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك) في ملابسات العملية لا تزال مستمرة.
وفي حين تواصل قوات كبيرة من شرطة وجيش الاحتلال مطاردة شاب فلسطيني تقول إنه نفذ العملية مساء السبت، شمالي القدس المحتلة، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تحقيقًا ميدانيًا أوليًا خلال جولة أجراها عصر اليوم، في منطقة حاجز شعفاط.
وقال كوخافي “نشاطكم اليومي يضاف إلى نشاطات الجيش في خط التماس وعلى الطرقات وفي منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) خلال عملية ‘كاسر الأمواج‘ في الأشهر الأخيرة. إلى جانب كل ذلك علينا استنتاج العبر من هذا الحادث لمنع تكراره، وعلينا تطبيق ذلك بشكل معمق”.
وبحسب شرطة الاحتلال، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية أطلقت عملية موسعة في إطار محاولة العثور على المنفذ، وعززت من قواتها في المنطقة بما يشمل وحدات من الشرطة و”حرس الحدود” بالإضافة إلى عناصر من الشاباك وجيش الاحتلال وبمشاركة مروحية تابعة للشرطة ووحدات خاصة.
ونسبت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الشاب عدي التميمي (22 عاما) من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، تنفيذ عملية إطلاق النار الليلة الماضية، وأوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “ليس لدى التميمي خلفية أمنية إذ لم يكن معروفا من قبل لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية”.
وأضافت أن الأمن الإسرائيلي اعتقل والدي التميمي ويتم التحقيق معهما بينما سلم شقيقه قاسم نفسه طواعية، وكذلك فعل سائق السيارة التي أقلته إلى موقع العملية. كما اعتقل الاحتلال ثلاثة شبان في العشرينات من العمر، قال إنه يشتبه بضلوعهم في العملية وهم من سكان بيت حنينا ومخيم شعفاط وعناتا (شمال القدس).
وبحسب مزاعم الاحتلال، فإن التميمي “استقل المركبة مع الشبان الأربعة، وعندما وصلوا إلى الحاجز ترجل هو من السيارة وأطلق سبع رصاصات” على القوات التي تواجدت في المكان. ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فر ركاب السيارة باتجاه عناتا بعد ثوان من بدء إطلاق النار، فيما فر التميمي سيرا على الأقدام باتجاه مخيم شعفاط للاجئين.
في الأثناء، تواصل قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، ووحدات “حرس الحدود” مع وحدات شرطية خاصة وقوات من جهاز الأمن العام (الشاباك) وجيش الاحتلال، مطاردة التميمي، مع إجراء عمليات تمشيط واسعة النطاق في مخيم شعفاط.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية، إغلاق مداخل بلدة عناتا وضاحية السلام ومخيم شعفاط، شمال شرق مدينة القدس المحتلة. واقتحمت قوات الاحتلال المخيم وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الأهالي، بحسب ما أفادت مصادر محلية، مساء اليوم، الأحد.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية السلام في البلدة، وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وحاصرت مسجدها وأجرت تفتيشات في المنطقة، فيما اعتلى قناصة الاحتلال أسطح عدد من المنازل، قبل أن تستولي على تسجيلات كاميرات مراقبة لعدد من المحال التجارية.
كما اقتحمت قوات كبيرة من جيش بلدة عناتا، وداهمت منازل المواطنين واعتقلت عددا منهم، بينهم رجل وزوجته وابنه من عائلة التميمي؛ وأعادت قوات الاحتلال إغلاق حاجز عناتا وحررت مخالفات لمركبات المواطنين المحتجزة هناك، كما اقتحمت حي “رأس العامود” في سلوان، جنوب المسجد الأقصى
وأصيب العشرات من الأهالي في مخيم شعفاط، الليلة الماضية، بحالات اختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال المخيم، واستهدافها منازل المواطنين بالغاز المسيل للدموع بكثافة. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في المخيم، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت صوب الشبان.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على مدينة القدس، وكثفت من انتشارها في شوارع المدينة وأحيائها، ونصبت حواجز على مدخل بلدة عناتا، وأغلقت مخيم شعفاط، بذريعة مقتل مجندة بعد تعرضها لإطلاق نار على حاجز شعفاط العسكري.