أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، في خطاب ألقاه خلال مهرجان “قتالنا ماضٍ حتى القدس” الذي نظمته الجهاد في ذكرى انطلاقتها الـ35 اليوم الخميس، أكد أن حركة الجهاد ستبقى ضمير الشعب الفلسطيني والأمة كلها.
وقال القائد النخالة أمام الحشود التي اجتمعت في ساحات المقاومة الخمس:” نذكرهم بوعينا وإصرارنا ورصاصنا، أننا لن نتخلى عن حقنا في فلسطين، وفي القدس، وسنقاتل العدو على كل شيء، كما يقاتلنا على كل شيء”.
وذكر القائد النخالة أن، قرار حركة الجهاد بالقتال الدائم، ومشاغلة العدو، هو رؤية وموقف، وواجب وجوب الصلاة، وأنه لن نغادر مواقعنا، طالما بقي الاحتلال الصهيوني على أرضنا، مؤكدًا على أن القدس كانت وستبقى محور الصراع مع العدو الصهيوني، وسنقاتل دفاعًا عن أرضنا، وعن مسجدنا وكنائسنا، مضيفًا ” هذا الأمر دونه أرواحنا، حتى لو استمر قتالنا ألف عام”.
وعبر القائد النخالة، عن اعتزاز الجهاد الإسلامي بشعبنا ومقاومتنا، وبتحالفاتها مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله، والشعب اليمني، وسوريا، وكل من يقف معنا في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا على وحدة قوى المقاومة الفلسطينية، ووحدة برنامجها المقاوم، ووحدة الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة.
وتابع:” نعتبر أن معركة وحدة الساحات التي خاضتها حركتنا، كانت ضرورية، وتعبيرًا عن عدم خضوعنا للعدو، في ممارسة اعتداءاته وقتما يشاء وكيفما يشاء”.
كما وأكد القائد النخالة، على أهمية دور المرأة الفلسطينية في المجتمع، ومشاركتها في المقاومة، كأم، وزوجة، ومربية أجيال، وكمقاتلة إن اقتضت الحاجة لذلك، وحضورها في المسجد الأقصى مرابطة نموذج على ذلك، وهذا هو دأب أخواتنا المعتقلات اللواتي يقدمن المثل الأعلى، في الصمود والصبر، لكل نساء فلسطين وفتياتها، مشددًا على، أن أسرى الشعب الفلسطيني هم جزء أصيل من المقاومة، وهم امتداد حقيقي لها، وعلينا جميعًا العمل على تحريرهم، بكل الوسائل.
وأشار القائد النخالة، إلى أن حركة الجهاد تحتفل بذكرى انطلاقتها الخامسة والثلاثين، تحت شعار “قتالنا ماضٍ حتى القدس”؛ التزامًا بمبادئها التي انطلقت من أجلها، وترفع أسماء شهدائها وأسراها، وشهداء الشعب الفلسطيني وأسراهُ، رايات عالية؛ تأكيدًا منها على دور الشهداء والأسرى في مسيرة شعبنا نحو القدس.
وأكمل:” هؤلاء الشهداء الذين كتبوا وصاياهم بالدم، وارتقت أرواحهم في سبيل ما آمنوا به، فكانت القدس قبلتهم، وعاشوا وقاتلوا من أجل أن يروا فلسطين محررة من البحر إلى النهر؛ لذلك قتلوا واستشهدوا في مواجهة العدو بلا تردد، وبلا خوف، وتصدّروا صفوف القتال الأولى”.
وأردف بالقول:” لا ننسى في هذا السياق، أبناء شعبنا الشهداء الذين قتلوا في بيوتهم، ومزارعهم، ومدارسهم، وفي الطرقات، ولن ننسى الذين يقتلون كل يوم من شعبنا، على امتداد وطننا، وفي الشتات، كل هؤلاء ضحايا كيان العدو الصهيوني الذي قام على القتل، وما زال مستمرًّا”.
وواصل القائد النخالة خطابه خلال المهرجان الذي تقيمه الجهاد في ساحات المقاومة الخمس قائلًا :” وأدعو الله أن يرفع درجاتهم جميعًا، ودرجات الشهداء القادة الذين تتزامن ذكرى انطلاقة حركتنا مع ذكرى استشهادهم: القائد الكبير الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، مؤسس حركتنا وأيقونتها، والقائد الكبير المجاهد الدكتور رمضان، والشهيد محمود طوالبة أيقونة مخيم جنين، والشهيدة هنادي جرادات، والشهيد محمود الخواجة أيقونة شهداء غزة”.
وأردف القائد النخالة تعداد الشهداء وذكر القادة الشهداء: مصباح الصوري، ومحمد الجمل، وسامي الشيخ خليل، وزهدي قريقع، وأحمد حلس، الذين كان لعملية هروبهم من سجن غزة، وعملياتهم، واستشهادهم، الدور الأهم في تفجير الانتفاضة الأولى عام 1987، كما هو الحال في عملية الهروب المعجزة من سجن جلبوع، ودورها البارز في ثورة الضفة الغربية اليوم.
كما ذكر القائد النخالة في خطابه القادة الشهداء: بهاء أبو العطا، وخالد منصور، وتيسير الجعبري، وإخوانهم أبطال معركة “وحدة الساحات”، موجهًا التحية لشهداء كتيبة جنين: عبد الله الحصري، ومؤسسها الشهيد جميل العموري، وكتيبة نابلس، وشهيدها البطل إبراهيم النابلسي. وكتيبة طولكرم، وقائدها سيف أبو لبدة، وكتيبة طوباس، وكل المجموعات والكتائب المقاتلة من أبناء شعبنا، وعلى رأسهم الشهيد ضياء حمارشة.
ووجه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي التحية للشهيدين، رعد وعبد الرحمن حازم من أبطال كتيبة جنين، ووالدهم القائد الكبير فتحي حازم الذي أصبح علمًا بارزًا من أعلام شعبنا ومقاومته، وملهمًا لكل المقاومين.
وأكمل:” وهنا أتوجه بالتحية إلى المجاهدين القادة الشهداء: الشيخ أحمد ياسين، وأبو علي مصطفى، وأبو عمار واحمد جبريل”.
كما وجه القائد النخالة، التحية والتقدير لإخواننا الأسرى جميعهم، وعلى رأسهم أبطال “نفق الحرية” الذين شكلوا رافعة كبرى للمقاومة، فأُسست كتيبة جنين، وكتائب المقاومة في الضفة الباسلة؛ تيمنًا بهم، وبفعلهم المعجز. وأصبحت جنين، بهم وبشهدائها ومقاتليها، قلبنا الذي لا يتوقف عن الحياة.
وقال القائد النخالة، إن رسالة الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها، هي رسالة الوحدة، وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته مع قوى المقاومة جميعها، في مواجهة العدو الصهيوني، وهجمته على المسجد الأقصى؛ بهدف تهويده، وإكمال سيطرته على القدس والضفة الغربية، بالاستيطان الذي لم يتوقف على مدار الوقت.
وأضاف:” نحن نقيم هذه المهرجانات، في الساحات والدول المتواجد فيها شعبنا الفلسطيني، في نفس الوقت، لنحقق وحدة شعبنا، ولنكون أقرب إلى إخواننا الذين يساندوننا، ويقفون معنا، في مواجهة العدو الصهيوني”.
وأكد القائد النخالة، على أنه من أوجب الواجبات اليوم هو تعزيز وحدتنا الفلسطينية، على قاعدة مقاومة الاحتلال، وتعزيز وحدتنا، وتكاملنا مع إخواننا الذين يشبهوننا، والذين يحملون همومنا، وهموم شعبنا، وقضيتنا العادلة التي هي قضيتهم.
وذكر القائد النخالة أن من مصلحتنا ومصلحة أمتنا أن نعزز محور المقاومة، قولاً وعملاً، في مواجه العدو، فالعدو له تحالفه الذي يرعاه ويحتضنه ويدعمه، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يتحالف معها، ويلتزم سياستها.
وشدد على أنه وفي سبيل مواجهة ذلك، علينا أن نبذل أقصى ما نستطيع لقيام أوسع تحالف، فلسطينيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا وعالميًّا، ممن يؤمنون بعدالة قضيتنا، وبحقنا في فلسطين، ولديهم الاستعداد لدعمنا ومناصرتنا، كما شدد، على ضرورة وحدة القوى الوطنية والإسلامية، ليس على أرض فلسطين فحسب، بل على امتداد عالمنا العربي والإسلامي والدولي
وتابع :” إن العدو وحلفاءه يسعون بكل ما يستطيعون ليحاصرونا، ويقطعوا روابطنا مع من يساندنا، وحتى أنهم يلاحقون كل من يتعاطف معنا، حتى ولو على المستوى الإنساني؛ ليستفرد العدو بشعبنا ومقاومته”.
وأكمل القول :” وللأسف، فإنه بدعم ورعاية أمريكية كاملة يحقق إنجازات كبرى في هذا المجال؛ فالقدس تهوّد، والاستيطان يكمل سيطرته على الضفة الغربية، وفي مقابل ذلك، يزداد الانفتاح على العدو أكثر فأكثر، ويزداد عدد الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات مع العدو، ومنهم من ينتظر، إضافة إلى ذلك، فمحاولات العدو التي لم تتوقف؛ لإخراج قطاع غزة من معادلة الصراع على الحق الفلسطيني، بالحصار، والترهيب، والترغيب”.
وأردف ” ونحن من واجبنا، ألا نجعل غزة محايدة عندما يستهدف المسجد الأقصى، ويتم تهويد القدس والضفة الغربية، فهذا ما سعت إليه “إسرائيل” عبر اتفاق أوسلو الذي عارضناه، وحاربناه على مدار الوقت”.
وأشار القائد النخالة إلى، أن العدو يريد أن تكون غزة دولة الشعب الفلسطيني، ويسعى لتحقيق ذلك، ولسان حاله يقول: هذه حصتكم من فلسطين. وعمل ويعمل من أجل السيطرة الكاملة، بالاستيطان، على الضفة الغربية والقدس… وغير ذلك فلكم القتل، والجوع، والحصار.
وأضاف ” أمام هذا المشهد، كيف نصيغ خياراتنا؟ وكيف نواجه مخططات العدو؟ وكيف نعزز وحدة شعبنا ومقاومته، ووحدة أهدافه، ونحافظ عليها، ولا نتنازل عنها؟ فلم يعد لدينا ترف الوقت”.
وقال:” لقد سمعنا من الأخ أبو مازن كلامًا، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مضمونه ونتائجه أن العدو لا يريد سلامًا، ولا يريد أن يعطينا شيئًا في الضفة الغربية، هذا ما يقوله صاحب مشروع السلام مع العدو، فماذا تقول المقاومة؟”.
وأضاف” العدو يريدنا أن نيأس، ويريد أن يجردنا من إرادتنا، بالقتل والتدمير، ونحن نريد حريتنا، ونريد وطننا، هذا هو التحدي القائم يوميًّا أمامنا”.
وتابع :” عندما بدأنا كنا نفرًا قليلاً، واليوم برغم كل التحديات، والعقبات، والشهداء والأسرى، نملأ الأفق، ونملأ الساحات، ونقدم نموذجًا للتحدي. وهكذا هو شعبنا العظيم، انطلق من الخيمة، ووصل إلى ما وصل إليه الشعب الفلسطيني، ومقاومته مصدر فخر وإلهام على كل المستويات، ولن يتنازل عن حقه التاريخي في فلسطين، لا ييأس، ولا ينكسر، ويفرض كل يوم وقائع جديدة. فلنشحذ الهمم… نعم، الطريق طويل، والدرب صعب، ولكننا سنصل. فالوطن على مرمى شهيد… وبدون التضحيات والشهداء سنتلاشى على قارعة الحسرة، وعلى قارعة الأمنيات”.
وخاطب القائد النخالة الشعب الفلسطيني قائلًا:” يا شعبنا العظيم، إنه طريق الأمل فلنتقدم، ولا ننظر إلى الخلف، فلسطين تستحق، والقدس تنتظرنا، فلا تتركوها للأعداء، سيأتي يوم يفرح فيه شعبنا بنصر الله، فهذا وعد الله لنا، بدخول المسجد الأقصى منتصرين”.
وواصل:” لا نخاف ولا نرتجف، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، يوم كان المؤمنون برسالته يخافون أن يتخطّفهم الناس، وهو يحثهم على القتال. فبالصبر والقتال، خرجوا من الخوف إلى النصر العظيم. سننتصر إن شاء الله، فلا تجعلوا للأعداء علينا سبيلاً”.
ولفت القائد النخالة إلى، أن العدو يحاول أن يحوّل قضيتنا إلى مسألة إنسانية، يعالجها بفتح سوق العمل، وإغراءات اقتصادية أخرى؛ ليطفئ روح المقاومة، ويفككها لاحقًا، مضيفًا ” هكذا يظن، ولكن المقاومة التي تستطيع مشاغلته على مدار الوقت، وتخوض معاركها دون خوف أو تردد، هي التي تستطيع أن تستنزف طاقاته، وتعيق سياساته، وتزرع اليأس في جنوده، ومعاركنا جميعها، وآخرها معركة “وحدة الساحات” البطولية، والمواجهات اليومية في الضفة الباسلة، لهي أكبر دليل على ذلك”.
وذكر القائد النخالة، أن الشعب الفلسطيني ومقاومته، تقع عليهم مسؤولية تاريخية في هذه البلاد؛ مسؤولية حماية الجغرافيا المميزة، بما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، مشيرًا إلى، أن شعبنا أثبت بإرادته وصبره وتضحياته، منذ الغزوة الغربية الصهيونية على منطقتنا، أنه قادر على مقارعة العدو، وعدم الاستسلام له، رغم اختلال موازين القوى الهائل.
وتابع القائد النخالة خطابه:” أربعة وسبعون عامًا من القتال المستمر، ويزداد شعبنا إصرارًا على المقاومة، ويقينًا بحتمية الانتصار، أربعة وسبعون عامًا من الصبر، خلق زلزالاً في العقل الصهيوني، ليقول قادته نحن في المكان الخطأ، أربعة وسبعون عامًا، ورغم ذلك خرجنا من المخيم الذي أرادوه مقبرة لنا؛ لنجعله لعنة عليهم، بإرادتنا، وبأبنائنا الشجعان الذين يعيدون بدمهم رسم فلسطين المقدسة من جديد… ففي القدس سيسقط المشروع الصهيوني القائم على أوهام القوة، وأوهام التلمود. وفي القدس التي هي صلاتنا وصيامنا، سنقاتلهم حتى يرحلوا”.
وأكمل:” في القدس، نحن ندافع عن ديننا وتاريخنا، وإسلامنا وقرآننا… هؤلاء القتلة يعتقدون أنهم يستطيعون أن ينزعوا منا تاريخنا ومقدساتنا، بمرتزقة، جمعوهم من بقاع الأرض، يبحثون عن فرصة حياة. فيخرج لهم مقاتلونا الشجعان، من كل مكان، ليقولوا لهم: هذه الأرض لنا، والقدس لنا، وهذه سماؤنا”.
وأكد القائد النخالة أن الذين يظنون أن الشعب الفلسطيني، وحركات المقاومة، وعلى رأسها “حركة الجهاد الإسلامي”، يمكن أن يستسلموا، ويوقفوا معركتهم ضد العدو، وضد الاحتلال، على أي شبر من فلسطين، واهمون أشد الوهم.
وأردف :” إن ما يجري على أرض فلسطين يؤكد ذلك… فالعدو يجتاح بقواته كل المدن الفلسطينية، في الضفة المقاومة، يقتل ويهدم البيوت… ويحاصر غزة، ويشن الحروب عليها… فينهض شعبنا، يقاتل ولا يستسلم، يقاتل من أجل القدس، ومن أجل أرضه وتاريخه، ومن أجل مستقبل أبنائه. فإن لم يورثهم فلسطين الآن، فلن يورثهم المهانة على مدى الزمان”.
وختم القائد النخالة كلمته، بتوجيه التحية إلى أهلنا في الأرض المحتلة منذ العام 1948، كما توجه بالتحية إلى أهلنا في مخيمات اللجوء والشتات، وتقدم بأحر التعازي، من أهلنا في مخيمات لبنان، بغرق أعزاء علينا وعليهم، والتعزية موصولة لذوي الضحايا اللبنانيين والسوريين.
كما وجدّد التحية والتقدير لأهلنا في اليمن، مباركًا لهم ذكرى ثورتهم، ومعتزًّا بمواقفهم الثابتة تجاه فلسطين والمسجد الأقصى.