بقلم: رشيد حسن
من يشاهد قوات الاحتلال الصهيوني ، وهي تقوم بالاعتداء على سيدة عجوز مرابطة في الاقصى المبارك، او على شيخ بلغ من العمر عتيا ، أو على فتى يافع في ساحات المسجد .. ينتابه شعور عميق، بان هذا الكيان زائل لا محالة ، فان من يعتدي على أناس ابرياء ..نساء وشيوخ واطفال وطلبة علم .. هو حتما ليس بدولة ، بل هي عصابات محكومة .. بشريعة الغاب .. وبغريزة البطش .. وميكانزما القوة المتوحشة ، وقد اصبحوا اسرى الارهاب ..تستهويهم آهات المعذبين.. وصرخات المكلومين
في التاريخ أمثلة كثيرة .. قريبة وبعيدة..!!
فالامبراطورية الرومانية وهي أعظم امبراطورية يشهدها التاريخ القديم ، زالت ،، واصبحت احاديث تروى ، لأنها اقامت امبراطوريتها ومجدها التليد، على اضطهاد العبيد والتنكيل بهم ..وبلغ الانحطاط قي هذه الدولة حدا لا يصدق ، بعد ان وصل بهم الاستخفاف بالعبيد الى تحويلهم الى مادة للترويح عن النفس، او بالاحرى الاستمتاع بتاوهاتهم، وعذاباتهم، وقد انقضت عليه الاسود الجائعة في ساحات روما ..وهو ما عجل بزوال هذه الامبرطورية الشريرة..
بالامس القريب سارت حكومة جنوب افريقيا العنصرية على نهج سادة واشراف روما.. وكرروا عن سابق تصور وباصرار ماساة عبيد روما ..ليتفنن الرجل الابيض في استغلال الرجل الاسود .. في تعذيبه .. في تجريب أسوأ انواع التعذيب الجسدي والنفسي.وكانت النتيجة واحدة ، فحال العبيد في «بريتوريا» هو ما كان عليه حال نظرائهم في الامبرطورية الرومانية..!!
في روما اطلقوا الاسود الجائعة لتلتهم العبيد .. وفي شوارع بريتوريا اطلقوا الكلاب المسعورة تنهش لحم السود، وتمزق اشلاء الاطفال في الشوارع والساحات والحدائق..
واليوم الاحتلال الصهيوني .. يطبق نموذج جنوب افريقيا العنصري البغيض، ويطلق الكلاب المسعورة على النساء الفلسطينيات في المعابر ، ونقاط التفتيش لارهابهن . واذلالهن وقد قامت هذه الكلاب، والتي يسمونها « مدربة».. وهي كلاب مسعورة، بالاعتداء على المرابطات، وهن من رموز الصمود والمقاومة الفلسطينية.
أساليب الاحتلال اللاخلاقية، في الترهيب والترويض ، ليس لها مثيل من قبل ، وقد ادت الى استشهاد الالاف من الاسرى .. ونشر الامراض الخطيرة في اجساد البعض ،بعد ان اجروا عليهم تجارب دوائية .. وحقنوا كثيرين بفيروسات ادت الى تفشي امراض السرطان واستشهاد اكثر من 220 اسيرا، في سجون ومعتقلات العدو ..ضاربين بالقوانين الدولية عرض الحائط ..
من يقرأ عن جرائم عصابات الهاغانا وشتيرن وليحي والارغون في فلسطين ايام الانتداب البريطاني، وخلال عدوان 1948، يجد ان واقع الحال لم يتغير فما يجري على الساحة الفلسطينية اليوم ، وعلى يد عصابات المستعمرين المستوطنين، وعلى يد جنود العدو، وشرطته ومستعربيه، واجهزته الامنية..الخ. هو نسخة طبق الاصل لما قامت به العصابات الصهيونية « الهاغاناة وشتيرن والارغون وليحي» في الاربعينيات من القرن الماضي.
باختصار…
ان ما يجري على الساحة الفلسطينية، يؤكد حقيقة واحدة وهي:
ان هذا الكيان الصهيوني ليس بدولة ، بل هو كيان محكوم بمافيات وعصابات اجرامية ،حرفتها القتل ونشر الارهاب .واقتراف المجازر والمحارق .. وارتكاب جرائم ضد الانسانية، وشن حرب ابادة على شعب اعزل.. وكل ذلك تدينه محكمة الجنايات الدولية و تعاقب مرتكبيه.
قادة الاحتلال وحنرالاته اعترفوا بان هذا الكيان العنصري ، محكوم بالزوال .. وبزوال حتمي.. كما زالت كل الكيانات العنصرية باسرع مما تتوقعون
«انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا» صدق الله العظيم..