لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يترك الـ”ترمينايتور” إرلينغ هالاند أثره في فريقه الجديد مانشستر سيتي بهذه السرعة، لكن مهاجم المنتخب النروجي لكرة القدم ضرب بضراوة لدرجة أنه فاجأ حتى مدربه الإسباني جوزيب غوارديولا بعد أدائه الخارق في مستهل مشواره في الدوري الإنكليزي الممتاز.
بالنسبة لغوارديولا “الأرقام تتحدث عن نفسها… يراودك هذا الشعور المذهل بأنه متعطش دائماً وتنافسي جداً. إحصائياته مخيفة”، وفق ما أفاده الإسباني بعد الثلاثية التي سجلها المهاجم البالغ 22 عاماً في مرمى الجار مانشستر يونايتد الأحد ليقود سيتي الى فوز كبير 6-3 في الدوري، رافعاً رصيده الإجمالي الى 17 هدفاً في 10 مباريات فقط مع حامل اللقب.
وبات هالاند الذي أطلق عليه لقب “ترمينايتور” بسبب قوته البدنية وطوله الفارع وسرعته، أول لاعب في تاريخ الدوري الانكليزي الممتاز يسجل “هاتريك” في ثلاث مباريات بيتية توالياً، ليواصل مهاجم بوروسيا دورتموند الالماني السابق انطلاقته الصاروخية للموسم وتحطيم الارقام القياسية، بعدما رفع رصيده الى 14 هدفاً من أول 8 مباريات في الدوري وبات أول لاعب يسجل أكثر من 11 هدفاً في أول 10 مباريات في البطولة، متخطياً رقم كل من ميك كوين والسنغالي بابيس سيسيه والاسباني دييغو كوستا.
ويبدو أن هالاند يسير بثبات لتحطيم رقم الإسباني فرناندو توريس من حيث عدد الأهداف للاعب أجنبي في موسمه الأول في الدوري الممتاز والبالغ 24 هدفاً في 2007-2008.
وإذا أضفنا أهدافه الثلاثة في دوري الأبطال ضد إشبيلية الإسباني وفريقه السابق دورتموند، فيؤكد هالاند أنه لا يهاب المنافسة ولا يتراجع عندما يشتد الامتحان، ما يجعله مرشحاً لمواصلة تألقه حين يتواجه سيتي الأربعاء على أرضه مع كوبنهاغن الدنماركي في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة التي يتصدرها بست نقاط كاملة وبفارق ثلاث عن دورتموند الثاني.
وعشية استضافة الفريق الدنماركي، رأى غوارديولا أنه “في هذا العمر، لا يمكن لأحد أن يتنافس معه. الأرقام تتحدث عن نفسها”، مضيفاً “داخل الملعب، في غرف الملابس، نرى أشياء لا تظهر في الاحصاءات وتجعلنا نشعر بالسعادة لوجوده معنا”.
وبعدما وصف الحارس السابق لمانشستر يونايتد الدنماركي بيتر شمايكل هالاند بـ”مجموعة من المهاجمين الرائعين الذين تم جمعهم في (لاعب) واحد”، تناول المهاجم الإنكليزي السابق كريس سوتون هذه الفكرة في مقال نشر في عدد الإثنين من صحيفة “دايلي مايل” البريطانية، متحدثاً عن الأجزاء التي يمكن أن يستخدمها عالم مجنون لخلق هذا المهاجم الهجين.
وفَنَّد سوتن هذه الأجزاء، مستعيناً بنقاط قوة بعض كبار اللعبة كأوجه شبه، قائلاً “القدم اليسرى لفيرينتس بوشكاش؟ قوة كريستيانو رونالدو؟ سرعة غاريث بايل؟ ارتجال زلاتان إبراهيموفيتش؟ القوة الذهنية لألن شيرر؟ … القوة البدنية لسوبر مان تضاف اليها غريزة الرجل العنكبوت (سبايدرمان)”.
وأظهرت المباراة ضد يونايتد أيضاً مدى قدرته على الاندماج في بناء اللعب من خلال تفاهمه الكبير مع كل من فيل فودن الذي سجل الأهداف الثلاثة الأخرى لفريق غوارديولا، وجاك غريليتش.
بالنسبة للنروجي، ما قدمه ضد يونايتد “لم يكن سيئاً” وفق ما قال بشيء من اللامبالاة لشبكة “سكاي سبورتس” بعد المباراة، مضيفاً “ماذا بإمكاني أن أقول؟ فزنا على أرضنا، سجلنا ستة أهداف، هذا أمر جميل أو يمكن القول في النهاية إنه أمر مذهل. ليس هناك الكثير لأضيفه”.
وباستثناء خيار تكتيكي من غوارديولا يقضي بمنحه بعض الوقت لالتقاط أنفاسه من خلال الإبقاء عليه خارج مباراة الأربعاء، فلا يبدو أن هناك شيئاً باستطاعته إيقاف انطلاقة الـ”ترمينايتور” الذي يغيب وبلاده عن نهائيات مونديال قطر المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر المقبلين، ما قد يجعل مدربه الإسباني يخاطر به بهدف حسم بطاقة ثمن النهائي بشكل مبكر بالفوز على الفريق الدنماركي في “ستاد الاتحاد” ثم في العاصمة الدنماركية الثلاثاء المقبل.
والغياب عن المونديال القطري قد يفيد هالاند على الصعيد الشخصي، إذ سيكون على أتم الجاهزية البدنية عند عودة منافسات الدوري الممتاز بعد التوقف، في حين سيكون النجوم الآخرون خائري القوة.