خصصت مجلة “إيكونوميست” افتتاحية ومقالا مفصلا ي عددها الأخير لنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني واختارته ليكون صورة لغلف العدد تحت عنوان: “دولتان أم دولة واحدة؟ كيف أصبحت لعملية السلمية موقا للتسوية”. وقلت إن عملية أوسلو عام 1993 كان من المترض أن تقود إلى دلة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية، ولكن النتيجة ه تحول الأرض المقدسة إلى واقع دولة غير متساوية. وقارن بين مستوطنة عورانيت في الضفة الغرية المرتبطة بموالات سهلة مع تل أبب وقرية عزون عتمة القريبة من قلقيلة التي باتت محاصرة بالكتل الاستيطانية ولا يستطيع سكنها التحرك والتنل منها وإليها.
وهي من لناحية النظرية جء من الدولة الفلسطينية في المستقبل ولكنها واقعة في منطقة “جيم” التي طبق فيها إسرائيل القوانين العسكري والإدارية.
والسؤال حل كيفية تقسيم الأرض أصبح من الصعب الإجابة عليه، مع أ تحديد دولتين لم حصل بعد، فالأرض أصبحت تحت سيطرة إسائيل ويعيش فيها اليهود والفلسطينين على مرمى حجر من بعضهم البعض. ولدى كل منهما حقوق مختفة ومنظور غير متساو عن المستقبل.
وأشارت الصحيفة إلى مصافة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات رئيس الوراء الإسرائيلي إحق رابين في حديقة البيت الأبيض عام 1993 وتوقيع اتفاقيات أوسلو التي كانت ستحل نصف قرن من النزاع عبر إنشاء دوة فلسطينية بعد 5 أعوام من توقيع الافاقية، وتحول الأل إلى يأس، ومنذ 5 عوام لم يجلس الطرفان على طاولة الماوضات. وتقول إنه ي كل مرة تحصل فيه مواجهة بين الطرفين، يجري الحديث ع ضرورة العودة إلى المفاوضات، لكن هه الدعوات تخفي وراءها فشل العملية لسلمية.
فعلى مدى عقد من المفاوضات لم يظر منها سوى جبل من الخرائط وبيانات عن السياسة، مع أن شكل حل الدولتين يعفه الجميع. والمشكلة في العملية السمية غير نابعة من ياب العملية نفسه ولكن لأن العملية أصبحت في حد ذاتها بديلا عن السلام.
فموالة العملية السلمة على أمل تحقيق اتراق هو مجرد فانتازيا. وهي مجرد تظاهر بأن الظروف على الأرض، من ناحية اتوسع الاستيطاني لمستمر وسيطرة إسائيل على القدس الشرقية والخلاف بين الضفة الغربية وغة، مجرد معوقات وليست حواجز لا يمكن التغلب عليها.
كما وتتجاهل التحول في الساسة وتغير الرأي العام، فهناك نسبة بيرة من الفلسطينين والإسرائيليين باتت تعارض حل الدولتين وكذا حكومتين من 3 بين نهر الأردن والبحر المتوسط. وحان الوقت للاعتراف بأن المعيار اذي قام على مقايضة الأرض من أجل السلام قد فشل.
وكان في الحقيقة غير مساعد وذا نتائج سلبية، فالعملية السلمية منحت إسرائيل الغطاء ك تحصن الاحتلال الذي يبدو دائما وأسمت في تعفن السياسة الفلسطينية.
ونتيجة كل هذا، سواء اليوم أو في المستقبل حو حل الدولة الواحدة. وكان هدف السلطة الوطنية انتقاليا ولن يزيد وجودها عن خمسة أعوام حسب اتفاقيات أوسلو وليس للأبد.
وتقول إن المود جاء وذهب وظلت اسلطة، واقترب الطفان من حل في كامب ديفيد، حيث تم لوم عرفات على فشلها، ع أن الصورة أكبر ن هذا، فهناك طرف خر وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك.
ومهما يكن فقد أدت محادثات كامب دفيد إلى الانتفاض الثانية. ورغم ذل لم تتوقف المحادثات وتبعتها خطة الريق وطابا ومحادثت أنابوليس وشرم الشيخ. وحاول باراك أوباما تحقيق تقدم بدون أن يكون لجهوده اسم، حيث جاءت وسط حرب استمرت 51 يوما بين حماس وإسرايل.
ول تحدث مفاوضات مباشرة منذ عام 2014، ثم جاء دونالد ترامب في “صفقة القرن” دون أن يكون للفلسطينيين أي دور فيه. ولم يبد خليفته جوزيف بايدن أي ميل حتى للمحاولة.
ولعب دورا انويا في اتفاقية وقف إطلاق النار بن حماس وإسرائيل ثم أرسل بعد ذلك وزير خارجيته أنتوني لينكن، لإجراء محدثات تركزت على المساعدات لغزة بدون أي ذكر للعملية السلمية.
وأشارت إلى الكيفية التي تغير فيه الموقف الأمريكي ففي 1968 أرسل سلف بلينكن، دين راسك، سالة شديدة اللهج إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، لاحظ فيها أن إسرائيل تخطط لإنشاء ستوطنات مدنية في الضفة الغربية المحتلة والتي قال إنا لا تخرق ميثاق جيف بل و”وتعطي مظرا أن إسرائيل لا رغب بتسوية تتضمن انسحابا من المناطق”.
وايوم يعيش فيها حوالي 440.000 مستوطن وهو رقم زاد أربعة أضعاف منذ أوسلو. ولم فعل المجتمع الدوي أي شيء لوقفها وبل الدبلوماسيون الوضع وأنه مؤقت، وهو زعم تكذبه مليرات الشواقل التي أنفقت في البنى الحتية لها والمساك.
ويول المفاوضون إن الكتل” الاستيطاية الكبرى والتي يعيش فيها 3 أرباع امستوطنين ليست عقة للمفاوضات، مع أن أكبرها مثل مستونة أرييل تقع في متصف الطريق في عرض الضفة الغربية، وناك شريط من الكتل التي خرقت خطوط الدولة الفلسطينية.
وهناك 100000 مستوطن يعيشون ي مستوطنات معزول ويجب إخلاؤها وهو عدد أكبر بـ12 ضعفا للمستوطنين الذين تم إجلاؤهم من غزة عام 2005. ويتمتع الستوطنون اليوم بسطة سياسية لم يحصلوا عليها من قبل، فخمسة أحزاب في الكيست مكرسة لتوسيع الاستيطان، ولديه معا 56 مقعدا. ودعا أعضاء في حزب العمل لضم أجزاء من الضفة الغربية وإنهاء أسطورة المستوطنات “المؤقتة”.
ووجد استطلاع لمعهد الديمقراطية في إسرائيل ن نسبة 33% تعارض الضم. وترى المجلة أن خطة ترامب التي لم تقبل وكانت محلا للسخرية هي الحل الاقعي عما سيظهر من خلاله أرخبيل الماطق الفلسطينية امرتبطة بالطرق واأنفاق، ومع ذلك لم تعجب المستوطنين لذين يرون في مجرد وجود الفلسطينيين لعنة.
ولم تمنح خطة ترامب عاصمة للفلسطينيين في القدس الشرية ولكن في الأحياء على الطرف الآخر من جدار الفصل، وها يعكس السياسة الإسرائيلية التي يرفض فيها أي حزب كبير تقسيم المدينة. وهي محاطة بسلسلة م المستوطنات التي يعيش فيها 100.000 مستوطن.
وهي عقبة أمام أي تواصل بين القدس واضفة الغربية. ويستخدم المتطرفون اليهود المحاكم لطرد لفلسطينيين من الدس الشرقية. ويرون أن كل تلة أو بيت يسيطرون عليه يجعل ن الصعوبة على إسرائيل التخلي عن الفة. وهم وإن نجحوا في تخريبهم إلا أن عليهم القلق، نظرا لعدم وجود زعيم فلسطيني يعقد صفقة مهم. فمحمود عباس، ئيس السلطة الوطنة الذي يحكم منذ 2005، لا يحظى بشعبية تطالب نسبة 68% من الفلسطينيين برحيل. وهو بدون شرعية ويحكم بالمراسيم، لا يتحدث بالضرورة يابة عن كل الفلسطينيين، وليسوا كلهم خاضعين لسيطرته، فأهل القدس الشرقة عالقون بين السلطة الوطنية التي ل تملك سلطة عليهم بين الحكومة الإسائيلية. وهناك أكثر من مليونين في غزة تحت سيطرة حماس. لم تعد إسرائيل مهتمة بحل الدولتين هذا بسبب جهود بنيامين نتنياهو الذي دعم على تردد حل ادولتين وظل يعمل منذ 2009 على منعه.
وظل الدبلوماسيون يحذرون من مخاطر الاحتلال، لكنه أثبت خطأهم فالضفة هادئة والاقتصاد مزدهر وعلاقات إسرائيل مع جيانها العرب أفضل. بدون ضغط لحل النزاع، فمعظم الأحزاب الإسرائيلية تعارض حل الدولتين أو تتجاهله. وحتى حزب العمل الذي كان في قلب معسكر السلام واز بـ 44 مقعدا في وقت اتفاقيات أوسلو، لم يحصل إلا على 7 مقاعد في الانتخاات الأخيرة. وفي اتطلاع فلسطيني جر في آذار/مارس وجد أن 40% تدعم حل الدوتين أقل من 51% عام 2016 و56% عام 2011. وبين اليهود في إسرائيل انخفض الدعم من 53% عام 2016 إلى 42% العا الماضي. وقبل خمس أعوام دعمت نسبة 82% من العرب في إسرائيل حل الدولتين أا اليوم فالنسبة هي 59%. لكن لا يعرف افلسطينيون واليهود ما يدعمون، فالبض يدعم دولة ثنائية القومية وهناك م يريد دولة تمييز نصري. وبعض الفلسطينيين يريدون رمي ليهود في البحر وبعض اليهود يريدون ميهم في الأردن والخيار الوحيد بعد ل الدولتين هو “ل حل”. ويجب ألا يكن الحل دولة ثنائية القومية بل كونفرالية بمؤسسات وحود غير مرسومة، وهو خيار عبر كل من ارئيس الإسرائيلي لحالي رؤوفين ريفين وعباس عن انفتاح تجاهه.
وكان وزير الخرجية الأمريكي الابق جون كيري واضحا في تحذيره بالأيم الأخيرة لأوبام أن النزاع يسير نو حقيقة الدولة الواحدة “منفصلين وير متساوين” في إارة لقانون جيم كرو في أمريكا، فقد كان يعرف ما يعنيه هذا لمستمعيه الأمريكيين، فالجماعات الفلسطينية الأرب في داخل الأرض القدسة تواجه تمييز من نوع مختلف مقانة مع المميزات التي يتمتع بها اليهد.
فلعرب في إسرائيل وإن حملوا الجنسية لإسرائيلية ولكن قوقهم ليست متساوة وقلل قانون الدولة القومية من وضعم عندما حدد تقرير المصير باليهود فط. فمستوى الفقر لى العرب يصل إلى 36% أي ضعف اليهود. ويل معدل الدخل الشهري أقل بنسبة 34% مقرنة مع اليهود.
وأقرت المحكمة العليا حق لمدن الصغيرة للتقق من مناسبة السكان لمنع العرب من العيش فيها. أما سكان القدس الشرقية فم في وضع غامض، ويفض الكثيرون منهم الحصول على الجنسية على أمل حل للنزاع، وهم في خوف دائم من خسارة هوية الإقامة، ومنذ عام 1967 تم تجريد 14.000 من سكان القدس الشرقية ن هوياتهم.
والفلسطيني المولود في رام الله التي لا تبعد إلا مسافة قصيرة من القدس لا يمكنه زياة القدس بدون تصريح، والحياة محدودة بثلث المنطقة الوقعة تحت سيطرة السلطة الوطنية. ويعاون من الحواجز والقيود على الحركة. وفي غزة لم يغادر المولود الذي ولد فيا عام 2007 القطاع أدا. وتعطي إسرائيل تصاريح لعدد مختا من المواطنين للمرور عبر معبر أيرت. أما مصر فتسمح لأعداد قليلة لعبور عبر رفح. ونصف سكا القطاع تقريبا بدون عمل ونسبة 80% من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية.
وفي وقت لمشاكل تختفي هذه الفروقات كما حدث ي بداية أيار/مايو عندما توسعت الاضرابات من القدس إلى داخل إسرائيل واضفة ومن ثم المواجهة في غزة. ولكن في الأوقات العادية فالقيادة الفلسطينة راضية بهذه الوضع للحفاظ على إقطاياتها. وقالت المجلة إن مراسلا قابل محمود الزهار احد ادة حماس وقال إن لفلسطينيين في الفة يواجهون خطر تدمير بيوتهم لأنهم م يحصلوا على تصاريح من إسرائيل. وهذا أمر غير موجود في غزة التي تديرها حماس. ولكن الزهار مثل آلاف الفلسطينيين دمر بيته بعد 4 حروب مع إسرائيل أد لهدم عشرات الآلاف من البيوت وتشري مئات الآلاف. وتر المجلة أن حماس تمتع بشعبية بسبب عجز القيادة الفلسطينية، فعباس (85 عاما) كبير بالعمر ليعرف الوضع قبل نشوء إسرائيل لكن الكثيرين ممن ولدوا بعد نشوء السلطة لا يعفون الحال السابق. وكانت السلطة عباة عن نواة لدولة فسطينية أما اليوم فهي مجرد موزع للراتب وتنسق أمنيا مع إسرائيل.
وقدمت الولايات المتحدة للسلطة الوطنية منذ عام 1994 خمسة مليارات دلار. ويتساءل الكثيرون أين ذهبت وهم يسافرون على الطرق المليئة بالحفر وزورون المستشفيات المزدحمة. واختفى مليار دولار أثناء حكم عرفات. وعباس ليوم مهتم بمحاكم المعارضين للفسا أكثر من الفاسدين. وترى المجلة أن باء فتح وحماس هو تبير عما تسببت به تفاقيات أوسلو بحف السياسة الفلسطنية.
وغالبية الفلسطينيين تعترف بفساد ويكتاتورية قيادتها. ولكن فتح تتمتع شرعية دولية لقبوها بالتنازلات الي أصبحت سرابا. وف المقابل ترفض حمس التنازل وتعد بلتحرير الذي أصبح وهما.
وتقول المجلة إن لكثير من الكبار الذين حلموا بالدولة المستقلة يجيبون عندما يسألون عن السبب الذي يدعوهم عدم التخلي عن الحلم والدفع باتجاه لمساواة بالقول إ إسرائيل لن تقبل. ويرفض الشباب هذا لموقف ويقولون إن الدعوة للدولة يترك إسرائيل تصور الزاع على أنه كفاح ين شعبين على قدم لمساواة. ومن هنا الحل هو البحث عن لحقوق المتساوية وضع العبء على إسرائيل. كما أن حل الولتين حول النزاع إلى صراع على الأر. وعندما يجد الطران أنفسهما في مأزق يتمسك كل واحد بموقفه، والمشكلة لا تتعلق بالأرض بقد ما هي متعلقة باليش على قطعة صغيرة من الأرض.