قدّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنه سيتم التوصل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية خلال “الأسبوع أو الأسبوعين القريبين”. وجاء ذلك خلال مداولات حول هذا الموضوع عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، اليوم الأحد، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وكان مكتب لبيد قد أصدر بيانا قبيل سفر الأخير إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح أعمال الجمعية العامة، جاء فيه أن “إسرائيل مقتنعة بأنه بالإمكان وينبغي التوصل إلى اتفاق حول الخط البحري بين لبنان وإسرائيل بشكل يخدم مصالح مواطني الدولتين. وسيسهم الاتفاق كثيرا وسيكون مفيدا للاستقرار الإقليمي”.
وجاء في البيان أيضا أن “إسرائيل تشكر الوسيط الأميركي (آموس هوكستين) جراء عمله الحثيث في محاولة للتوصل إلى اتفاق. واستخراج الغاز من منصة كاريش ليست مرتبطة بالمفاوضات، وستبدأ المنصة باستخراج الغاز دون تأخير عندما يكون ذلك ممكنا”.
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أعلن أنه “في حال جاء الوسيط الأمريكي وأعطى للدولة اللبنانية ما تطالب به ذاهبون للهدوء. وإذا لم يعط للدولة ما تطالب به نحن ذاهبون إلى تصعيد”.
وأضاف نصر الله أنه “لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة”، وأنه “بالنسبة لنا الخط الأحمر هو بدء استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، عيننا وصواريخنا على حقل كاريش ونحن نراقب مسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية”.
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا وهي غنية بالنفط والغاز، وخاضا سابقا مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة.
وأعلنت إسرائيل، قبل عشرة أيام، عن المرحلة المقبلة لتشغيل منصة “كاريش”، مشيرة إلى أنه لا يدور الحديث عن استخراج الغاز في هذه المنصة، وإنما عن فحص أجهزتها. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذا البيان، الصادر عن وزارة الطاقة، كان يهدف إلى “تهدئة” حزب الله والتوضيح أن إسرائيل ما زالت لا تستخرج الغاز من حقل “كاريش”.
وبحسب التخطيط الإسرائيلي، فإنه يتوقع بدء استخراج الغاز من منصة “كاريش” في نهاية الشهر الجاري. ويرجح أن يتم تأجيل ذلك. وتبرر إسرائيل هذا التأجيل بأن نابع من “مسائل تقنية”.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، قد صرح مؤخرا أنه عندما يكون بالإمكان استخراج الغاز من حقل “كاريش”، فإن ذلك سيخرج إلى حيز التنفيذ.
وحذرّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، من أي تحرك لحزب الله ضد إسرائيل، وذلك خلال لقاء جمع بينهما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ حسب ما ورد في موقع صحيفة “معاريف” الإلكتروني، أول من أمس.
وقال مسؤولون من الجانبين الإسرائيلي واللبناني أنه طرأ تقدم كبير في المفاوضات بينهما، وآخرها اللقاءات غير المباشرة مع الوسيط الأميركي، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.