توفي أسطورة الجاز فارو ساندرز، وهو عازف ساكسوفون بارع تميز بإبداعه في مزج التأثيرات الموسيقية الإفريقية والهندية، السبت عن 81 عاما، على ما أعلنت الشركة المنتجة لأعماله.
وكتبت شركة “لواكا بوب” في بيان “ببالغ الأسى نعلن وفاة فارو ساندرز. لقد توفي بسلام، محاطاً بأفراد عائلته وأصدقائه المحبين في لوس أنجليس”.
وأضافت “سيبقى دائماً وأبداً أجمل كائن بشري، فليرقد بسلام”.
وقد أخذ ساندرز الانفتاح الذي جسده تيار الجاز الحر إلى آفاق جديدة، إذ كان يعتمد أسلوب النفخ الشديد على آلة الساكسوفون التي امتلك المئات منها، وصولاً حتى إلى الصراخ في جرس الآلة .
وغالباً ما كان يُنظر إلى ساندرز، تلميذ الفنان الشهير جون كولتراين، على أنه وارث الأخير بعد وفاته المفاجئة في عام 1967.
ووصفت أورنيت كولمان، المصنفة بأنها أهم رواد موسيقى الجاز الحر، ساندرز بأنه “قد يكون أفضل موسيقي تينور في العالم”.
لكن ساندرز، الذي كان يعزف أيضاً أعمال السوبرانو والألتو ساكس لكن بدرجة أقل، أثار انقساماً في الرأي لدى الجماهير ولم يحقق أبداً النجاح التجاري نفسه الذي حققه كولتران أو كولمان أو غيرهما من مبتكري موسيقى الجاز التاريخيين.
وتشمل أشهر أعماله “The Creator Has a Master Plan”، وهي مقطوعة مدتها 33 دقيقة تقريباً من ألبومه “Karma” يبدو فيها ساندرز كأنه يطرد الأرواح الشريرة قبل بلوغ ما يشبه النشوة الروحية.
وقد غنّى ليون توماس في هذه المقطوعة الصادرة عام 1969 في ذروة الثقافة المضادة.
فاريل “فارو” ساندرز مولود في 13 تشرين الأول/أكتوبر 1940 في ليتل روك بولاية أركنساو لعائلة معمدانية متواضعة.
وكان يعزف على الكلارينيت في أوركسترا مدرسته المخصصة للسود، ثم تردد على نوادي البلوز في المدينة، حيث رافق فنانين موهوبين خلال زياراتهم للمنطقة، من أمثال جونيور باركر. في عام 1959، انتقل إلى أوكلاند (كاليفورنيا)، حيث انضم إلى فرق إيقاع وبلوز مختلفة تحت اسم ليتل روك.
وانتقل سنة 1961 إلى نيويورك، حيث كان ينام في شبكة المترو، إلى أن التقى عازف البيانو ومؤلف الجاز الغامض سون را المولع بعلم المصريات والكائنات الفضائية.
وأدخل سون را وجون كولتراين الفنان الشاب حينها إلى فرقتهما وبات اسمه فارو. وبعد وفاة كولتراين، استمر فارو ساندرز في تسجيل الأعمال كقائد للفرقة.
وقد خاض ساندرز غمار موسيقى البوب لفترة قصيرة عام 1971 بألبومه “ثيمبي”، تكريماً لزوجته.
لكنه وجد الإلهام قبل كل شيء خارج الولايات المتحدة. ففي عام 1969 ، استوحى من التصوف الإفريقي ألبومه “جويلز أوف ثوت” (“جواهر الفكر”). وبعد سنوات، تعاون في “ذي ترانس أوف سفن كولورز” مع الموسيقي المغربي محمود غينيا، أحد أشهر أسماء فن الكناوة. وفي عام 1996، استكشف ألبومه “ميسدج فروم هوم” الموسيقى الغانية التقليدية.
كما اهتم بالموسيقيين الهنود مثل بسم الله خان الذي شهر آلة الشانا الشبيهة بالمزمار والمستخدمة في الطقوس الهندية، وأيضا رافي شانكار الذي ساهم في شعبية آلة السيتار.