بقلم: طايل الضامن
تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية التحذيرات العالمية من احتمال لجوء روسيا الى استخدام السلاح النووي في حربها على أوكرانيا، رداً على النكسة التي تعرض لها الجيش الروسي في المناطق التي يسيطر عليها خاصة شرق أوكرانيا، الأمر الذي شكل ضغطاً سياسياً كبيراً على القيادة الروسية التي لا تقبل الهزيمة وفق عقيدتها العسكرية.
قادة الغرب يتابعون الأوضاع عن كثب لحظة بلحظة، وسط غرق أوروبا في ازمة الغاز ومخاوف اندلاع احتجاجات شعبية في الشتاء قد تؤدي إلى «ربيع أوروبي»، مع قناعاتهم أن الأسوأ في الحرب لم يأت بعد.
الرئيس الأميركي جوزيف بايدن وجه تحذيراً قوياً الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال لجأ الى الخيار النووي بقوله ان: «استخدام موسكو أسلحة نووية في حربها على أوكرانيا سيغير وجه الحرب بصورة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية».
ولكن لم يوضح بايدن الوجه الجديد للحرب في حال لجوء روسيا للسلاح النووي، إلا أن التسريبات التي نشرت في الاعلام الغربي تشي بأن هناك نقاشاً مهماً داخل المؤسسات العسكرية والأمنية الأميركية لبحث آلية الرد على روسيا، إلا أنه في جميع الحالات سيكون الوجه الجديد للحرب سيئاً وضارياً، واحتمالية توسعها وارد في هذه الحالة وخروجها عن السيطرة، فالمرحلة المقبلة سواء على صعيد السلاح النووي الروسي او قطع الغاز الروسي صعبة جداً على أوروبا، وستدخلها في أجواء الحرب العالمية الثانية لأول مرة منذ أربعينيات القرن الماضي.
واضح أن العالم مقبل على موجة غلاء جديدة، واضطراب اقتصادي كبير في حال وقوع الخيار الأسوأ، فالغرب يعلم أن مقارعة الدب الروسي ونحره في عنقه، لن يتركه هادئاً دون رد عنيف.
«الكرملين» رد على التحذيرات الأوروبية والأميركية من مخاطر اللجوء للخيار النووي بالقول: «لن نستخدم السلاح النووي إلا بناء على عقيدة روسيا النووية فقط».
ولكن متى يضغط بوتين على الزر النووي؟ فقد بينت العقيدة النووية الروسية ذلك في 4 سيناريوهات:
1- حصول روسيا على بيانات موثوقة تؤكد عزم جهة ما إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها أو أراضي حلفائها.
2- تعرض روسيا أو أحد حلفائها لهجوم بأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل.
3- يمكن لروسيا أن تستخدم ترسانتها النووية حتى لو استهدفت بأسلحة تقليدية، لكن في حال كان هذا الاستهداف يهدد وجود الدولة.
4-في حال تعرض مواقع حكومية أو عسكرية حساسة إلى هجوم من قبل عدو ما.
وفي الحرب الاوكرانية، فإن روسيا تعتبر القرم جزءا من أراضيها، وقد تعرضت لهجمات نفذها الجيش الأوكراني استهدفت مواقع للقيادة والسيطرة هناك، وقد تكون «حساسة» وفق الجيش الروسي، إلا أن موسكو لم تلجأ لهذا الخيار في حينه لأنها تمسك بزمام الأمور، ولكن أمام الانتكاسات الخطيرة التي مني بها الجيش الروسي قد يكون الخيار النووي واردا ولو في أراض أوكرانية فارغة من السكان..!.
المرحلة المقبلة، تحمل سيناريوهات كثيرة سواء على صعيد التدهور العسكري للحرب أو الاقتصادي العالمي، وستشهد أوروبا شتاء ساخناً ولكن من نوع آخر هذه المرة.